علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

لعدنان العرعور: عيب.. كفى جبنا

آراء

بمهنية احترافية وموضوعية تستحق الإشادة، عاد داود الشريان في “ثامنته” ليضع جمهوره من جديد في مواجهة حقائق “أم محمد”، التي أرسل مشائخ الفضائية المكيفة نجلها الطفل المراهق إلى ما لا نستطيع إلا أن نسميه “نخاسة حروب سورية”، وقد عاد الطفل المراهق ليفضح على الملأ كل هذه الوقائع المخجلة. المشكلة أن الجمهور سيلتهي بقنبلة داود الشريان وسينسى الجرح المؤلم في قلب الأم والطفل.

وأنا اليوم، وللإيضاح، لا علاقة لي بالدكتور محمد العريفي، الذي نفى في وقت سابق كل تفاصيل مأساة هذا الطفل، وأعرف أيضاً أن شيخنا الأنيق المهتم لأقصى حد بشياكته وحياته المترفة لما فوق الخيال لن يغامر بالتغرير بأطفال بلده وشبابه إلى حروب بلا راية. أنا مؤمن أنه بريء من التهمة لأنه مثلي تماماً لم يضرب برصاصة واحدة في حرب أو غزوة. كل مأساة “أم محمد” وولدها تذهب بالأسئلة إلى عدنان العرعور لأن الطفل البريء فضح كل شيء من أرقام “التسهيل” التي أرسلها إليه، إلى معسكرات النبيذ والنساء باسم الجهاد إلى حركة البيع التي تحول فيها “طفلنا” إلى سلعة تباع من جبهة إلى نظام إلى منظمة. وحتى لا يظن عدنان العرعور أننا أغبياء وسذج إلى هذه الدرجة فسأدعوه إلى الحقائق التالية: تقول “ويكيبديا” في تعريفها لسيرة العرعور التي أرسلها بنفسه إلى الموقع ما يلي: عمر عدنان العرعور 65 سنة، وهو للذهول من مدينة “حمص” السورية. كفى خواراً وجبناً وتضليلاً أن ترسل هذا الطفل إلى مضارب “بابا عمرو” بتجييش من رسائلك التي ترسلها من غرفة نوم مكيفة. يقول ذات الموقع الشهير إن لدى عدنان العرعور أربعة أبناء فلا تظن أن هذا العالم مع ثورة المعلومات بات غبياً ليسمح بتمرير هذا الخوار والجبن. نحن نعرف أين يعملون وأين هم يدرسون اليوم. نعرف ألوان سياراتهم وماركات ملابسهم ورحلات شتائهم وصيفهم فلماذا ترسل هذا الطفل ليحارب بدلاً منك وعنهم عن حرمة أهلك وحرائر مدينتك؟ نحن نعرف يا عدنان العرعور أنك اصطحبت نجلك الأصغر في جرأة مخجلة ليتحدث عن “الجهاد” من خيمة فضائية مترفة من قلب الرياض، وإن لقطة ولدك الشهيرة استأثرت حتى اليوم بنصف مليون مشاهدة بكل ما على وجهه من السرور والنعمة، فلماذا ترسل طفلنا إلى حمص، في عمره نفسه، نيابة عنك وعن أولادك الأربعة للبيع باسم الجهاد إلى أهلك ومدينتك.

كلمة تختصر كل ما سبق: عدنان العرعور.. عيب.

المصدر: الوطن أون لاين