قطر ملاذ الإرهابيين ومستنقع إشاعة الفوضى

أخبار

شدّدت شخصيات أكاديمية وحقوقية وإعلامية إماراتية على أنّ اعترافات العضو السابق في التنظيم السري لجماعة الإخوان في الإمارات عبدالرحمن بن صبيح خليفة السويدي، بشأن الجرائم التي قام بها التنظيم ومخططاته لزعزعة أمن المنطقة بدعم قطر وقناة الجزيرة، تثبت حجم تورط الدوحة في دعم التنظيمات الإرهابية حول العالم.

وأكّدت الشخصيات في تصريحات ل “البيان” أنّ الأيام المقبلة ستظهر المزيد من الأدلة والبراهين للدور القطري الخفي في تفتيت المنطقة وتدمير قوتها، فضلاً عن بث السموم وتأجيج الكراهية بين أطياف المجتمعات.

وأشارت الشخصيات إلى أن الحلم القطري في التحكم في المنطقة أجهض تماماً، وأن موقف الخليج وقادته وشعوبه يثبت ذلك، لافتين إلى أنّ «ما تحصده قطر الآن من خسائر على مختلف الصعد والمستويات يؤكّد أنها لن تستطيع المضي في هذا الأسلوب والنهج، ما يستدعي من «تنظيم الحمدين» إدراك أنّه لا سبيل أمامه سوى العيش مع جيرانه بالشكل الذي يرضي الجميع، وذلك عبر نبذه الفكر المتطرّف.

إشاعة فوضى

وأكّد رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية د.علي راشد النعيمي في تصريحات لقناة الشارقة الفضائية في برنامج «الإرهاب حقائق وشواهد»، أنّ ما أدلى به العائد لحضن الوطن عبدالرحمن بن صبيح، يثبت مدى تورط قطر في دعم المخطّطات الإرهابية في المنطقة عبر إثارة النعرات وتمويل النزاعات الطائفية عبر تمويل بعض الأشخاص المغرر بهم من قبل المخابرات القطرية، والضغط عليهم من أجل إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار المنطقة خدمة لمصالح التنظيمات المتطرّفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.

وأوضح النعيمي أنّ القبض على بن صبيح في أندونيسيا وتسليمه للإمارات رافقته حملة إعلامية مضللة قام بها الإعلام القطري عبر الزعم المفضوح بأنّه اختطف وخضع للتعذيب في سجون سرية، وهي الأكاذيب التي تهدف للنيل من أجهزة الدولة التي تولّت التحقيق ومتابعة خطوط الجريمة والمؤامرة وأجهضت محاولات زعزعة استقرار الوطن، لافتاً إلى أنّ «الخطاب الإماراتي يسعى وعبر مختلف منابره لكشف زيف هذه المعلومات وحجم مغالطاتها دفاعاً عن المصالح الوطنية لمواجهة ومكافحة الإرهاب».

وأشار النعيمي إلى أنّ بن صبيح أُوهم ومنذ سنوات عبر تضليل وأفكار مسمومة غذته بها الجماعات الإخوانية الضالة، مضيفاً: «نتوقع مواجهة إعلامية قطرية شعواء لاسيما وأنّ لهم تجربة خبيثة في تظاهرات حدثت تحت مسمى«الربيع العربي»، وإرسال أشخاص مدربين للمشاركة في تلك التظاهرات وتأجيج الصراع والنزاع، كانت أجهزتنا الأمنية على قدر عال من المسؤولية الوطنية بكشف المتورطين وملاحقتهم، كان الإخوان المسلمين يتلقون تعليمات من مؤسسات في عدد من دول المنطقة، ولهم برامج وتدريبات عسكرية لإشاعة الفوضى».

كراهية وتمييز

وأبان النعيمي أنّ تنظيم الإخوان تلقى دعماً قطرياً متكاملاً في كل الجوانب المادية والمعنوية واللوجستية، مشيراً إلى أنّ هؤلاء الخونة والهاربين الموجودين في تركيا وبريطانيا، يتلقون الدعم والتوجيهات ويتسلمون الرواتب، ويقومون ببث أفكراهم المسمومة عبر وسائل التواصل، إذ يوجد لهم أكثر من 90 موقعاً، منوّهاً إلى الدور التآمري والتخريبي لقناتي الجزيرة والحوار التي تديرهما المخابرات القطرية.

