طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

لا أقصد تغريدة التحرش بـ”الكاشيرات”!

آراء

من خلال عملي الصحفي، وقفت شخصيا على الكثير من القصص المشابهة لما هو مثار نقاش وجدل في مجتمعنا في هذه الأيام؛ بسبب بعض التغريدات التي تبث عبر “تويتر” أو بسبب رأي نشر لكاتب في صحيفة، أو بسبب حديث تم تسجيله وبثه عبر “يوتيوب”، ولعل من آخرها التغريدة التي تم تفسير محتواها على أنه دعوة للتحرش بالسعوديات العاملات في وظائف كاشيرات، بهدف دفعهن إلى ترك العمل، والتي نفى صاحبها صحة ما تم استنباطه من فحوى كلامه، رغم أن هناك قناعة ـ عند عدد ليس بقليل من المتابعين ـ أنه لا يمكن فهم غير التحريض من تلك التغريدة.

أقول وقفت شخصيا على آراء لمشاهير نشرت على ألسنتهم، ويوم أن مورست عليهم ضعوط من أطراف معينة، أو يوم أن كانت تداعيات ما صرحوا به أكبر مما توقعوا، تراجعوا عما قالوا، ولكن هذا التراجع لم يكن وفق ما يفهم من كلمة “تراجع”، بل تمثل تراجعهم في تكذيب الصحيفة، واتهامها بنشر ما لم يكن صحيحا ودقيقا، وحينها قد تكون النصرة لأولئك المتراجعين ـ الكذابين ـ في حال عدم وجود تسجيلات أو أي وثائق تؤكد وتعزز صحة ما نشرته الصحيفة.

لكن في هذه الأيام يحفر البعض قبورهم بأيديهم، عندما ينكرون رأيا كتبوه بأيديهم أو قالوه بألسنتهم، فيكتب أحدهم تغريدة على حسابه الشخصي ويوم أن تضطرب الأمور من حوله، وتمارس عليه الضغوط يبدأ في تكذيب ما نقل عنه، كما ويكذب تفسيرات المتابعين وتحليلاتهم، بينما النص الدقيق لما قال محفوظ ومتاح للجميع، والحال نفسه ينطبق على آخرين تم تسجيل ما قالوا، ومن ثم تم تداوله عبر “يوتيوب”، وعندما بدت تداعيات ما قالوا أكبر من أن يتحملوها أو أن يتمكنوا من مواجهتها نفوا ما قالوا، بينما التسجيل محفوظ ومتاح للجميع سماعه والاطلاع عليه.

هذا الصنف من الناس، لا أشك في مصداقية من يتهمهم بأنهم باحثون عن شهرة وتسجيل حضور كيفما اتفق، عبر هذه الضجة التي تعمدوا إحداثها عبر ما كتبوا، وإلا كيف بهم يكتبون واحد زائد واحد يساوي ثلاثة، وحينما يقال لهم ما كتبتموه خطأ ولا يمكن قبوله تأتي إجابتهم نافية ما كتبوا، مهاجمين كل من كتب عنهم وعلق على رأيهم الشاذ قائلين هناك من يستهدفهم ويستهدف منهجهم وطائفتهم وجماعتهم متناسين كما أسلفت أن ما قالوه لا يحتمل فهما غير ما فهمه كل الناس وبكل وضوح فواحد زائد واحد لا يساوي ثلاثة.

بقي أن أقول: إنه ليس بالضرورة أن تكون بعض الآراء التي حملتها تغريدة ما.. عبر “تويتر” أو تم بثها عبر تسجيل في “يوتيوب” وأحدثت ضجة وتفاعلا كلها آراء فاسدة، فالناس قد تستفزها الآراء غير المألوفة حتى وإن كانت سليمة وتستحق السماع والمناقشة، وقد يكون ذلك الرأي يحمل فكرا ناضجا أو مبادرة فيها من الإبداع ما يستحق الاهتمام، لكن ما عنيته هنا هو تلك الآراء الفاسدة فقط.

المصدر: الوطن أون لاين