محمد بن راشد: أمن مجتمع الإمــارات وإسعاده هدف استراتيجي وهاجس يومـي لدينا

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن أمن المواطنين وأفراد مجتمع دولة الإمارات واستقرارهم وإسعادهم هو هدف استراتيجي وهاجس يومي لدينا، كي يظل مجتمعنا هو الأسعد والأكثر أماناً واستقراراً معيشياً واجتماعياً وإنسانياً.

جاء ذلك خلال افتتاح سموه، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في منطقة أم الرمول في دبي، أمس، «مركز التحكم الموحد لأنظمة النقل والطرق»، التابع لهيئة الطرق والمواصلات في دبي.

معلومات مباشرة

يهدف «مركز التحكم الموحد لأنظمة النقل والطرق» لتحويل مدينة دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً في قطاع النقل وتحسين تجربة المتعاملين وإسعاد الناس عبر توفير معلومات مباشرة عن حركة وسائل النقل في الإمارة، والتكامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة مؤشر إسعاد الناس من خلال سهولة استخدام خدمات وسائل النقل الجماعي، وتنظيم التنقل خلال المؤتمرات والمعارض الدولية التي تستضيفها دبي، خصوصاً معرض إكسبو 2020، إذ سيلعب المركز دوراً حيوياً ومهماً في خدمة التنقل من وإلى موقع المعرض الواعد الذي من المتوقع أن يصل عدد زواره إلى خمسة وعشرين مليون زائر.

• المركز يسهم في تخفيف الازدحام المروري بشوارع ومناطق دبي.

• المركز يوظف الذكاء الاصطناعي في الاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات.

330

مليون درهم كلفة إنشاء مركز التحكم الموحد.

حضر افتتاح المركز الذي يعد أحد أكبر وأحدث مراكز التحكم في العالم، المدير العام رئيس مجلس المديرين في الهيئة المهندس مطر محمد الطاير، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سعيد سليمان، والقائد العام لشرطة دبي اللواء عبدالله خليفة المري، وحشد من مهندسي المركز ومديري الإدارات بهيئة الطرق والمواصلات.

وشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والحضور عرضاً مصوراً عن المركز «3 EC» وأقسامه ومهماته وأهدافه وآلية عمل كل قسم من الأقسام الثمانية، أولها وحدة التحكم المركزية المتكاملة للنقل التي تعمل على مراقبة وسائل النقل المتعددة والتنسيق في ما بينها لتحسين طرق الاستجابة في الحالات الطارئة، وضمان جودة الأداء العام.

ويتولى القسم الثاني تخطيط وإدارة الفعاليات والأحداث ودعمها وتنظيمها، منها احتفالات رأس السنة الميلادية كل عام والمناسبات العامة، لضمان سير هذه الأحداث والمناسبات بسلاسة وأمان، وبأقل نسبة ممكنة في التأثير على الحركة المرورية في شوارع دبي، وتحقيق أقصى درجات الرضا العام عند الناس.

وهناك أيضاً إدارة المعلومات التي تقوم بتوفير المعلومات المناسبة للشخص المناسب في الوقت المناسب، خلال العمليات العادية وإدارة الأزمات وحالات الطوارئ، إضافة إلى تسهيل عقد المؤتمرات الصحافية والمقابلات الخاصة، وفيه أيضاً مركز إدارة الأزمات الذي يتولى مهمة ضمان إدارة تكتيكية واستراتيجية على مدار الساعة لأي حدث طارئ وأزمة قد تؤثر على هيئة الطرق والمواصلات أو مدينة دبي أو دولة الإمارات عموماً.

أما قسم جمع المعلومات ودعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية فمهمته استقبال وجمع ودمج البيانات، بهدف دعم متطلبات النقل وتقديم المشورة والمعلومات للتخطيط الاستراتيجي، إضافة إلى التنبؤ بمتطلبات النقل في المستقبل.

ويتم في مركز الأمن الإلكتروني، أحد أهم أقسام مركز التحكم الموحد، مراقبة حية لمرافق هيئة الطرق والمواصلات وأنظمة العبور لدخول الموظفين والمتعاملين، وبالتالي ضمان دخولهم بطريقة آمنة ومصرح بها.

ويتم في مركز التميز والتدريب دعم أهداف هيئة الطرق والمواصلات الرامية إلى تعزيز وظائف وفوائد مركز التحكم الموحد «3 EC»، وذلك عبر توفير دورات تدريبية لموظفي الهيئة من مختلف القطاعات والأقسام، بهدف تطوير واختبار آخر الاختراعات التقنية «النظم والإجراءات الجديدة التي تهدف إلى التحسين المستمر لنظام النقل».

وفي مركز دعم بديل لمراكز التحكم يتم تقديم الدعم من خلال مراكز التحكم بالعمليات التي ستقوم بمراقبة أنظمة الدوائر التلفزيونية المغلقة بنحو أحد عشر ألفاً ومئتين وإحدى وثلاثين كاميرا لتحقيق رؤية شاملة لشبكة النقل في دبي، ومن ثم تحسين وتطوير التخطيط والتنسيق في ما بينها.

ويعد مركز التحكم الموحد في دبي الذي بلغت كلفة إنشائه قرابة 330 مليون درهم، الشريان النابض للتنقل في مدينة دبي حسب وصف مطر الطاير لهذا الصرح التقني الحضاري العالمي الفريد من نوعه في المنطقة العربية، أنشئ كي يعمل على تحقيق رؤية حكومة دبي في أن تكون دبي المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، وذلك من خلال توظيف أحدث وأهم التقنيات الذكية لإدارة منظومة النقل الجماعي والحركة المرورية بطريقة آمنة وسهلة للجميع.

