مستشفى القاسمي يجري أول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات

منوعات

مستشفى القامسي

نجح مستشفى القاسمي في الشارقة، بالتعاون مع فريق طبي ألماني، في إجراء أول عملية ناجحة لزراعة قلب صناعي في دولة الإمارات، وفق وكيل وزارة الصحة لشؤون المستشفيات، الدكتور يوسف السركال، الذي أوضح أن العملية أجريت لشاب مواطن يبلغ من العمر 21 عاماً، يوم الإثنين الماضي، في مركز القلب بالمستشفى، وكانت أجهزة قلبه تعمل بنسبة 10% فقط، ويعاني مضاعفات خطرة، واستغرقت العملية نحو خمس ساعات.

وأوضح السركال خلال مؤتمر صحافي، أمس، في المستشفى للإعلان عن العملية، أن تكلفة العملية الواحدة تصل إلى مليون درهم تقريباً، وتجرى مجاناً للمواطنين حاملي البطاقات الصحية، مضيفاً أن الوزارة تتبنى مشروعاً لزراعة الأعضاء في الدولة، وسيبصر النور قريباً بعد الانتهاء من التنسيق مع جهات أخرى عدة، ووضع التشريعات القانونية اللازمة.

محمد بن راشد يهنئ فريق العمل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/330970.jpg

هنأ صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فريق العمل الذي وقف خلف العملية الناجحة.

وقال سموه في تغريدتين عبر «تويتر»: «نبارك لفريق العمل بوزارة الصحة نجاحهم بأول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات، والتي أنقذت حياة شاب إماراتي عمره 21 سنة». مضيفاً سموّه «فخور بالدكتور عارف النورياني وفريق مركز القلب بمستشفى القاسمي.. وسيبقى دعم هذا القطاع على رأس أولوياتنا وصولاً لأفضل المستويات العالمية».

وأشار إلى أن مركز القلب في مستشفى القاسمي هو المركز المرخص في الدولة لجميع المستشفيات لإجراء عمليات القلب الجراحية أو التدخلية، وأنه ستكون هناك خدمات جديدة ستتم إضافتها إلى المركز قريباً، وذلك في ظل خطط إنشاء مراكز الامتياز في الدولة.

من جهته، أكد المدير التنفيذي رئيس قسم القلب في مستشفى القاسمي، الدكتور عارف النورياني، أن المواطن الشاب الذي أجريت له العملية طالب جامعي (21 عاماً)، تم استقباله في المستشفى محولاً من مستشفى تخصصي آخر في الدولة، للنظر في إمكانية زراعة قلب صناعي له أو يتم تحويله للعلاج خارج الدولة، وتم اختيار إجراء العملية له داخل الدولة، حيث تم تجهيزه لمدة ثلاثة أسابيع للعملية عبر تنشيط عضلات القلب، لأنه كان يعاني مشكلات في الكبد والكلى والضغط، إضافة إلى فقدان 90% من وظائف القلب.

وتابع أن القلب عندما تحدث له مشكلات صحية، يتسبب ذلك في حدوث مشكلات في أجهزة الجسم الأخرى، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ قرار إجراء العملية بعد التشاور مع فريق طبي ألماني، وإعداد فريق لإجراء العملية، وصل عدده إلى 50 شخصاً، من أجل إنقاذ حياة المريض الذي كان معرضاً للخطر، وتم استيراد المضخة أو القلب الصناعي من إحدى الشركات الطبية في الولايات المتحدة الأميركية.

وذكر النورياني أن المريض الذي أجريت له العملية تمت إفاقته من المخدر الموضعي، ولا توجد لديه أية مضاعفات جراء العملية، وحالته الصحية مستقرة.

