إدريس الدريس
إدريس الدريس
كاتب سعودي

“مجتهد”.. “إنك ميت وإنهم ميتون”

آراء

“مجتهد” وغيره من العملاء المستأجرين في الداخل والخارج يسعون جهدهم لزعزعة استقرار هذا الكيان من خلال زرع الإشاعات، فالمملكة مستهدفة في ظل القلاقل المحيطة في بعض الأقطار العربية
هذه هي المرة الثانية التي أكتب فيها عن الشخصية أو الشخصيات الغامضة التي تتدثر تحت اسم “مجتهد” أو غيره من المعرفات التي تموج في سماوات التواصل.
كانت المرة الأولى -كما لا زلت أتذكر- تعليقاً مني بمناسبة تغريدات عدة من “مجتهد” طالت صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال نقاهته من العملية التي أجراها -يحفظه الله- في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني.
حينها سعى “مجتهد” بكل ما أوتي من بعض التسريبات وبكل ما أوتي من تقصد وتعريض لزعزعة استقرار الوطن، والتأكيد في تغريداته وبشكل متتابع على نشر الإشاعات المضللة حول صحة خادم الحرمين.
كل هذا التأجيج جاء في محاولة استباق من “مجتهد” لأي قدر سماوي، وعزز عنده هذا التوجه التكتم الشديد حينها وعدم صدور أي تقارير أو أخبار طبية من غرفة عمليات الملك خلال عدة أيام، لكن الصدمة واللطمة جاءت عنيفة في وجه “مجتهد” الذي خسر كثيراً من الجهلاء أو المغرمين بأحاديث الهمس وبالدس، وذلك عندما أشعل ظهور الملك عبدالله محفوفا بإخوته، قناديل الفرح في نفوس الناس، خاصة وهو يتحدث ويمازح من حوله.
لقد كانت تلك المناسبة قاصمة للأجندة التي رعاها ويتولى كبرها تنظيم الفتنة “مجتهد”، وأقول تنظيم لأنني أعلم أن فريقاً عريضاً من المغرضين في الداخل والخارج هو من يتولى بث هذه الإشاعات، وذلك من خلال نشر بعض الأخبار الحقيقية التي يعرفها بعض أبناء المجتمع والتي تتسرب تدريجياً من خلال بعض موظفي الصوالين والدواوين والوزارت، ثم يعمد تنظيم “مجتهد” إلى تضمين هذه الأخبار الصحيحة بعض الإشاعات المصنوعة التي تكتسب في اندراجها مع أخبار الدولة شيئاً من المصداقية.
ومع انطفاء جذوة أخبار “مجتهد” وانحسار غالبية المتابعين فإنه ظل يتحين الفرص لإعادة المصداقية لنفسه مجدداً.
ومع أنني لست من متابعي هذا المجتهد لكنني أسمع بعض تعليقاته يرددها البعض من باب السخرية حيناً، ومن باب التأييد أحياناً، ومن باب الاستفسار كذلك.
فخلال موسم الحج الذي انقضى كانت الدولة في تمام جاهزيتها وانشغالها بخدمة الحجيج، ونظراً للنجاح الساحق والماحق لهذا الموسم فقد ارتأى المغرضون صرف الأنظار عن هذا المنجز من خلال إعادة اجترار فكرة الإشاعة القديمة، وهي أن صحة محبوب القلوب خادم الحرمين الشريفين ليست على ما يرام.
الغريب أن كثيراً من “المخفات” “وصناع القيل والقال” تسرقهم مثل هذه التخرصات، فتبدأ الهمهمات تتدرج في ارتفاعها وانتشارها ثم لا نلبث أن نرى قائد البلاد كما حدث أخيراً وهو يستقبل أمير قطر، فتخمد الإشاعة وينكبت المغرضون، لكنهم رغم كل شيء سيعيدون الكرة المرة تلو المرة، وهي حتماً ستصيب في النهاية لا لشيء باهر ولكن لأننا في الأخير جميعنا أنا وأنت وهو وهم كلنا سنمضي في المعبر الحتمي وهو “إنك ميت وإنهم ميتون”. وحينها ستراهن منظمة “القيل والقال” على كل الذين لا يعملون عقولهم ويظنون أن أولئك كانوا على اتصال بملك الموت عزرائيل، وهو بدوره أخبرهم أنه قد كلف بقبض روحه أو روحك أو روحي.
“مجتهد” وغيره من العملاء المستأجرين في الداخل والخارج يسعون جهدهم لزعزعة استقرار هذا الكيان من خلال زرع الإشاعات وبثها عبر الوسائط المتنوعة، ونحن نعلم أن المملكة مستهدفة في ظل القلاقل المحيطة والتي تنهش في بعض الأقطار العربية، لكن هذا الوطن لا يزال بحمد الله وفضله، ثم بفضل أهله العقلاء، يدركون الأبعاد الواضحة لكل المكائد التي تحاك ضد هذا الوطن من كارهيه المتربصين فوق منصاتهم الإعلامية.

المصدر: الوطن السعودية

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=23597#.VE1147hv4BU.twitter