محمد بن راشد: نرحب بمواهب العالم في مجال الذكاء الاصطناعي

أخبار

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت محوراً أساسياً لصناعة مستقبل الدول والشعوب حول العالم، وعنصرا رئيسياً في خطط عمل حكومات المستقبل، ومحفزاً لنمو الأسواق العالمية والقطاعات الاقتصادية الجديدة.

وقال سموه، نرحب بمواهب العالم في دولة الإمارات لتكون مختبراً لابتكاراتهم وتجاربهم وأفكارهم في مجال الذكاء الاصطناعي.. نريد من الجهات الحكومية ورواد القطاع الخاص في الدولة تطوير الشراكات وتكثيف الجهود لتوفير بيئة حاضنة ومحفزة لتطور الذكاء الاصطناعي.

وأضاف سموه، أن الإمارات من الدول السباقة عالمياً في تعزيز دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المستقبل، فهو ركيزة لاستراتيجياتنا المستقبلية وخططنا التنموية للخمسين عاماً المقبلة، وأداة حيوية لتطوير العمل في كافة المجالات المرتبطة بحياة الناس.. وإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست محصورة على الخدمات الحكومية بل سترفع من مستوى معيشة الفرد في دولة الإمارات.

جاء ذلك خلال حضور سموه «خلوة خبراء الذكاء الاصطناعي» التي نظمها البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي بمشاركة أكثر من 350 خبيراً من القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات، لمناقشة الفرص والتحديات المستقبلية في تبني الذكاء الاصطناعي في الدولة ودور هذه التقنيات في رسم ملامح مختلف المجالات الرئيسة.

رافق سموه كل من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي» الذي يهدف إلى إنشاء مختبر عالمي متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، يضم أفضل الخبرات والمواهب الوطنية والعالمية، ويوفر لها مساحة للعمل في بيئة متقدمة لتطوير حلول مبتكرة ومشاريع رائدة تخدم الإنسانية.

وقال سموه: «نرتكز في جهودنا لصناعة مستقبل دولة الإمارات على رؤية استشرافية تتبنى التوجهات والتطورات العالمية، وتدعم العقول الشابة والمواهب الواعدة، وتشجع الابتكارات الحديثة والأفكار الإبداعية، وتتبنى التكنولوجيات المتطورة.. نريد أن تكون الإمارات الخيار الأول لشركات التكنولوجيا والمواهب المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي حول العالم.. نريد أن تكون الإمارات من أفضل دول العالم في تطوير هذا القطاع المستقبلي والاستثمار في إمكانياته».

وأضاف سموه: «نرحب بمواهب العالم في دولة الإمارات لتكون مختبراً لابتكاراتهم وتجاربهم وأفكارهم في مجال الذكاء الاصطناعي.. نريد من الجهات الحكومية ورواد القطاع الخاص في الدولة تطوير الشراكات وتكثيف الجهود لتوفير بيئة حاضنة ومحفزة لتطور الذكاء الاصطناعي».

كما شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توقيع اتفاقية إطلاق مبادرة «برنامج تحدي الذكاء الاصطناعي» بالشراكة بين البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي وشركة «مايكروسوفت» التي وقعها معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، وسيد حشيش، المدير العام لمايكروسوفت في الإمارات.

ويأتي إطلاق برنامج تحدي الذكاء الاصطناعي في إطار جهود تعزيز شراكة الحكومة مع مختلف الجهات الخاصة والمؤسسات العالمية، وذلك لتسريع حركة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبناء خبرات المواهب الوطنية المتمكنة لتحقيق مخرجات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتعزيز تنافسية الدولة في القطاعات المستقبلية، كما تهدف إلى توفير البنية التحتية الأساسية الداعمة لاختبار وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وهدفت خلوة خبراء الذكاء الاصطناعي، الأولى من نوعها في المنطقة، إلى دعم جهود حكومة الإمارات في تحديد أهم التحديات التي تواجه القطاعين الحكومي والخاص في مجال توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، وتبادل الخبرات والتجارب لإطلاق مبادرات تسهم في تسريع تبني الذكاء الاصطناعي، ووضع الأطر التنظيمية اللازمة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في العالم.