ولفت إلى أن القلب الصناعي عبارة عن مضخة لها بطاريتان ذواتا شاحن خارجي، بحيث يتم شحنهما عبر الكهرباء، ومدة عمل الواحدة ست ساعات، ويقوم المريض باستبدالهما بالتناوب، موضحاً أنه لم تتم إزالة القلب الأصلي في العملية، إنما تمت إزالة جزء منه وزرع المضخة أو القلب الصناعي في مكان الجزء الذي تمت إزالته، موضحاً أن العمل الجراحي في العملية بلغت نسبته 20% فقط.

وأوضح أن العملية تعد نوعية، ولا توجد خطورة على المريض بعد إجرائها، حيث يمكنه أن يظل بالقلب الصناعي دون أية مشكلات، ويمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي، ويمكنه أن يتزوج، لكن يجب ألا يمارس السباحة أو رياضات عنيفة، مثل المصارعة والملاكمة وغيرهما من الألعاب التي تتطلب بذل مجهود كبير.

وأفاد النورياني بأن ذلك القلب الصناعي يمكن أن يصلح بشكل أكبر مع المرضى كبار السن، على عكس الشباب الذين لا يفضل لهم ذلك القلب بشكل نهائي، لأنهم في سن يحتاجون فيها إلى الحركة السريعة باستمرار، وممارسة أوجه النشاط المختلفة.

وتابع أن مستشفى القاسمي طلب شراء ثلاثة قلوب صناعية من الشركة المنتجة في الولايات المتحدة، وتبلغ تكلفة الواحد ما بين 600 و800 ألف درهم.

مواصفات «القلب الصناعي»

استعرض المدير التنفيذي رئيس قسم القلب في مستشفى القاسمي، الدكتور عارف النورياني، مواصفات المضخة (القلب الصناعي)، الحاصلة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية منذ عام 2012، ويتكون من جزء صغير لا يتجاوز قبضة اليد، يتم زراعته في البطين الأيسر، يمرر الدم من خلال عملية جراحية، بعدها يتم إيصال سلك رفيع، شاحن متصل ببطاريات خارجية قابلة للشحن من خلال فتحة بسيطة في أعلى البطن، ويستطيع المريض ممارسة حياته بشكل طبيعي والخروج من المستشفى.

وأوضح أن وزن البطارية والحزام والسلك لا يتجاوز كيلوغرام واحد، ويمكن شحن البطارية في خلال أي منفذ كهربائي أو حتى بطارية السيارة، وملحق بالمضخة جهاز لوحي «كمبيوتر خارجي»، تظهر عليها كل المعلومات اللازمة، لاطلاع المريض على حالة المضخة ووظيفتها، واطلاعه على عمل المضخة بشكل متواصل.

«هارت وير»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/06/330969.JPG

جانب من الفريق الطبي الذي أجرى العملية الجراحية. من المصدر

أكد استشاري جراحة القلب في مستشفى القاسمي، الدكتور محمد عبدالعزيز، وجود مرضى يعيشون حالياً مع مثل ذلك القلب الصناعي منذ سبع سنوات في دول أخرى، من دون التعرض لأية مشكلات صحية، مشدداً على ضرورة اتباع المريض الإجراءات والنصائح الطبية بشكل كامل حتى يستطيع الحفاظ على حياته، مضيفاً أن القلب الصناعي الذي تمت زراعته للطالب الجامعي، يطلق عليه اسم «هارت وير»، وهو مضخة مزروعة في القلب تعمل مدى الحياة، وآمنة جداً، ولا تسبب مضاعفات.

وذكر عبدالعزيز أن المريض تم ربطه بأجهزة قلب ودعم خارجية قبل إجراء العملية، نظراً لسوء حالته الصحية، وتمهيداً لعملية زرع القلب الصناعي له، مبيناً أن تلك العملية تجرى في العادة للمرضى الذين لا تصلح معهم زراعة الأعضاء، أو الذين يكونون في مرحلة متقدمة في السن.

وحول إمكانية إجراء عملية زرع قلب صناعي باستخدام الروبوت، أشار إلى أنه لا يمكن إجراء مثل تلك العمليات باستخدام الروبوت.

المصدر: الإمارات اليوم