طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

لا تعجب.. فالله يضل الظالمين!

آراء

في حوار دار بيني وبين صديقي أبو معاذ وجدنا أنفسنا نتحدث عن واقع حال الأمة العربية، حتى وصل الحديث بنا إلى ما حدث في بعض الدول وما يحدث حاليا في سورية، وأنه منذ تمت إهانة صدام حسين في الحفرة إلى أن حدث ما حدث لزين العابدين والقذافي ومبارك وصالح، والكل يسأل: ألا يعتبر بشار بما سبق وكان، وبما جرى أمام نظره؟

ثم قلت لصاحبي: أظن أن الذين لا يعتبرون بما أصاب غيرهم، هم لا يشعرون بما يشعر به الناس تجاههم، وهم لا يعتقدون أنهم على خطأ، وبالتالي اندهاش الناس، بمن فيهم أنا وأنت، لا مبرر له.

قال صاحبي: كيف؟

قلت له: هم لا يدركون ولا يعون ما يفعلون، لأنني أظن ـ والله أعلم ـ أن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة.. حتى لا يعوا ما يفعلون، ومن ثم تحل عليهم لعنة الله وغضبه، أو تسري عليهم سنن الله في خلقه.

فقال صاحبي: بل يضل الله الظالمين، كما قال في كتابه العزيز.. ولهذا هم لا يعتبرون، ولا يبالون، ويظنون أنهم على صواب والناس كلهم على خطأ، بينما واقع الحال يقول إنهم يحفرون قبورهم بأيديهم، عبر كل الخطوات والإجراءات والتصرفات التي يقومون بها، والتي هي في نظرنا مكابرة وعناد ورعونة بينما هي سبيل هلاكهم، فهم ظلموا وطغوا إلى الحد الذي أوصلهم إلى الضلال التام.. هذا الضلال الذي يؤدي بهم إلى النهاية.

قلت لصاحبي: سبحان الله، وكأنني أول مرة أسمع بهذه الآية أو أدرك معناها، فهي تشخص بدقة حال هؤلاء.. ففعلا هم ظالمون، ولهذا هم في ضلال. وفي ظني أن معنى الآية يسري على كل الظلمة باختلاف مناصبهم ومسمياتهم ومواقعهم وطبيعة عملهم، ممن يستعجب الناس من قسوة قلوبهم وطغيانهم وعدم عبرتهم بما أصاب من هم قبلهم أو مثلهم كلما رأوا منهم ظلما أو اعتداء أو فحشا، بينما الحكمة الإلهية في سبيلها إلى التحقق، متمثلة في الآية الكريمة: “.. ويضل الله الظالمين”.

المصدر: الوطن أون لاين