خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

ما أردى من داعش إلا المالكي

آراء

اتبع نوري المالكي خطة حليفه جزار دمشق بشار الأسد، حيث تم تحريك داعش من جديد والانسحاب لصالحها في بعض المواقع التي توجد بها معارضة شديدة كي يتحول الصراع السياسي إلى صراع طائفي دموي فيحتشد خلفه أبناء طائفته خوفا من عمليات التطهير التي يمكن أن تقوم بها داعش ويسهل عليه ضرب معارضيه بالطائرات والمدافع وحتى بالأسلحة المحرمة بذريعة أنه يحارب الإرهاب، أما المجتمع الدولي فهو في مثل هذه الحالة سوف يتصرف مثلما تصرف مع بشار حيث سيصمت على جرائمه خوفا من أن تسيطر التنظيمات الإرهابية على البلاد فتهدد مصالح الغرب وأمن إسرائيل.

بهذه الخطة الأسدية الإيرانية الداعشية المجربة سوف يضمن نوري المالكي البقاء في سدة الحكم أطول فترة ممكنة رغم فشله الذريع طوال السنوات الماضية التي غرقت فيها بلاد الرافدين في مستنقعات الإرهاب والطائفية والفساد والفقر والتشرذم وانتهاك السيادة الوطنية، وبهذه الخطة الماكرة يتمكن من استدعاء مستشاري الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وكل التشكيلات التي تدور في هذا الفلك بحجة حماية المراقد والمزارات ويضيع العراق إلى الأبد كما تضيع سوريا اليوم.

وهكذا تكتمل خطة تقسيم العراق تزامنا مع تقسيم سوريا ووصولا إلى تقسيم كافة الدول العربية وإعادة رسم خرائط المنطقة بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من جهة أخرى.. فأعداء الأمس أضحوا اليوم شركاء في تقاسم اللحم العربي الممزق على الطرقات!.

الصورة اليوم في العراق واضحة جدا رغم كل هذا الدخان الذي يملأ السماء، فالتخلص من شرور داعش يستلزم أولا ابتعاد المالكي عن حكم العراق، حيث يستحيل أن تنتهي داعش بوجود هذا الرجل في سدة الحكم، وجوده يزيدها قوة ويمنحها فرصة أكبر للبقاء، ووجودها يمنحه المبرر لقصف بيوت معارضيه واختطاف البلاد لأطول فترة ممكنة، بل إن انتصاراتها الدراماتيكية تمنحه الحق – الذي هو باطل ابن باطل – في اقتطاع جزء من العراق لنفسه ليصنع نكبة لا يقل وقعها على بني يعرب من نكبة فلسطين.

داعش هي ثاني أسوأ شيء في العراق اليوم، لأن أسوأ الأسوأ هو بالتأكيد وجود المالكي في رأس السلطة، سياساته المريضة هي التي أوصلت العراق إلى هذا الحال بعد أن كان عنوانا للتعايش منذ قديم الأزل، ومغادرته منصب رئيس الوزراء (ووزير الدفاع والداخلية ورئيس الاستخبارات بالوكالة!!.. ورئيس الأمن القومي والقائد العام للقوات المسلحة!!) كفيلة بإنهاء داعش في بضعة أشهر، لأنه هو الذي استدعاها.. أو على الأقل أفسح لها الطريق!.

المصدر: عكاظ