لِمَ دبي؟ لِمَ الإمارات؟ – يوسف النعيمي

أخبار

في عيادة جراحة العظام، أنهى الطبيب الفحوصات اللازمة لشقيقي بعد تعرضه لكسر في ساقه، ودار بيننا حديث حول سبب انتقاله من وطنه ( الخليجي ) إلى دبي، فكان رده أن قال: ستقرأ جوابي يوماً ما في كتاب بعنوان ( لِم دبي ؟ ).

لازلت أفكر منذ غادرت العيادة قبل أشهر وحتى كتابة هذه الأحرف، ما عسى أن يكون جوابه؟! ماذا سيكتب؟! حقاً لِم دبي؟ ولِم الإمارات؟ لماذا لم تكن الدوحة أو جدة ؟ لم لم يستقر في المنامة أو الكويت ؟ ماذا عن مسقط ؟ أسئلة تدور في ذهني قد لا أستطيع الإجابة عليها بدقة لكوني لم أعش تجربة أخرى غير الإمارات.

ترددت كثيراً قبل نشر هذا المقال، أخشى أن يُفهم بغير ما قُصد له، قد يظن البعض أنني هنا أحط من قدرهم أو أتعالى عليهم بدولتي، لكن بعد انتشار ظاهرة التعرض والإساءة لدولة الإمارات من قبل بعض أبناء الخليج والذين يمثلون أنفسهم فقط وجب علي أن أرسل لهم رسائل مباشرة عبر هذا الفضاء.

هذا الطبيب واحد من مئات الخليجيين الذين غادروا بلدهم يبكون على حاله، ويخشون من مآله ومصيره، متجهين نحو الإمارات التي احتضنتهم كأحد أبنائها يحبونها وتحبهم، يعملون من أجل رفعتها وتعمل لأجل راحتهم، بلدةٌ طيبة .. ورب غفور.

زرت خلال عامين جميع الدول الخليجية، منها عبر طائرة ومنها براً، كان السفر إليها من الإمارات يمثل لي عبور آلة الزمن إلى الماضي، تُرى ما هي أسباب تفوقنا عليهم وبعضهم يفوقنا مالاً وثروة مادية وبشرية؟ فلا أجد سبباً سوى التوفيق من الله وتسخير القيادة الحكيمة لهذا البلد للعمل على راحة أبنائها ومقيميها.

إن القيادة والشعب في دولة الإمارات لازالوا يطمحون لمزيد من التطور في التعليم والصحة لكي تصبح الإمارات في المرحلة القادمة مقصداً للعلاج والتعليم كما هي اليوم مقصداً لمن يبحث عن الأمن والأمان والراحة والحرية لنفسه وأهله وماله.

====

سأقف يوماً عند بوابة مطار دبي لأسأل كل شخص قادم:
ماذا فقد في بلده؟ وماذا وجد في الإمارات؟

وأجمع أجوبتهم في كتاب بعنوان : لِم دبي ؟ لأنشرها وأرسل النسخة الأولى لطبيب العظام مصحوبة بإهداء واعتذار:
اسمح لي دكتور .. سرقت منك العنوان !

خاص لـــ (الهتلان بوست)