كارثة الاعصار «ساندي» اسوأ من اعتداءات ايلول

أخبار

بين اعتداءات ايلول (سبتمبر) 2001 والإعصار «ساندي» الحالي 11 عاماً، لكن الكارثة الجديدة قد تكون اكبر وأسوأ. الاعتداءات دمرت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بينما «ساندي» يهدد أكثر من 50 مليون أميركي ويضعهم في مهب الريح، ويشل تماماً حركة ولايات الساحل الشرقي ما اجبر الرئيس باراك اوباما ومنافسه ميت رومني على تعليق الحملات الانتخابية والغاء نشاطاتهما قبل سبعة أيام على التصويت وأدى الى تعليق التداول في بورصة نيويورك أمس واليوم وقد يؤدي الى تعليق الاقتراع الرئاسي في ولايات الساحل الشرقي الى اسفر الاعصار عن اضرار كبيرة.

وحاول الرئيس باراك أوباما اظهار صورة قيادية أمس، عبر التفرغ لرصد العاصفة ووجه خطاباً الى الأمة حول جهود الحكومة الفيديرالية، حذر فيه من انه «عاصفة ضخمة وقوية» قد تؤدي الى تداعيات كارثية على شمال شرقي الولايات المتحدة.

وفي كلمة مقتضبة بعد اجتماع ازمة في البيت الابيض، حض اوباما سكان المناطق التي قد يضربها الاعصار على التزام تعليمات السلطات المحلية بحذافيرها، خصوصا لجهة عمليات الاجلاء فيما حصر منافسه الجمهوري ميت رومني جولاته في ولاية أوهايو التي سيكون لها الدور الأكبر في حسم السباق.

وهبت رياح «ساندي» على ولايات الساحل الشرقي أمس بسرعة 112 كيلومتراً في الساعة، ما عطل بالكامل حركة الطيران من واشنطن واليها، وأوقف رحلات مترو الأنفاق في العاصمة وفي نيويورك، حيث أغلق نفق «هولاند» خوفاً من خطر الفيضانات، كما اغلقت الطرق المؤدية الى ولاية كونيتيكيت.

وألقت العاصفة بظلها أيضاً على حملتي أوباما ورومني، وأجبرتهما على تعديل برامجهما في الأسبوع الأخير من السباق الرئاسي، وفرضت طوقاً عازلاً على الولايات الحاسمة على الشاطئ الشرقي، ما قد يؤدي الى تغيير الحسابات الانتخابية.

وعاد أوباما من فلوريدا الى البيت الأبيض، لرصد حركة الكارثة الطبيعية وإدارة جهود السلطات الفيديرالية، والقى خطاباً في وقت متتقدم من ليل أمس لطمأنة الأميركيين. وهو ألغى جولات انتخابية كانت مقررة في ولايتي ويسكونسن وفيرجينا، من أجل إظهار صورة قيادية وتفادي تكرار سيناريو اعصار «كاترينا» العام 2005 والذي طبعه فشل ادارة جورج بوش في التحرك وانقاذ نيو أولينز.

بدوره، ألغى رومني كل نشاطاته الانتخابية في فرجينيا وأوهايو. كما ألغت الاميركية الأولى ميشيل أوباما تجمعاً لها في ولاية نيو هامبشير بعد الاعلان عن اقفال جامعاتها.

ميدانياً، أجبرت العاصفة آلافاً من المواطنين على ساحل ولايتي نيوجرسي ونيويورك على إخلاء منازلهم، فيما استعدت ولاية رود أيلاند للأسوأ، مع ارتفاع منسوب المياه ومحاصرتها لأحياء سكنية.

ويأتي توقيت العاصفة ليعطيها أهمية سياسية بالغة قبل ايام على التصويت في الانتخابات الرئاسية الثلثاء المقبل. واستعادت مواقع ليبرالية تصريحات لرومني دعا فيها الى الغاء وكالة الطوارئ الحكومية (فيما) التي تعنى اليوم بإخلاء المدنيين من العاصفة واصلاح الأماكن المتضررة.

ويتخوف أوباما بدوره من سيناريو أضرار جسيمة قد يزيد الانتقادات الموجهة الى أدائه، أو كوارث انسانية تجعل الناخبين يقترعون لرومني. أما في حال نجاح الرئيس في اثبات جدارة في احتواء تداعيات العاصفة، فيساعد ذلك حظوظه في الفوز الثلثاء المقبل. وتعطي الاستطلاعات تعادلاً للمرشحين على المستوى الوطني، وأفضلية طفيفة لأوباما في الولايات الحاسمة بينها فرجينيا وأوهايو.

وافادت نشرة للمركز الوطني للأعاصير، في ميامي بعد الظهر، بأن المنخفض الجوي كان على بعد 330 كلم من اتلانتيك سيتي في نيوجيرزي وعلى بعد 415 كلم من نيويورك. ومع اقترابه من الساحل، اشتدت الرياح مع سرعة من 150 كلم في الساعة وامطار اكثر غزارة ايضاً.

وافادت تقديرات اولية لشركة «ايكيسات» المتخصصة، في بيان، ان «ساندي عاصفة كبيرة للغاية تؤثر في 20 في المئة من السكان في الولايات المتحدة. والاضرار الاقتصادية (المتوقعة) تقدر بنحو 10 الى 20 بليون دولار».

واضافت ان «الاضرار المشمولة ببوالص التأمين تقدر بما بين 5 الى 10 بلايين دولار».

وعلى سبيل المقارنة، فان الاضرار التي سببها الاعصار «ايرين» في 2011 قدرت بعشرة بلايين دولار، بينما اضرار الاعصار «آيك» الذي ضرب الولايات المتحدة العام 2008 كلفت الاقتصاد الاميركي 20 بليوناً. والاعصار «كاترينا» الذي دمر نيواورليانز في 2005 كلف بين 40 و66 بليون دولار. ومع احتساب خسائر الاقتصاد الاميركي وتوقف التداول في وول ستريت ليومين ييمكن ان تقارب الاضرار 500 بليون دولار.

المصدر: جريدة الحياة