احتدام المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على سوق السيارات الذكية

منوعات

بعد أن خطت شركتا «أبل» و«غوغل» أولى خطواتهما في الطريق إلى عالم السيارات المتصلة بالإنترنت، فإن شركة «مايكروسوفت» لحقت بهما، ولا تكتفي بذلك، بل تزاحمهما للفوز بمكانة متقدمة في هذه السوق الواعدة، وبدخول «مايكروسوفت» تحتدم المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا حول عائدات هذه السوق.

والسيارات المتصلة بالإنترنت connected cars موجودة في الأسواق بالفعل، وتحقق لصانعيها ولشركات التقنية عوائد مؤثرة، وهي ببساطة سيارات مجهزة بوصلات إنترنت، وعادة ما تكون متصلة أيضاً بشبكة محلية لاسلكية، الأمر الذي يسمح للسيارة بالوصول الكامل إلى الإنترنت.

والحقيقة أن الإقبال على هذا النوع من السيارات يعتبر تطوراً طبيعياً لإدمان المستهلكين استخدام الهواتف الذكية في جميع جوانب حياتهم، حتى أثناء قيادتهم سياراتهم، وهو ما يبدو في صور عديدة كاستخدام الهواتف مثلاً في تشغيل المواد الصوتية أثناء القيادة، أو استخدام السماعات الذكية في إجراء المكالمات الهاتفية خلال الطريق، ويعني هذا أن بقاء السيارة نفسها على اتصال بالإنترنت سيكون أكثر فائدة وفاعلية، وأن سوق هذه السيارات ستكون بالتأكيد أفضل حالاً خلال الفترة المقبلة.

تطور سريع

ومع إلقاء مؤسسة (statista) للأبحاث نظرة على سوق السيارات المتصلة بالإنترنت، فإن البيانات التي رصدتها التقارير الأولية للمؤسسة أظهرت أن العام الجاري سيشهد وجود نحو 11 مليون سيارة من هذا النوع في طرقات الولايات المتخدة وحدها.

ووفقاً للمؤسسة، سيتزايد هذا العدد بشكل سنوي ليصل إلى 32 مليون سيارة ذكية بحلول عام 2020 في أميركا، أما على المستوى العالمي، فسيصل عدد السيارات الذكية في جميع أنحاء العالم خلال عام 2020 إلى 160 مليون سيارة.

ويعود الاتساع المتوقع لهذه السوق إلى التطور السريع للإمكانات والمزايا الجديدة التي تتم إضافتها إلى هذه السيارات تباعاً، إذ يأتي على رأس تلك المزايا التأمين، وتقديم المساعدة لقائد السيارة أثناء السير.

وبالنسبة للتأمين بصفة خاصة، فإن دراسة (statista) تشير إلى تفوق الصين في هذا الصدد، التي من المتوقع أن تسيطرعلى هذه السوق الواعدة، إذ إن عوائد تحديث عمليات الدعم والأمان في الصين، ستصل بنهاية العام الجاري إلى 4.7 مليارات دولار، الأمر الذي يؤهلها للحصول على نصيب وافر من حصتها في السوق.

تجربة «أبل» و«غوغل»

أما على صعيد المزايا التي يمكن تحقيقها من الربط بين السيارة والهاتف الذكي، فيمكن التعرف إليها من خلال تجربة «أبل» و«غوغل»، فقد أعلنتا مع بداية العام الجاري تعاونهما مع شركة «فولكس فاجن» التي استطاعت تحقيق الربط بين السيارة والهاتف الذكي.

ويعني هذا التعاون أن الفرصة سانحة لتفعيل العديد من المزايا، كإغلاق السيارة من خلال الهاتف، أو السماح للمستخدم بالتعرف إلى كمية الوقود المتبقية في خزان وقود السيارة، إذ ما اطلع على شاشة هاتفه الذكي.

البرامج الخاصة

ومن المنتظر أن تستطيع شركة «مايكروسوفت» اللحاق بسباق سوق البرامج الخاصة بهذا النوع من السيارات، بل من المتوقع أن تلعب دوراً رئيساً فيه، وهو ما ظهر جلياً خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، الذي نظم أخيراً في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأميركة.

ومع وصول نسبة النمو في استخدام السيارات الذكية إلى 30% في الولايات المتحدة وحدها، فإن زيادة الاستخدام المنتظرة على مستوى العالم ككل ستكون أكبر بكثير.

الأعمال والتجارة

وإضافة إلى الجوانب الترفيهية، التي من أبرزها مشاهدة الأفلام وبث الموسيقى، حاولت «مايكروسوفت» أن تجعل تركيزها الأساسي على المزايا الخاصة بالأعمال والتجارة بصفة خاصة.

واختارت الشركة قائدي السيارات من نوع «فولفو» ليكونوا أول من يستمتع باستخدام منصة «مايكروسوفت 365» منذ الصباح الباكر أثناء توجههم إلى أعمالهم.

أما كتابة الرسائل الإلكترونية وإعداد الجداول وإجراء المكالمات الهاتفية عبر برنامج التراسل (سكايب)، فهي جزء أساسي سيدخل ضمن اهتمامات «مايكروسوفت» مستقبلاً.

والمثير أن المستخدم لن يكون مضطراً لتشغيل كل هذه الخدمات بطريقة يدوية، بل سيتم الاعتماد على تقنيات التحكم الصوتي الذكية في السيارة.

ومن المنتظر، أن تصبح بعض البرامج الشهيرة، كبرامج: PowerPoint وExcel أو Word، جزءاً من السيارة كالراديو ومشغل الأسطوانات وغيرها.

ولمزيد من تحسين عملية الربط بين السيارة والهاتف الذكي، أعلنت شركة «مايكروسوفت» أنها إضافة إلى تعاونها مع شركة «فولفو»، فإنها تسعى إلى تعاون وشيك مع متخصصي تصنيع إكسسوارات السيارات.

المصدر: الإمارات اليوم