وأثناء جولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ردهات وأقسام المبنى الصرح الذي يتألف من ستة أدوار، شاهد سموه خريطة إلكترونية لمكونات وتصاميم المبنى الذي تصل مساحته الإجمالية إلى نحو 11 ألف متر مربع، حسب الشرح الذي قدمه أحد المهندسين في المركز، الذي أضاف أن المركز يضم خمس غرف تحكم فرعية لمختلف الاستخدامات، بالإضافة إلى الغرفة الرئيسة التي تقدر مساحتها بنحو 430 متراً مربعاً وارتفاعها 13 متراً، ويضم كذلك مهبطاً للطائرات العمودية وقاعتين ذهبية وفضية يطلان على غرفة التحكم الرئيسة ومدعمتين بخاصية الوصول إلى بيانات نظام النقل الجماعي والنظام المروري لإتاحة المجال لفريق القيادة باتخاذ القرارات المناسبة بنجاح في حالات الطوارئ والأزمات.

وفي المبنى أيضاً مساحات مكتبية لمؤسسات هيئة الطرق والمواصلات وإدارتها والشركاء الاسترايجيين، ومركز صحافي وقاعات تدريب، وروعي في تصميم المبنى الالتزام بمواصفات المباني الخضراء لتأهيله للحصول على شهادة المباني الخضراء الصديقة للبيئة من الدرجة الذهبية.

وشملت جولة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في المبنى قاعة التحكم الرئيسة التي ترتبط بأربعة وثلاثين مركزاً تقنياً، وتخضع لثلاثين مؤشر أداء يقوم بتشغيلها ستة وثلاثون مشغلاً من الشباب المدربين في هيئة الطرق والمواصلات، ينقسمون إلى ستة فرق تشغيل.

وشاهد سموه ومرافقوه محاكاة مصورة حول كيفية التعامل مع الأزمات الطارئة بعد إبلاغ فريق الأزمات والتنسيق مع الجهات المعنية، وتسيير طائرة ذاتية الطيران إلى الموقع المستهدف كي تصور وتنقل المعلومات مباشرة إلى غرفة التحكم الرئيسة، كي يتم تحليلها والاستجابة السريعة للطارئ.

وذكر الطاير ومساعدوه خلال الشرح الذي قدموه أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقيه، أنه يمكن استخدام بيانات الهواتف المحمولة في التخطيط وإدارة التنقل وحركة الحشود، وذلك من خلال تحديد كثافة الجمهور وأماكن التجمعات بشكل آلي، وتوجيه وسائل النقل لخدمتها وتحقيق الاستفادة القصوى من أنظمة المواصلات عبر مقارنة حركة الجمهور مع حركة جميع وسائل المواصلات، ومحاكاة التواجد الواقعي في قلب الأحداث من خلال عرض ثلاثي الأبعاد ومراقبة حركة التنقل باستخدام طائرات بدون طيار.

وتفقد سموه كذلك القاعة الفضية واستمع فيها إلى شرح عملي حول استقبال المعلومات وتحليلها، وتم عرض تجربة خريطة ثلاثية الأبعاد لمنطقة «دبي مول» برج خليفة، وعرض بعض وسائل النقل الجماعي في حالة حركة كمحاكاة للواقع في فترة زمنية معينة.

كما استمع سموه لشرح عن توظيف المركز بخاصية الذكاء الاصطناعي في الاستجابة إلى حالات الطوارئ والأزمات، حيث يعتبر المركز منصة متطورة للتواصل بين فرق الطوارئ مدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي، التي تتيح تلقي الأوامر الصوتية وإدخالها في النظام بشكل آني عوضاً عن طباعة الأوامر بالشكل التقليدي، وتميز هذا النظام بخاصية التعلم الذاتي «machine larning» وبناء قدرات النظام بإدخال سيناريوهات مختلفة للتعامل مع حالات الطوارئ، بما يضمن سرعة الاستجابة وتقليل الخطأ البشري.

ومن أهداف المركز، حسب مدير عام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، تحقيق ريادة دبي وتميزها عالمياً في مجال التحكم في أنظمة الطرق والمواصلات، وتعزيز دور إمارة دبي في تنظيم الفعاليات الدولية ودعم اتخاذ القرارات المركزية لجميع وسائل النقل في دبي، ومساندة مهام تخطيط النقل الاستراتيجي والتكامل مع أنظمة الهيئة الرئيسة ومراكز التحكم.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن ارتياحه البالغ لهذا الإنجاز التقني الحضاري الرائع الذي سيسهم إلى حد كبير في تخفيف الازدحام المروري في شوارع ومناطق دبي، وتسهيل حياة الناس وإسعادهم، وهذا ما نعمل لأجله ونوظف جميع الإمكانات التقنية والمادية والطاقات البشرية لتحقيق هذا الهدف، الذي يشكل محور مسيرة التنمية والتطوير على مختلف الصعد.

وبارك سموه جهود جميع من أسهموا في تحقيق هذا الإنجاز الاستراتيجي الوطني، منوهاً سموه بجهود مدير عام وموظفي ومهندسي هيئة الطرق والمواصلات الدؤوبة، وسعيهم المستمر لابتكار أساليب وطرق حديثة من أجل توفير جميع وسائل الراحة والأمان للناس ولمستخدمي وسائل النقل الجماعي، وغيرهم من السائقين والمشاة وجميع أفراد المجتمع.

المصدر: الإمارات اليوم