وتمثل الخلوة منصة لاستعراض أحدث الحلول المستقبلية القائمة على التكنولوجيا الحديثة وكيفية توظيفها بما يخدم القطاعات الاستراتيجية في دولة الإمارات، ويعزز مكانتها مركزاً عالمياً رائداً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

شارك في خلوة خبراء الذكاء الاصطناعي التي نظمها البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركتي «إرنست ويونغ» و«لينكدإن» أكثر من 350 خبيراً من الجهات الحكومية والخاصة والشركات العالمية والناشئة والمراكز العلمية والبحثية والمؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات وخارجها، وتم تقسيم المشاركين إلى عدة مجموعات لمناقشة مستقبل القطاعات الحيوية.

وبدأت الخلوة بجلسة عصف ذهني لتحديد أبرز التحديات التي تواجه الجهات الحكومية والخاصة في مجال تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، وتسليط الضوء على الفوائد والمزايا الإضافية التي توفرها الأدوات التكنولوجية الحديثة من حيث تعزيز كفاءة العمل والارتقاء بمستويات الخدمات وجودة حياة الفرد.

وناقش المشاركون مجموعة من الحلول المبتكرة والمبادرات الجديدة لمعالجة التحديات، والخروج بأفكار ترتكز على توصيات الخلوة بما يعزز التعاون المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص لتوفير بنية تحتية مستقبلية تدعم مكانة دولة الإمارات وتحولها إلى مركز عالمي لاختبار وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وركز المشاركون في الخلوة على العديد من القطاعات والمجالات مثل الرعاية الصحية وجودة الحياة، والنقل والخدمات اللوجستية والبنية التحتية، والقوى العاملة والبيانات، والحوكمة والسياسات، والتعليم، والدفاع والأمن السيبراني، والقطاع المالي والاقتصادي، والخدمات الحكومية الذكية، والتغير المناخي والبيئة، والنظام القضائي، وغيرها من القطاعات الحيوية.

وتمثل خلوة خبراء الذكاء الاصطناعي أولى مخرجات مبادرة شبكة الإمارات للذكاء الاصطناعي التي استقطبت أكثر من 1000 طلب مشاركة من خبراء ومختصين منذ إطلاقها، وتهدف الشبكة إلى توفير منصة تجمع الجهات الحكومية والخاصة والشركات العالمية والناشئة والمراكز العلمية والبحثية والمؤسسات الأكاديمية وحاضنات ومسرعات الأعمال لبحث وتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعمل على رفع المقترحات والتوصيات إلى الإدارات والجهات المعنية بمجال تخطيط الاستراتيجيات ورسم الخطط المستقبلية للبناء عليها في إطلاق مبادرات جديدة تسرع تبني الذكاء الاصطناعي.

وتعد هذه المبادرة إحدى ركائز عمل البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي الذي يشرف على تنفيذ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف دعم قطاع الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية وغيرها من التقنيات ذات العلاقة، وتتضمن مبادرات وبرامج حكومية وخاصة تخدم جميع القطاعات الحيوية في دولة الإمارات، وتخلق فرصاً جديدة وواعدة في المنطقة والعالم.

ويستهدف برنامج تحدي الذكاء الاصطناعي الذي يمتد لثلاثة أشهر، موظفي الجهات الحكومية في دولة الإمارات، ويسعى لرفد جهود حكومة دولة الإمارات في إعداد أجيال من خبراء الذكاء الاصطناعي وتمكينهم بالمهارات والأدوات والأفكار المبتكرة لتحقيق نقلة علمية ومعرفية متقدمة خلال السنوات المقبلة.

