معارك عنيفة في طرابلس و«داعش» يلجأ للانتحاريات

أخبار

احتدمت الاشتباكات بين فصائل مسلحة متنافسة طوال ليل الخميس وصباح الجمعة، في أسوأ قتال بالعاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من عام، في وقت شددت قوات البنيان المرصوص، الخناق على عناصر تنظيم «داعش» في سرت مجبرة التنظيم على اللجوء إلى استخدام النساء في عمليات تفجير انتحارية.

وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود في السماء وتردّد دوي الانفجارات في منطقتي أبو سليم والهضبة. وقال شاهد عيان: إنّ طريقاً رئيسياً قريباً أغلِق بحاويات شحن. كما سُمع دوي إطلاق النار في عدة أحياء أخرى. وذكرت وسائل إعلام ليبية أنّ 7 أشخاص على الأقل قضوا في المعارك، لكن لم يتسنّ على الفور الحصول على حصيلة القتلى من مصدر مستقل.

وتسيطر جماعات مسلحة مختلفة على طرابلس وتقع بينها اشتباكات متكرّرة للسيطرة على الأرض أو لتحقيق مصالح اقتصادية. وبعض الجماعات لها وضع شبه رسمي لكن لم تنجح أي حكومة في ترويض قوتها منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي قبل خمسة أعوام.

والاشتباكات هي أحدث انتكاسة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي وصلت إلى العاصمة في مارس/ آذار، بموافقة بعض أقوى الفصائل المسلحة لكنها تكافح لبسط سيطرتها.

وقال محمد سالم وهو أحد السكان «لم تتوقف الاشتباكات بين الفصائل في طرابلس، ولا أثر لحكومة الوفاق الوطني». وأضاف أنّ سكان طرابلس لا يعلمون أي شيء عن أهداف سياسية وراء الاشتباكات. وقال «ما يحدث في طرابلس صراع على السلطة… وتريد كل ميليشيات، بشدة انتزاع السلطة لأنها تعلم أنه إذا سيطرت على العاصمة فإنها ستحكم».

وبدأ إطلاق النار يوم الخميس، فيما حركت الفصائل المسلحة مركبات عسكرية، بينها دبابات وشاحنات صغيرة عليها أسلحة ثقيلة.

وأظهرت لقطات فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ فصيلاً دمر معسكراً لآخر منافساً له بالجرافات. وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا. وأغلقت متاجر وهرع السكان المذعورون إلى تخزين المؤن.

وأكدت كتيبة ثوار طرابلس وهي من الفصائل المسلحة القوية في العاصمة أنها سيطرت على منطقة غابة النصر حول فندق ريكسوس. وطردت هيئة تشريعية على صلة بحكومة الوفاق الوطني من الفندق في أكتوبر/ تشرين الأول.

و طالب رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب المستشار عقيلة صالح، المجموعات المسلحة في طرابلس بوقف القتال بشكل «فوري». وقال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي المريمي: إنّ رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أصدر بياناً، يدين ويستهجن بشدة الأحداث الدامية في العاصمة طرابلس بين الميليشيات المسلحة التي ترهب وترعب المواطنين العزل بالعاصمة ويطالبها بشكل فوري بوقف الاقتتال والاشتباكات التي أربكت الحياة المدنية في شتى المجالات وسبّبت تردي الأوضاع بالبلاد، وعليها تسليم أسلحتها والانسحاب من العاصمة طرابلس.

وأضاف المريمي أنّ عقيلة، طالب الحكماء والعقلاء ب«فتح المجال للقوات المسلحة العربية الليبية لبسط سيطرتها على طرابلس والعمل على أمنها وتأمينها واستقرارها حتى تعود الحياة الطبيعية إليها ولتمارس المؤسسات الرسمية للدولة الليبية مهامها وعملها المنوط بها.

يجئ ذلك في وقت شهدت ضواحي مدينة سرت، عودة تدريجية للخدمات، فيما أوقفت قوات «البنيان المرصوص» تقدم المشاة ضد معاقل داعش الأخيرة بشكل مؤقت.

وبدأت الجهات المسؤولة تقديم خدماتها إلى أكثر من 65 ألفاً من السكان العائدين إلى منازلهم في المناطق المحررة، وذلك بعد قرابة ستة أشهر من اندلاع المعارك لطرد عناصر التنظيم المتطرف.

وقال المتحدث باسم القوة الحكومية إنّ سلاح الجو قصف قناصين ل«داعش» بمباني حي الجيزة البحرية مرتين، كما أن المدفعية دكّت معاقلهم.

وأشار مسؤول في القوة، إلى تنفيذ «داعش» هجومين انتحاريين، أحدهما بواسطة حزام ناسف والآخر بواسطة قنابل يدوية، خلفت 9 قتلى وأكثر من 30 جريحاً من قوات «البنيان»، لافتاً إلى أن أحد التفجيرين نفّذته امرأة بواسطة حزام ناسف والآخر بعبوة ناسفة فجّرها أحد عناصر التنظيم.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، عن تنفيذ غارات جوية ضد مسلحين متشددين متحصنين في آخر كتلتين من المنازل في سرت.

وقال القبطان جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون: إنّ هؤلاء المسلحين قليلو العدد لكنهم يقاتلون حتى الرمق الأخير.

وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس: إنّ مقاتلي التنظيم أصبحوا لايسيطرون سوى على منطقة صغيرة جداً في معقلهم السابق. وأضاف أنّ المتطرفين المتبقين هم قلة «ولكنهم صامدون ويقاتلون حتى الموت»، ووصف المنطقة التي يسيطرون عليها بأنها «منطقة عنيدة». وأضاف «هذه آخر معاقل التنظيم في سرت». (وكالات)

المصدر: الخليج