حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

فيلم صيفي طوييييييييل

آراء

كل المؤشرات أكدت أن هذا الصيف ملتهب منذ بدايته، درجة الحرارة منذ أول يوم في هذا الفصل الخاص بالنسبة لنا وصلت حدا يربك فزيولوجية الجسم ويعكر المزاج ويجعل التعايش معها مسألة صعبة تحتاج إلى كثير من ضبط النفس، لكن ضبط النفس يحتاج إلى بيئة مواتية تساعد على ذلك، يبدو أنها لن تتحقق كما نرجو.

قلنا سابقا إن ظروف العالم من حولنا لا تسمح بالهروب من صيفنا إلا للأماكن البعيدة التي لا تسمح بها إلا الميزانيات الجيدة التي لا تتوفر لغالبية الناس، والسفر إلى المناطق الداخلية «الباردة» بغرض السياحة لا يزيد على إضاعة الوقت وصرف المال دون طائل أو مردود معقول، وبالتالي فالنتيجة الإجبارية هي التزام البيوت، كل واحد في بيته وحدود مدينته، لكن هذه المدينة ــ صغرت أو كبرت ــ لا تتحمل أي تشويش على خدماتها في هذا الجحيم الذي لا يطاق، وهو أمل يتطلع إليه الناس كل صيف، لكنه ــ للأسف ــ لا يتحقق.

سؤال لا يمكن أن يطرح إلا في امتحانات الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية، لكننا مضطرون لطرحه على كثير من المسؤولين عن الجهات الخدمية: هل يمكن أن يأتي فصل الصيف باردا؟ هل يمكن أن يطغى عليه فصل آخر، بحيث يختفي وتصبح الفصول ثلاثة؟ هل يأتي مفاجئا في غير موعده؟؟

نقدم الاعتذار المسبق على مثل هذا السؤال، لكن الواقع يجعلنا نطرحه ونحن نشاهد ما يحدث. الارتباك الكبير في بعض الخدمات المرتبكة أساسا يتكرر كل صيف. دعونا ندخل في الموضوع على طول ونقول في الصيف لا يهمنا الشارع والرصيف والمرور والزحام والضجر من كثير من الأشياء بقدر ما يهمنا عنصرين جوهريين: الماء والكهرباء. أي نوع من الحياة بدونهما في أي وقت، وفي هذه الأيام بالذات، هو شكل من أشكال العذاب الذي لا يحتمل، لكن الجهة المسؤولة عن هذين الشريانين الرئيسيين للحياة تعشق عدم الوفاء بكل وعودها التي تقدمها لنا. في مدينة خانقة كمدينة جدة دشنت الكهرباء صيفها بانقطاع قارب 8 ساعات في أحد الأحياء دون إنذار مسبق، وفي مدينة كبرى مثل مكة المكرمة فوجئت بانقطاع الماء لوقت طويل. نحن في أول الصيف، وهذه هي البداية، وستشاهدون وتسمعون العجب العجاب.

المصدر: صحيفة عكاظ