لمحة عن مواصفة الأيزو 45001

آراء

تناول مقالي يوم 9 أكتوبر 2017 أهمية المواصفات في حياتنا وفي تسهيل التجارة بين الدول، ورفع جودة الحياة بصفة عامة، ويقترب عدد مواصفات الأيزو من 38 ألف مواصفة بخلاف المواصفات الصادرة عن جهات متخخصة مثل الاتحاد الدولي للاتصالات ومؤسسة المواصفات البريطانية BSI، ويعد مجال الصحة والسلامة المهنية من أهم المجالات التي تعنى بها المواصفات خاصة في المجالات المقننة مثل الطيران، وصناعة السيارات والمصانع وحقول النفط والغاز. ويتم العمل حثيثاً الآن لإطلاق المواصفة الجديدة كلياً ISO45001 التي ستحل محل المواصفة الحالية OHSAS 18001، وقد بدأ العمل في إعداد المواصفة الجديدة منذ عام 2014، ويتوقع أن تسهم في تحسين الجودة ورفع الوعي بالصحة والسلامة المهنية، فلماذا الاهتمام بهذا المجال؟

عندما يتعلق الأمر بحياة البشر وصحتهم فلابد أن يكون هناك اهتمام بالغ بهذا الشأن، فماذا أهم من حياة الإنسان وقد قال تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» (المائدة 32). وبحسب منظمة العمل الدولية، هناك 7600 حالة وفاة يومياً بسبب إصابات العمل أو نتيجة أمراض ناتجة عن ظروف العمل. أي مليونين و780 ألف إنسان يفقدون حياتهم كل عام نتيجة إصابات العمل. وأعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث لا تقوم جميع الدول بتوثيق أسباب الوفاة الفعلية، ولا تنشر إحصاءات دقيقة حول هذا الموضوع. ومن المتوقع أن تكون المواصفة الجديدة متكاملة إذ ستأخذ في الاعتبار الكثير من المواصفات، مثل مواصفة نظام إدارة البيئة ISO 14001 ودليل الصحة والسلامة الصادر عن منظمة العمل الدولية.

تتكون المواصفة الجديدة من 10 (أقسام) رئيسة هي: نطاق المواصفة، المراجع، المصطلحات والتعريفات، السياق المؤسسي، القيادة، التخطيط، الدعم، العمليات، تقييم الأداء، التحسين. ويأتي تصميم معايير المواصفة بهذا السياق والهيكل ليتماشى مع المواصفات المحدثة مثل الأيزو 9001:2015، ما يسهل إمكانية تطبيق نظام الإدارة المتكامل، حيث يتم دمج عمليات التطبيق والتدقيق لأكثر من مواصفة في الوقت نفسه، والأهم هو التركيز على فهم طبيعة نشاط المؤسسة وذوي العلاقة وكيفية تأثير المؤسسة وتأثرها ببيئة العمل المحيطة، وكذلك التحديات التي تواجهها من مختلف الاتجاهات. في النهاية فإن التطبيق الفعلي والفعال هو عامل النجاح الأهم وليس منطوق المواصفة أو نصوصها، فتطبيق الجودة بصفة عامة هو أمر يتعلق بمدى التزام الإدارة العليا، وكذلك يتعلق برفع الوعي وتأسيس ثقافة تشمل كل الوحدات التنظيمية والقوى البشرية وليس مجرد إعداد الملفات من أجل الحصول على الشهادة فقط. إن الجودة هي أسلوب حياة.

المصدر: الإمارات اليوم