«نشاطي» تثير جدلاً حول اختـــــراق خصوصية مستخدمي الإنترنــــت

منوعات

أثار إعلان «غوغل» أخيراً عن الأداة الجديدة «نشاطي» لغطاً حول قضية الخصوصية، فهناك من يرى أن الخدمة الجديدة ما هي إلا دليل من «غوغل» نفسها حول مدى الاختراق والمراقبة الكثيفة لكل الأنشطة التي يقوم بها مليارات من البشر على مدار الساعة عبر الإنترنت، تنتهي ببيانات تجعل منهم مادة للاستغلال بصور مختلفة، تتضمن امكانية الاستغلال التجاري وتحويلهم إلى سلع. وهناك من يرى ومن بينهم «غوغل» بالطبع، أن الخدمة الجديدة تعد تطوراً غير مسبوق في حماية الخصوصية، كونها تمنح المستخدم الحق في السماح لـ«غوغل» أو منعها من تتبع وتسجيل وتخزين البيانات الناجمة عن أنشطته المختلفة على الإنترنت.

وبحسب البيان التوضيحي الصادر عن «غوغل» حول هذه الأداة فإن «نشاطي» هي صفحة أضيفت إلى المكونات التي يضمها ملف «حسابي»، الذي يعرض كل التفاصيل الخاصة بمن يستخدم خدمات «غوغل» المتنوعة. ووظيفة صفحة «نشاطي» هي عرض التفاصيل الكاملة لأي نشاط قام به المستخدم على الإنترنت من خلال منتجات «غوغل»، كبريد «جي ميل» ومحرك البحث وخدمة الخرائط و«يوتيوب» والخدمات المالية و«غوغل الآن»، والبحث عن الفيديو والبحث عن الصور، والتطبيقات التي استخدموها أثناء وجودهم على الإنترنت، سواء استخدموا في ذلك حاسبات مكتبية في المنازل والمكاتب، أو حاسبات محمولة أو يدوية أو لوحية أو هواتف ذكية، أو غيرها في أي وقت وفي أي مكان.

تفاصيل كاملة

وتتضمن البيانات التي تعرض في صفحة «نشاطي» تاريخ البحث لكل شيء قمت به على الويب، بما في ذلك برامج «نيتفليكس» التي شاهدتها والمواقع التي زرتها، والأشياء والأماكن التي بحثت عنها، بالإضافة إلى كل نشاط قمت به، كأسماء البرامج والمواقع، وغيرها.

ويستطيع المستخدمون التنقيب في بعض العناصر المعروضة بصفحة «نشاطي» للكشف عن تفاصيل أكثر، مثل محددات البحث ووقت زيارة الموقع والبحث الذي نفذ، والتاريخ قابل للبحث فيه، إذ يمكنك تصفيته بالتاريخ والمنتج. كما أن «غوغل» سيقدم نظرة عامة سريعة لكل يوم، تعرض لك كم عدد العناصر وأياً من الخدمات والمنتجات التي تم استخدامها، فضلاً عن توسيع نطاق خدمة إعلانات «غوغل» لتشمل الإعلانات التي يمكن مشاهدتها على متصفح «كروم»، ومن أطراف أخرى تتفق معها «غوغل» على عرض إعلاناتها من خلال خدماتها المختلفة.

تجميع البيانات

وبمراجعة آخر تحديث للمحتوى الرسمي لصفحة الخصوصية في موقع «غوغل»، وجد أنها تعلن صراحة أنها تجمع ثلاثة أنماط من البيانات حول الأنشطة التي يقوم بها المستخدم: الأول بيانات خاصة بالأشياء التي تبحث عنها، وهي مواقع الويب التي تزورها ومقاطع الفيديو التي تشاهدها، والإعلانات التي تنقر عليها، وموقعك، ومعلومات الجهاز الذي تستخدمه، وعنوان IP، وبيانات ملفات تعريف الارتباط.

والثاني بيانات خاصة بالأشياء التي تنشئها، منها الرسائل الإلكترونية التي ترسلها وتتلقاها على «جي ميل»، وجهات الاتصال التي تضيفها، وأحداث التقويم، والصور ومقاطع الفيديو التي تحمِّلها، والمستندات وجداول البيانات والعروض التقديمية على «درايف». بينما يتضمن النوع الثالث بيانات خاصة بالأشياء التي تحدد هويتك، كالاسم وعنوان البريد الإلكتروني وكلمة المرور وتاريخ الميلاد والجنس ورقم الهاتف والبلد.

وتستخدم هذه الأنماط الثلاثة بشكل مترابط مع البيانات التي ستقوم أداة «نشاطي» بإنتاجها واستخلاصها مما تقوم به من أنشطة على مدار الساعة، وهو ما يعني أن التفاصيل الكاملة لحياتك الرقمية مربوطة باسمك وعنوانك وبلدك وموقعك، مرئية بالكامل لـ«غوغل» طوال الوقت، وما تفعله الأداة الجديدة أنها قامت بتجميع كل ذلك ووضعته في صفحة واحدة بين يديك.

تبييض الوجه

ويبدو أن «غوغل» كانت حريصة للغاية على «تبييض» وجهها وتحصين نفسها مسبقاً ضد أي اتهام أو نقد باختراقها خصوصية المستخدمين واستغلال بياناتهم بأي صورة، إذ أشارت بشكل واضح للغاية إلى أن صفحة «نشاطي» جرى تزويدها بلوحة تحكم سهلة وبسيطة، تتيح للمستخدم أن يقرر بنفسه ما الذي يريد أن تقوم «غوغل» بتتبعه وتخزينه، وما الذي يريد أن يمنعها من تتبعه وتخزينه من بيانات. وبصورة أوضح، يستطيع المستخدم إيقاف تتبع نشاط البحث، أو زيارة المواقع، أو تحديد الموقع، أو النشاط على خرائط «غوغل»، أو إيقاف بث الإعلانات، أو التحكم في الإعلانات التي يريد أو لا يريد مشاهدتها.

وقال محلل المعلومات بموقع mashable.com للتقنية، ستان شرودر، إن هذا الأمر يعد مفيداً وداعماً لصيانة الخصوصية، ويتوافق مع ما يسعى إليه المدافعون عن الحق في الخصوصية. من جانبها، قالت «غوغل» إن هذا الأمر لم يكن متاحاً للمستخدمين بهذه الصورة الشاملة والسهلة من قبل.

الحياة الرقمية

لكن «غوغل» تبدو كأنها تحاول الموازنة بين «الجانب الآخر من الرواية»، الخاص بأنها ترى وتعلم كل شيء عن الحياة الرقمية للمستخدمين، سواء أعطتهم الحق في منعها من ذلك أم لا، ففي كل الأحوال يظل المفتاح الأخير بيد «غوغل». وتبقى الإشارة إلى أن «غوغل» قالت إنها ستعلن عن تنبيهات جديدة بخصوص هذه الخدمة خلال الأسابيع المقبلة، لكن المستخدمين يمكنهم الآن الذهاب رأساً إلى صفحة «نشاطي» وتعديل الإعدادات والتحكم فيها.

المصدر: الإمارات اليوم