مختارات من قصص صناع الأمل في العالم العربي

أخبار

منذ إطلاقها مطلع مارس الماضي، نجحت المبادرة في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي، يتطلعون إلى الإسهام في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي. وتلقت حتى اليوم، أكثر من 65 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة.

«انصُر أخاك» تصنع الأمل باسترداد الحقوق القانونية لأصحابها

الشيماء الظاهري، فتاة سعودية أحبت القانون فدرسته، وأرادت أن تكون شعاع أمل في المجتمع لفئة تعاني ضعف القدرات المالية، ما قد يتسبب في ضياع حقوقها. سخَّرت مواقع التواصل، لخدمة الفئات المحتاجة (الأرامل والمطلقات والأيتام وذوي الدخل المحدود والمعاقين)، عبر تمكينهم من نيل حقوقهم القانونية، بدعمهم بالاستشارات والتقاضي دون مقابل.

وأطلقت الشيماء مبادرة «انصُر أخاك» في يوليو 2015، مستهدفةً من لا يستطيعون تحمل التكاليف المالية الباهظة للاستشارات القانونية، أوالترافع أمام القضاء. حظيت المبادرة باهتمام وتفاعل كبيرين في المجتمع. ومنذ انطلاقها، استقبلت عشرات القضايا والطلبات والاستشارات عبر آلية تهدف لضمان تحقيق العدالة، بتعبئة الراغبين نموذج طلب الخدمة، قبل التحقق من صحة بياناتهم ووضعهم المالي، لتقيّم بعدها القضية لدى شعبة خاصة، من أعضاء هيئة التدريس لقسم الأنظمة والشريعة، لتقرر إحالتها إلى شعبة القضايا، أو يمكن التعامل معها كاستشارة قانونية.

في حال تحويل القضية إلى شعبة القضايا، يعدّ ملف كامل عن القضية يحتوي على الرأي القانوني، قبل أن تُحال أخيراً إلى محامي المبادرة المتطوع، والمتاح في منطقة المستفيد، ليعمل على تحصيل الحقوق لأصحابها. فضلاً عن أن فريق عملها يسهم في رفع مستوى التوعية القانونية للفئات المستفيدة بلغة مبسطة ويسيرة، وبكل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية.

ينضوي تحت المبادرة عدد كبير من المحامين ممن يمتلكون تصاريح رسمية للترافع أمام الجهات القضائية، إلى جانب مستشارين وأعضاء هيئة تدريس وعدد من طلبة الجامعات: الملك سعود، ودار العلوم، والملك عبد العزيز، والأميرة نورة، وطيبة، والإسلامية، والملك فيصل، والأمير محمد بن فهد.

وأنجزت المبادرة 105 قضايا و170 استشارة و12حملة ميدانية، كما سمحت لعشرات الطلبة بالتدرب عملياً على الممارسة المهنية، والاطلاع على الإجراءات القانونية وآليات تقديم الاستشارات.

«ذاكرة السرو».. أشجار أماتتها العاصفة يحيي الفن جمالها

حين اجتاحت العاصفة الثلجية أليكسا الأردن وعدداً من دول بلاد الشام في ديسمبر عام 2013، جرفت كل ما هو جميل في طريقها، فدمّرت البيوت والطرقات واقتلعت آلاف الأشجار، بعض هذه الأشجار جذورها ضاربة في عمق التاريخ.

تداعيات العاصفة طالت أجزاء ومناطق كثيرة في العاصمة الأردنية عمان، من بينها نحو 2000 شجرة من أشجار السرو والصنوبر المعمّرة، عدد منها في حرم الجامعة الأردنية. من هنا بدأت فكرة أستاذ الفنون فؤاد خصاونة، ومعه إدارة الجامعة والأساتذة والطلبة لتحويل حطام الأشجار، وجذوعها شبه المقتعلة، إلى تحف فنية تفيض بالألوان وتعجّ بالحياة وتضفي جمالية من نوع خاص في حدائق الجامعة من خلال مبادرة «ذاكرة السرو».

