سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ما لا تعرفونه عن آندريه فلاش بواش

آراء

السبت الماضي انطلق واحد من أمتع وأقوى دوريات كرة القدم في العالم، وهو الدوري الإنجليزي .. هذا الدوري الذي أصبحت الجزيرة الرياضية «إمبراطورية الكرة» في الشرق الأوسط، بمجرد حصولها على حقوق بثه، حيث اكتمل عقد الدوريات العالمية لديها التي تنقلها وتبثها من خلال استوديوهاتها في دوحة قطر.

عشاق الكرة الإنجليزية يعرفون جيداً من هو آندريه فلاش بواش مدرب نادي توتنهام الحالي، وأصغر مدرب في الدوري الإنجليزي، عمره 35 عاماً فقط، ويعرفون جيداً أنه حقق ثلاثية تاريخية لنادي بورتو البرتغالي في موسم 2010 – 2011، وأنه بدأ مغامرة جديدة في نادي تشيلسي الإنجليزي بعد ذلك، لكن لم يكتب لها النجاح ففشل وأبعد بعد مضي أشهر، لكن الذي لا يعلمه الكثير منا هو بدايات هذا الشاب اليافع في سلك التدريب، كيف بدأ وانطلق؟ وما هو الموقف الذي حصل بينه وبين السير بوبي روبسون مدرب بورتو البرتغالي في العام 1994 الذي يعتبر نقطة تحول في حياته .. من مجرد مشجع لكرة القدم إلى مدرب معتمد لها.

الذي حصل هو أن «فلاش» كان مغرماً بكرة القدم وفنيّاتها، وكان عاشقاً لفريق بورتو، ولأنه كان موهوباً بالفطرة وولد ليصبح مدرباً، لاحظ أن المدرب السير بوبي مدرب فريق بورتو في ذلك الوقت لا يشرك المهاجم دومينجوس كأساسي، وأن هذا ليس في مصلحة الفريق، ومن حسن حظ بواش أن السير روبسون كان يسكن في البناية نفسها التي يسكن فيها، فما كان من بواش الذي يبلغ من العمر حينها 16 ربيعاً (صاحب مبادرة) إلا أن أرسل له رسالة مكتوبة يعترض فيها على بقاء دومينجوس على دكة الاحتياط، بل ويطلب منه إشراكه بوضعه أساسياً لمصلحة الفريق!

المدهش في هذه القصة كان تصرف المدرب بوبي، حيث طلب منه أن يدعم كلامه ووجهة نظره بأدلة، فما كان من بواش إلا أن أرسل له أدلته المدعومة بإحصاءات لا تكذب، فأعجب السير بصنيع هذا الفتى اليافع وقام بضمه إلى الطاقم التدريبي المسؤول عن الفئات العمرية في النادي، لم يمضِ عام، وفي عمر 17 عاماً، حتى حصل بواش على رخصة التدريب من «اليويفا» كأصغر مدرب يحصل على هذه الشهادة. وبدأت رحلة المغامرات للمدرب الشاب منذ ذلك الوقت، فهو لم يكل ولم يمل في سبيل تحقيق حلمه وهدفه، إذ راح يسعى لكسب الخبرات من خلال تدريب المنتخبات والأندية في دول مختلفة، حتى بلغ مجده مع بورتو البرتغالي، وها هو اليوم يعتبر، وهو في عمره الصغير، واحداً من أفضل مدربي العالم في كرة القدم.

أعجبتني مقولة جميلة لا أعرف حقيقة قائلها:

A good person gives life to others; the wise person teaches others how to live

نقرأ هذه المقولة ونتمعن في تصرف المدرب السير بوبي روبسون لنجد أنه: كان محفزاً وملهماً لشاب يافع مغرم في طرق التدريب، فهو لم يسخر منه ولم يقفل الباب في وجهه، بل شجعه وساعده حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، فكان القائد الحكيم.

ومن جانب آخر، نرى كيف استغل بواش الفرصة، بل اقتنصها وسعى لتطوير نفسه من خلال العمل المتواصل، واليوم أصبحنا نرى أندية العالم وهي تتودد إليه وتريد أن تخطب وده.

المصدر: صحيفة الرؤية