وأضاف أن خطاب قناة الجزيرة يصنع الكراهية والحقد وتعمّق الخلاف الطائفي بين السنة والشيعة، مشيراً إلى أنّ قطر التي تتشدّق بالحرية عبر قناتها «الجزيرة» لا يوجد بها حرية، موضحاً أنّ «دولة الإمارات حريصة على إشاعة فكر التسامح وتطوير الخطاب الإعلامي والمناهج، ومواجهة الفكر الضلالي بكل الوسائل»، وأنّ الإخوان سعوا لهدم البيت الوطني في الدول التي استهدفوها.

ولفت النعيمي إلى أنّ اعترافات بن صبيح كشفت الدور القطري، وكشفت عن أوراق كثيرة حول دور الجمعيات الخيرية القطرية في دعم التنظيمات الإرهابية، قائلاً في رسالة

إلى مغرر بهم والمتعاطفين معهم: «لقد ظهرت الحقيقة، وكُشف المستور، ولم يعد هناك من شك بأجندة تنظيم الإخوان، وعلى كل شخص أن يقف وقفة صدق من أجل مصلحة الوطن ويتحمّل المسؤولية كما فعل عبدالرحمن بن صبيح، وليس أمامنا خيار إلّا أن ننحاز للوطن والوقوف خلف قيادتنا الحكيمة والرشيدة».

دور تخريبي

بدوره، لفت أستاذ العلوم السياسية، مدير مركز القيادة والسياسات في جامعة الإمارات د. عتيق جكة، أن رائحة الدور القطري فاحت وأصبحت واضحة للعيان ولا تحتاج دليلاً أو برهاناً، وأنّ الدور التخريبي والمضلل لقناة الجزيرة تكشّف عندما أرسلت أحد موظفيها خلال ما يسمى بالربيع العربي إلى دولة الإمارات لإثارة النعرات والإساءة، مضيفاً: «لقد كانت الاعترافات صادمة للجميع، بوجود مؤسسة إعلامية تقود مؤامرة إرهابية».

وأردف: «ما أدلى به بن صبيح أثبت بشكل قاطع مدى تورط «تنظيم الحمدين» في دعم التنظيمات الإرهابية، كما أن ذلك يؤكد أن الدول التي قاطعت قطر، تمتلك الأدلة القاطعة وكانت مطلعة على تلك الإجراءات والأنشطة التي تقوم بها قطر لدعم الإخوان والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فكانت الاعترافات أدلة صادمة واعترافات خطيرة، يجب ألا نتهاون ولا نستهين بها، وستكشف ما هو أخطر وأكبر، وسيكون لها انعكاسات كبيرة على أمن واستقرار دول المنطقة».

تفتيت منطقة

من جهته، أوضح الباحث في الشأن الإماراتي سلطان العميمي، أنّ المخططات التي كان تسعى إليها جماعة الإخوان الإرهابية بدعم قطر للتحكم في مقدرات المنطقة، قد أجهضت بشكل كامل، وأنّ ما فعلته قطر بحق أشقائها الخليجيين والعرب يدعو للاستغراب، لاسيّما في ظل ما يجمعنا من روابط ومصير وتاريخ مشترك.

وأضاف أنّ الفكر المتطرف الذي بثته جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية الأخرى في عقول أبنائنا، من خلال التغرير بهم وراء ستار الدين والأعمال الخيرية قد انكشف زيفه، وهو ما يظهر جلياً من خلال الأشخاص العائدين من داخل هذه التنظيمات والذين اكتشفوا أنّهم غرر بهم، وأن اعترافات هؤلاء الأشخاص توضح بجلاء خطر هذه الجماعات والمنظمات.

وأكّد العميمي أنّ الأحداث أثبتت تشابك الخيوط والأهداف بين قناة الجزيرة وشراكتها مع المنظمات الإرهابية وبعض الدول الأخرى التي لها أهداف وأطماع في المنطقة العربية والخليجية، وأن كل ذلك وخلال السنوات الماضية تمّ تحت رعاية قطرية خالصة.

مضيفاً: «الأيام المقبلة ستظهر مزيداً من الأدلة والبراهين التي تؤكد الدور القطري الخفي في تفتيت المنطقة وتدمير قوتها وبث السموم وتأجيج الكراهية بين أطياف المجتمعات الواحدة، وهو ما ظهر بوضوح في الأحداث التي شاهدناها أخيراً في البحرين واليمن وسوريا ومصر وليبيا، وهذه الجرائم لن ينساها المواطن العربي وسيتم محاسبة المسؤولين عنها».

