«محمد بن راشد للفضاء» يدرس تطوير التحكم بالأقمار الاصطناعية

أخبار

يدرس مركز محمد بن راشد للفضاء، إمكان تطوير تطبيقات للتحكم بالأقمار الاصطناعية وتشغيل المحطة الأرضية، تتماشى مع الخطط والتوجهات الاستراتيجية في الدولة، وفق مدير إدارة العمليات الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء، المهندس محمد عبدالرحيم الحرمي، الذي أكد أن ذلك سيسهم في خلق أسلوب عمل ديناميكي ومرن لفريق العمل من المهندسين الإماراتيين، لمتابعة القمرين الاصطناعيين «دبي سات 1» و«دبي سات 2» في مدارهما، وعند مرورهما فوق دبي والاتصال بالمحطة الأرضية.

وأضاف أن «المهندسين العاملين في المحطة، البالغ عددهم 15 مهندساً، يتوزعون على أربع ورديات لمتابعة الأقمار الاصطناعية وتنزيل الصور ومعالجتها، ويختلف نطاق عملهم وفق موقع القمر الاصطناعي في المدار»، لافتاً إلى ضرورة حضورهم في حال حدوث أي ظرف طارئ، سواء كان في ساعات الصباح الأولى، أو في الأعياد والعطل الرسمية، لمتابعة سير العمل بالصورة المناسبة.

ولفت الحرمي إلى أن خطط الدولة تتجه إلى الابتكار، وتسهيل العمل عن طريق استخدام التقنيات الحديثة، لذا فإن المركز يطمح إلى تطوير عملية التحكم بالأقمار الاصطناعية، دون الحاجة إلى وجود مهندسين للتحكم بها في المركز على مدى 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع.

وتابع: «في حال حدوث أي طارئ قد يتعرض له القمر الاصطناعي، فإن المهندسين طوروا نظاماً خاصاً لتحويل الأنظمة والأجهزة في الأقمار الاصطناعية إلى الوضع الاحترازي (سيف هولد مود)، لضمان أن الأنظمة لن تتعرض لأي تلف»، مضيفاً أن القمر الاصطناعي «دبي سات 2» يحوي نظام تتبع يلتقط أي إشارات من القمر، إذ وقع أي خطأ.

وأفاد بأن المهندسين في المحطة الأرضية يتأكدون من صحة القمر الاصطناعي يومياً، لضمان سير العمل بدقة، مضيفاً: «نستغل يومياً 99% من سعة التخزين، التي ترفع إلى القمر كأوامر للتصوير، ولابد من التأكد من أن هذه الأجهزة تعمل بالشكل المطلوب، لذا نجري اختبارات للتأكد من سير العمل بالصورة الصحيحة».

وأكد الحرمي أن المحطة الأرضية جزء أساسي من عمل مركز محمد بن راشد للفضاء، إذ إن المركز متخصص في بناء الأقمار الاصطناعية للاستشعار عن بُعد، ولابد من وجود المحطة الأرضية لمتابعة عمل الأقمار وتنزيل الصور ومعالجتها، وإرسال أوامر التقاط الصور.

وأضاف: «من مهام المحطة الأرضية التأكد من الأرصاد الجوية بشكل يومي، للتيقن بأن المناطق المطلوب تصويرها لا تغطيها الغيوم، إضافة إلى وضع برنامج محدد لتخطيط المهام المطلوبة من القمر الاصطناعي، للطلبات الداخلية من مهندسي المركز لإجراء الدراسات، والطلبات الخارجية من الجهات الحكومية، سواء الاتحادية أو المحلية وغير الحكومية داخل الدولة وخارجها، لتصوير الأماكن المختلفة حسب موقع القمر في المدار».

وذكر أن المحطات تتنوع باختلاف استخداماتها، إذ توجد المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ولديها هوائي خاص بها، إلا أنه ثابت، على عكس المحطة الأرضية في المركز، التي لديها هوائي خاص يتحرك ويتبع القمر الاصطناعي لدى مروره فوق دبي، مضيفاً أن «المهمة الرئيسة للأقمار الاصطناعية التابعة للمركز هي التصوير، فقد أردنا عند إنشاء المركز إجراء عمليات التحكم بالقمر الاصطناعي في الدولة، ولا نريد الاعتماد على المحطات الأخرى حول العالم بصورة كبيرة».

وأشار إلى أن ثمة برنامجاً أساسياً في المحطة للتحكم بالأقمار الاصطناعية، ويشمل خمسة برامج متفرعة، هي: التحكم بالقمر، والتأكد من حركته، وبرنامج تحاليل القمر، وبرنامج التأكد من درجة حرارة القمر والأجهزة، إضافة إلى برنامج التأكد من جودة عمل أجهزة القمر الاصطناعي.

وتابع: «نستطيع استخدام أي محطة أرضية في أي دولة لمتابعة القمر، إلا أننا نصرّ على أن تكون المتابعة من خلال المحطة الأرضية في المركز، ولدينا محطة ثانوية في النرويج، لمتابعة الأقمار الاصطناعية التابعة له في حال حدوث عطل، أو عند التأكد من المهام الجديدة للقمر، والتعديل في البرامج المستخدمة في أقمار التصوير والاستشعار عن بُعد».

وأشار الحرمي إلى أن «الموقع الاستراتيجي للمركز يمكّن الأقمار الاصطناعية الأخرى من استخدام المحطة يومياً»، مضيفاً أن أنظمة المراقبة في المحطة الأرضية واصلت التطور على مدى السنوات الـ10 الماضية، لتواكب استخدامات الأقمار الاصطناعية، والأجهزة التي تم تطويرها منذ إطلاق «دبي سات 1» و«دبي سات 2»، مشيراً إلى زيادة سرعة تنزيل الصور، وزيادة سعة التخزين على القمر الاصطناعي.

وتابع أن التطوير يواكب الاستخدامات المختلفة للأقمار الاصطناعية والأنظمة الجديدة المضافة إليها، إذ إنهم يطورون كذلك من عمل المحطة لمواكبة التغييرات الكبيرة التي ستطرأ على القمر الاصطناعي «خليفة سات»، المزمع إطلاقه في 2018.

المصدر: الإمارات اليوم