نزوح جماعي من حلب على وقع البراميل المتفجرة

منوعات

شهدت مدينة حلب السورية نزوحا جماعيا جراء إصرار النظام على استهدافها بالبراميل المتفجرة التي توقع عشرات القتلى والجرحى يوميا. وبينما فرت غالبية العوائل إلى ريف حلب وإلى مناطق قرب الحدود التركية، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم بلاده منذ اندلاع النزاع بلغ عتبة المليون.

وجاء ذلك بينما أعلنت مواقع إلكترونية جهادية مقتل قيادي بارز في «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، يدعى أبو طلحة الألماني، وهو مغني راب سابق، في تفجير انتحاري مزدوج نفذه مقاتلون من جبهة «النصرة» في قرية غريبة بريف دير الزور الشمالي.

وشنت الطائرات المروحية النظامية هجوما بالبراميل المتفجرة على حي «مساكن هنانو» وحيي «السويقة» و«أقيول» في المدينة القديمة، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص. كما أفادت شبكة «شام» بأن عددا من المدنيين أصيبوا بعد إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على أحياء الجلوم والمدينة الصناعية والمعادي، وأضافت الشبكة أن «حريقا اندلع في أحد معامل مدينة الشيخ نجار الصناعية التي قصفت بثلاثة براميل متفجرة».

وشهدت أحياء شرق مدينة حلب، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، موجة نزوح كبيرة نحو الريف الشمالي للمحافظة والحدود السورية – التركية، بعد الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي النظامي خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي سقط خلالها 170 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، وخلفت دمارا واسعا في الشوارع والأبنية، بحسب مصادر المعارضة.

وفي سياق متصل، أعلن إردوغان أمس أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم بلغ عتبة المليون، مؤكدا أن تركيا لن تغلق أبوابها بوجههم. وقال في كلمته الأسبوعية في البرلمان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إن «عدد أشقائنا السوريين الذين وصلوا إلى تركيا بلغ قرابة المليون».

وأكد رئيس الحكومة أن بلاده التي تملك خط حدود طويلا مع سوريا تنوي الحفاظ على سياسة الباب المفتوح حيال المدنيين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. وقال: «هل يفترض بنا أن نطلب من أشقائنا ألا يأتوا إلى تركيا ويتعرضوا للقتل في سوريا؟». وأفاد إردوغان بأن بلاده خصصت أكثر من ملياري دولار لإيواء اللاجئين السوريين الذين يطرحون أحيانا مشكلات ثقافية أو أمنية في المناطق التي استقروا فيها في تركيا.

وفي غضون ذلك، تناقلت مواقع جهادية إلكترونية بيان نعي أصدرته «الدولة الإسلامية» بعد مقتل القيادي أبو طلحة الألماني جاء فيه: «نزفّ للأمة الإسلامية نبأ استشهاد الأخ المجاهد أبو طلحة الألماني، تقبّله الله». وأوضح البيان أن «استشهاد أبو طلحة كان نتيجة التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذه أحد جنود الخائن (رئيس جبهة النصرة أبو محمد) الجولاني على بيت كان فيه عدد من الإخوة من الدولة الإسلامية»، في قريبة غريبة بريف دير الزور الشمالي.

وتدور منذ مطلع يناير (كانون الثاني) مواجهات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية، بينها «جبهة النصرة»، إذ تتهم المعارضة السورية تنظيم «داعش»، بارتكابات «مسيئة» تشمل أعمال الخطف والقتل وتطبيق معايير صارمة للدين الإسلامي.

ويعد أبو طلحة، وهو مغني راب ألماني سابق اسمه الحقيقي دنيس مامادو غاسبيرت، من أهم قيادات «داعش» حيث شغل منصبا في التنظيم المتشدد برتبة «أمير»، وعمل متنقلا بين دير الزور والرقة. وظهر الألماني في الكثير من أشرطة الفيديو والصور التي تتحدث عن الجهاد في سوريا، وأصيب في سبتمبر (أيلول) 2013 خلال غارة جوية نظامية.

وكان الألماني أثار قلق الغرب عندما أطلق فيديو دعا فيه الغربيين للانضمام إلى الجهاد بأغنية راب، صورها

في سوريا، مرتديا زيا عسكريا يحض الآخرين على الجهاد و«الاجتهاد لدخول الفردوس».

وحسب تقارير ألمانية فإن الألماني (37 عاما) ولد لأم ألمانية وأب من غانا، استهوته السياسة في سن المراهقة إبان حرب الخليج الأولى بمشاركته في مظاهرات مناهضة لأميركا في برلين، قبل أن يصبح نجما في غناء الراب ويحمل لقب «ديسو دوغ»، واعتنق الإسلام بعد نجاته من حادث سيارة، واعتزل على إثره الغناء وأطلق على نفسه اسم «أبو طلحة الألماني»، وتحول بأغانيه إلى المدائح والأناشيد. ويعتبر واحدا من آلاف المقاتلين الأجانب من تدفقوا على سوريا للقتال هناك خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي سياق ذي صلة، لم يعرقل مقتل أبو طلحة الألماني عملية تبادل أسرى جرت بين «داعش» و«النصرة» في مدينة دير الزور (شرق سوريا). وشملت العملية، بحسب ناشطين، تبادل ثمانية عناصر من «جبهة النصرة» مقابل سبعة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينهم قيادي. وأشارت مصادر إلى أن «القيادي الذي سلمته جبهة النصرة للتنظيم يشغل منصب أمير مدينة الميادين في ريف دير الزور، ويعرف بلقب (أبو الأثير). وكانت الجبهة أسرته أثناء اشتباكات دارت بينها وبين التنظيم منذ نحو شهرين».

المصدر: الشرق الأوسط