وتُوِّجت المبادرة، الهادفة إلى حفظ الأشجار في ذاكرة الأجيال، بإنجاز أكثر من 30 عملاً فنياً ونحتياً، نصبت في أكثر من موقع، لتشكل معرضاً فنياً نحتياً مكشوفاً، ولتظل جذوع الأشجار حية في وجدان طلبة الجامعة وخريجيها ومرتاديها. واستمرت المبادرة على مدار الأعوام التالية، بل أصبحت من متطلبات التخرج في الجامعة الأردنية، غرس شجرة في حرم الجامعة لتعويض ما خسرته من ثروة خضراء في تلك العاصفة الثلجية، فقيمة الشجرة وجدانية مرتبطة بتاريخ الإنسانية.

وتوسعت المبادرة لتكون الفعالية الرئيسية لملتقى النحت العالمي السادس الذي حمل عنوان «ذاكرة السرو»، ونظمه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة وكلية الفنون والتصميم في الجامعة الأردنية، بدعم من أمانة عمان الكبرى، حيث نفّذه بمشاركة عالمية لفنانين من فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمغرب والبحرين وفلسطين والعراق وسلطنة عمان والأردن. ويعدّ ملتقى النحت العالمي واحداً من أهم الفعاليات على المستويين المحلي والدولي. برهنت مبادرة «ذاكرة السرو» أننا نستطيع أن نصنع الجمال من الدمار وأن نبني الأمل من المعاناة.

«قلوب دافئة» لتوزيع الملابس والأغطية على الفقراء وعلاجهم

الفقير محمد، شاب إعلامي وناشط اجتماعي، من مدينة تارودانت بالمغرب، اتخذ من العمل التطوعي نهجاً لحياته، بالمشاركة في عدد من المبادرات والحملات، كما أسس مع مجموعة من الشباب صفحة «تارودانت العالمة تبتسم»، على منصة «فيس بوك» نجحت في تنفيذ كثير من المبادرات، لخدمة المدينة والعمل على تنميتها وإبراز جمالياتها والجوانب السياحية فيها.

من خلال هذه الصفحة، أطلق محمد مبادرة إنسانية لامست قلوب أبناء منطقته حملت اسم «قلوب دافئة»، نفذت للمرة الأولى عام 2015، وهي حملة شعبية لجمع الملابس الشتائية والأغطية المستعملة أو الجديدة، لمساعدة الأسر الفقيرة في المدينة وضواحيها والمناطق الجبلية القريبة منها التي تعاني التهميش والعزلة في فصل الشتاء، وفي موجة البرد القارس وتساقط الثلوج. كما عملت الحملة على جمع التبرعات المالية، لمساعدة المحتاجين إلى عمليات جراحية مستعجلة وتغطية نفقات العلاج والمتابعات الطبية.

لقيت الحملة في دورتها الأولى رواجاً وتفاعلاً كبيرين، ونجحت في مساعدة 30 عائلة فقيرة في تارودانت، كما أسهمت في تقديم مساعدات لثلاث جمعيات خيرية واجتماعية، منها الهلال الأحمر، ما دفع محمداً وزملاءه إلى تنفيذ الحملة في دورتها الثانية، لدعم قافلة أناروز لجمعية شباب الأطلس تارودانت، حيث استفاد منها أكثر من 60 قرية في الإقليم، ومناطق أخرى من المملكة. واستمرت الحملة لغاية منتصف ديسمبر الماضي 2016.

محمد، ومن خلال صفحته، تمكن من خلق بيئة تفاعلية وحلقة وصل بين أبناء مدينته في الداخل والخارج. وبفضلها قدم أبناء المدينة في المهجر مساعدات عدة، متتبعين مسارها بكل شفافية عبر الصفحة، لضمان وصولها إلى مستحقيها. واليوم يتابع الصفحة أكثر من 37 ألفاً يشاركون محمداً حب المدينة وأهلها ويسهمون بشكل مباشر في تحسين حياة الناس فيها.

المصدر: الخليج