خسائر فادحة

وأبدى العميمي استغرابه من الموقف القطري وتعامله مع جيرانه بهذا الأسلوب، في ظل أنّ الإمارات لم تسئ يوماً ما لقطر لا قيادة ولا شعباً، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الدور القطري الخبيث لم يترك الإمارات وشأنها بل حرّض بطرق ملتوية وخفية عليها، وحاولت ذراعه المتمثلة في جماعة الإخوان الإرهابية استقطاب الشباب الإماراتي والتغرير بهم لخدمة أهدافهم الخبيثة، وهو الأمر الذي تظهره الأيام من اعترافات للعائدين من هذه التنظيمات.

ونوّه إلى أنّ الحلم القطري في التحكم في المنطقة أجهض تماما، وأنّ الموقف الخليجي وقادته وشعوبه يثبت ذلك، بل على العكس فإنّ ما تحصده قطر الآن من خسائر على مختلف الصعد والمستويات يؤكد أنها لن تستطيع المضي في هذا الأسلوب والنهج، ما يستدعي من «تنظيم الحمدين» إدراك أنّه لا سبيل أمامه سوى العيش مع جيرانه بالشكل الذي يرضي الجميع، وذلك عبر نبذه الفكر المتطرّف.

وشدّد العميمي على أنّ حجم قطر جغرافياً وسياسياً لا يسمح لها بلعب أدوار أكبر من حجمها كثيراً، فضلاً عن أنها غير مهيأة أصلاً للعب هذا الدور الذي تحلم بها في التحكم بمصائر الآخرين، وأن ما تعيشه حالياً يؤكد أنها ذاهبة نحو مصير مجهول.

ولفت إلى أنّ الحالات المعدودة من الشباب الإماراتي الذين راجعوا أفكارهم وتنصلوا من انتمائهم لتنظيم الإخوان الإرهابي، تعد أكبر إثبات على التآمر القطري، لاسيّما أنهم عايشوهم وتعرفوا على أكاذيبهم وأفكارهم المضللة، ما يجعلهم أقدر الناس على فضحهم بعد وقوع الأقنعة عن قطر الداعمة والراعية لهم، مبيّناً أنّ الشعب الإماراتي وقادته يضربون أروع الأمثلة في الترابط المجتمعي واحتوائهم لأبنائهم العائدين، ليثبتوا أنهم على قلب رجل واحد.

أدلّة مثبتة

إلى ذلك، أكّدت المحامية نادية عبدالرزاق ثبوت الأدلة التي تدين «تنظيم الحمدين» بدعم وتمويل واحتضان الإرهاب، مشيرة إلى أنّ اللقاء التلفزيوني الذي تحدث فيه بن صبيح أثبت أن قطر حضن للإرهابيين، وأن 90 في المئة من أموال الزكاة والعمل الخيري المتحصلة من الجمعيات والمنظمات المتسترة تحت عباءة العمل الخيري يتم تحويلها لدعم الإرهاب.

وأضافت: «كان مضمون اتفاقي الرياض مع قطر، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وعدم إيواء أو تجنيس أي مواطن من دول المجلس ممن لهم أنشطة تتعرض مع أنشطة دولهم، وعدم دعم الفئات المعارضة لدولهم، وعدم دعم الإخوان أو المنظمات ذات الصلة بالإرهاب، لكن الوثائق أثبتت نكث قطر للعهود وعدم التزامها بما جاء في اتفاقي الرياض».

وأوضحت نادية عبدالرزاق أنّ قناة الجزيرة قناة الكذب والتضليل بوق إعلامي لحاضنة الإرهاب قطر، وهي من أكبر داعمي التنظيم السري في الإمارات، إذ ثبت دعمها للجماعات الإرهابية وحضّها على الفتن ونشر الإرهاب حول العالم، واستخدامها للصحافيين بشكل غير مهني من أجل دعم الإرهاب وجماعات الإخوان، مضيفة: «يحق للدول المتضررة للإرهاب بعد ثبوت تورط قطر، اللجوء إلى الجهات الدولية المختصة كمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي.

كما سيتم أيضاً إحالة المسؤولين القطريين الثابت تبنيهم واحتضانهم للإرهاب إلى محكمة الجنايات الدولية، وقد تتراوح الجرائم وفق تصنيفها بين جرائم ضد البشرية أو جرائم حرب، ولدى الدول المتضررة الكثير من الأدلة والمستندات التي تثبت تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب وتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية».

المصدر: البيان