ويمكن للجهات الراغبة بالمشاركة في البرنامج ترشيح موظفيها أصحاب الخبرة في توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات تطوير الخدمات الحكومية، وإعداد برامج مبتكرة توظف التقنيات المتقدمة في إيجاد حلول فعالة لمختلف التحديات.

وتتضمن المرحلة الأولى من البرنامج مجموعة من ورش العمل والاجتماعات والأنشطة التدريبية، وجلسات العصف الذهني الهادفة إلى تبادل الآراء والخبرات لتحديد مجموعة من التحديات التي تواجه توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الجهات المشاركة، ومناقشة الحلول ورسم مخطط لها لتسريع عملية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتشمل المرحلة الثانية رحلة عمل إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في هاكاثون يمتد لأربعة أيام تستضيفه شركة مايكروسوفت بمشاركة نخبة من الخبراء والعلماء في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات.. وستتيح هذه المرحلة فرصة للمشاركين لتطوير رؤاهم المستقبلية وخبراتهم العملية في توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي والتعرف على التجارب الناجحة لشركة «مايكروسوفت».

وسيعمل المشاركون خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من البرنامج على تجربة الحلول التي تمت برمجتها وتوظيفها في تطوير الخدمات والمنتجات وتعزيز أداء العمل الحكومي في دولة الإمارات بالاعتماد على التقنيات الحديثة.

أما برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي، فيهدف إلى استقطاب المواهب العالمية والمتخصصة من الطلبة المبرمجين وخريجي الجامعات وحاملي الشهادات العليا في قطاعات التكنولوجيا المستقبلية من مختلف أنحاء العالم إلى دولة الإمارات.

كما يركز البرنامج على توفير البيئة الملائمة والمبتكرة لدعم المواهب في تطوير ابتكاراتهم واختراعاتهم ومشاريعهم المرتكزة على التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبرمجة وإنترنت الأشياء والمركبات ذاتية القيادة وغيرها.

وسيتم توظيف المواهب العالمية في مختلف الشركات والمبادرات والمشاريع المعنية بالذكاء الاصطناعي في الدولة، وستتاح لها الفرصة لتبادل الخبرات مع الشركات والمؤسسات العالمية، وعرض أفكارها الطموحة على الجهات الحكومية والخاصة داخل الدولة وخارجها.

وسيوفر برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي العديد من المميزات والحوافز الخاصة للمواهب، بما في ذلك نظام منح الإقامة للمستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين وأصحاب المواهب لفتح آفاق جديدة لرجال الأعمال والمبتكرين للاستفادة من إمكانيات الدولة التنافسية في شتى المجالات، وبما يعزز من مكانة الدولة وجهة استثمارية جاذبة للأعمال.

كما تتيح هذه المبادرة الفرصة للجهات الحكومية في دولة الإمارات للتواصل مع أهم العقول والكفاءات العالمية وتوظيفها في تحقيق إنجازات تنهض بالاقتصاد الوطني، وترتقي بمستويات الإنتاجية والعمل.

ويشكل إطلاق برنامج استقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسة في تحقيق مخرجات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 التي تم اعتمادها في أبريل الماضي لجعل دولة الإمارات رائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031، والسعي لتطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية للدولة.

وتغطي الاستراتيجية ثمانية أهداف استراتيجية تشمل: ترسيخ مكانة الدولة وجهة للذكاء الاصطناعي وزيادة تنافسيتها في القطاعات ذات الأولوية عبر تطوير الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، واعتماده في خدمات المتعاملين وتحسين مستوى المعيشة وأداء الحكومة، واستقطاب وتدريب المواهب على الوظائف المستقبلية، واستقطاب القدرات البحثية الرائدة عالمياً، وتوفير البيانات والبنية التحتية الأساسية الداعمة لتصبح بمثابة منصة اختبار للذكاء الاصطناعي، إلى جانب ضمان الحوكمة الفعالة والتنظيم الأمثل.

المصدر: وام