فيروس “كورونا”.. أسئلة وحقائق

منوعات

رغم أن الإصابات بفيروس “كورونا” الشبيه بالسارس تجاوزت الثلاثين شخصا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إلا أن الأسئلة حول الفيروس الجديد لاتزال أكثر من الأجوبة والمعلومات المتوفرة عنه.

تشير الترجيحات إلى إصابة 30 شخصا بفيروس “كورونا”، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، بين هؤلاء 18 شخصا فارقوا الحياة في الشرق الأوسط وأوروبا نتيجة الإصابة. وخلصت المنظمة إلى إمكانية انتقال الفيروس بين البشر ولكن بعد مخالطة مصاب بالفيروس لفترة طويلة.

البروفسور إيان جونز، عالم الفيروسات في جامعة “ريدينغ” البريطانية قال ” إن البيانات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية تشير إلى إمكانية انتقال فيروس “كورونا” بين البشر. ولكن حالات انتقال العدوى قليلة، فكثير ممن كانوا على تواصل مباشر مع مصابين أو ممن شاركوا في إيوائهم لم تنتقل إليهم الإصابة”.

وأضاف جونز “انتقال العدوى لم يصل إلى مستوى خطير جدا لدرجة انتقال الفيروس من شخص لآخر في الشارع مثلا. ويبقى الهدف الأكثر أهمية هو تحديد مصدر الفيروس لتقليل التواصل مع المصابين وتخفيض أعدادا المصابين إلى الحد الأدنى.”

كيف ظهر الفيروس التاجي الجديد “كورونا”؟

تم تأكيد الإصابة الأولى العام الماضي، وكان المصاب رجلا يبلغ من العمر 60 عاما وتوفي في المملكة العربية السعودية. أما المصاب الثاني فكان قطريا، يبلغ من العمر 49 عاما، وقد ظهرت عليه أعراض الإصابة في سبتمبر وتم تأكيد إصابته من قبل مخابر وكالة الوقاية الصحية في كولينديل شمالي لندن.

سمي الفيروس الجديد بـ”متلازمة الالتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي” واختصاره العلمي “MERS-CoV”.

الدكتورة سوزي وايلز، عالمة الأحياء الدقيقة وإخصائية الأمراض المعدية لدى جامعة أوكلاند في نيوزيلاندا قالت إن أغلب حالات انتقال العدوى بفيروس كورونا تمت في مشاف أو عيادات طبية وعلى أشخاص كانوا هناك لأن لديهم مشاكل صحية، “مما يشير إلى أن إصابة أشخاص بأمراض مسبقة يجعل هؤلاء أكثر تعرضا لاستقبال العدوى”.

ما هي الفيروسات التاجية؟

عرفت هذه الفيروسات للمرة الأولى عام 1960، وسميت بهذا الاسم بسبب اتخاذها شكلا يشبه الإكليل (التاج)، ويسبب هذا النوع من الفيروسات أمراضا رئوية تصيب البشر والحيوانات على حد سواء.

ما الأعراض الرئيسية للإصابة؟

لا تزال المعلومات المتوفرة حاليا حول الإصابة وانتقالها قليلة في هذه المرحلة. ولكن في حالات الإصابة المؤكدة عانى المصابون من ارتفاع الحرارة والسعال وصعوبات في التنفس. من غير المعروف إلى الآن فيما كانت الأعراض التي تسببها الإصابة متطابقة لدى كل المصابين، أم أنها تختلف بحسب حالة المصاب.

ما العلاج؟

لا يملك العلماء معلومات كافية عن الفيروس لإنتاج علاج محدد أو إجراءات يستحسن اتخاذها، زيادة على معالجة الصعوبات التنفسية في المشافي وفقا لما ذكرت وكالة الوقاية الصحية في بريطانيا.

كيف تنتقل العدوى؟

ينتقل هذا النوع من الفيروسات عادة بشكل شبيه لانتقال فيروسات الإنفلونزا العادية. لذا فمن المرجح أن يكون انتقال الفيروس من شخص إلى آخر عبر السعال والعطاس.

إلى أي درجة يعتبر فيروس كورونا معديا؟

تؤكد وكالة الحماية الصحية البريطانية أن انتقال الفيروس يبدو محدودا، ولو كان معديا لحد بعيد لكانت حالات الإصابة حاليا أكبر من 30 بكثير، ولكانت حالات الإصابة منتشرة في عدد أكبر من الدول خصوصا أن حالات الإصابة ظهرت منذ حوالي ثلاثة أشهر، وفترة الحضانة للفيروس لا تتجاوز السبعة أيام.

لكن الوكالة تضيف، أن من الأفضل التزام الحذر، وأن المصاب الموجود في لندن يعالج بأقصى حالات العزل، ويرتدون المعدات والملابس اللازمة لحمايتهم بما في ذلك أجهزة التنفس الخاصة والقفازات والأغطية العازلة والقفازات.

وما يخفف مخاطر انتقال الفيروس على نحو كبير أنه من النوع الذي يموت بعد 24 ساعة من خروجه من الجسم، ويمكن بسهولة القضاء عليه عبر المنظفات والمعقمات، لذا تجد وكالة الوقاية الصحية البريطانية أن فرص انتقاله بين البشر على نحو كبير لا يزال بعيدا.

من أين أتى الفيروس؟

لا أحد يدري إلى الآن أين ظهر الفيروس لأول مرة. وقد يكون “كورونا” نتيجة تحول فيروس آخر. وبعض حالات العدوى أتت من فيروسات كانت تنتقل بين الطيور والحيوانات، وتعرف هذه الإصابات علميا بالأمراض حيوانية المنشأ. وهذا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إصابات بشرية طفيفة أحيانا وخطيرة في بعض الحالات الأخرى. ولكن لا دليل حاليا على كون فيروس كورونا الجديد من تلك التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.

هل يوجد تطعيم ضد كورونا؟

لا يتوفر أي تطعيم أو لقاح وقائي يقي من الإصابة بفيروس كورونا إلى الآن.

هل هناك فحوصات مخبرية؟

نعم يتوفر فحص ولكنه معقد، ويعتمد على نظام يعرف باسم PCR أو “التفاعل المتسلسل للبوليميراز” ويتضمن تضخيم عينات صغيرة من الحمض النووي DNA لاكتشاف أي أثر للفيروس عليها.

ما الذي أقوم به إن كنت مخططا السفر إلى الشرق الأوسط؟

ليس هناك داع لتغيير خططك، فالهيئات الصحية في المنطقة تعلن أي معلومات جديدة فيما يخص الإصابة.

إن ظهرت لدي أعراض برد وحمى، ما الذي أقوم به؟

إن كانت الأعراض طفيفة، فعلى الأرجح أنك أصبت بفيروس إنفلونزا عادي، ولكن إن ساءت الأمور وشعرت بصعوبات في التنفس فعليك استشارة الطبيب مباشرة ذاكرا الأماكن التي زرتها مؤخرا. وقد يكون الأمر مرتبطا بأمراض تنفسية أخرى ولا علاقة له بفيروس كورونا.

هل هو شبيه بمرض “سارس”؟

سارس هو الحالة الأشد خطورة من الفيروسات التاجية إلى الآن، ولكن هذا النوع من الفيروسات قد يسبب أعراضا خفيفة إلى حالات مرضية صعبة. حالات الإصابة المؤكدة تسبب أمراضا تنفسية مما يجعل منه شبيها إلى حد بعيد بفيروس “سارس”.

المصدر: سكاي نيوز عربية