عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

نيو – لوك!

آراء

حين اتصل بي الزميل المسؤول في «الإمارات اليوم» قبل يومين، توقعت ما أتوقعه عند كل اتصال يأتيني منه، ستمر لحظات من الصمت، ثم تتلوها عبارة: صراحة تراك مسولنا مشكلات، لقد أصبحنا (نتهشتق) أكثر من العريفي، هناك شاغر جيد في المطبخ، وأنا لا أقصد المطبخ الصحافي بالطبع، الجميع يعلم بأنك تعد (كركاً) لا مثيل له، مكانك هناك! لن نستغني عنك! حاول تخفيف السكر!

إلا أنه يبدو أن موعد هذا الاتصال لم يحن بعد، وكان الاتصال يطلب منا الاستعداد لعمل صور جديدة من أجل الـ(نيو – لوك)، ما الذي يمكنني فعله من أجل صورة جديدة.. الزي؟! الأمر غير مطروح  فالحمدلله الذي ميزنا بأن لنا زياً واحداً للمناسبات والأعراس والعزاء والتخرج وحفلات الطهور والزار والمقهى، وهي نعمة لا يشعر بها الكثيرون، خصوصاً بعد تلك الدراسة التي أظهرت أن متوسط كلفة شراء ثوب لحضور عرس لدى بعض الأجناس الأخرى التي تشاطرنا العيش على هذا الكوكب يبلغ نحو 12 ألف درهم، تخيل يعني لو تحضرلك أربعة أعراس في الشهر بتقدم على سلفية! قولوا الحمدلله!

فكرت في أن أرتدي كاباً إرضاء لمن يرى أن العقال مخصص لصنف معين من الـ«دي إن إيه»، ولكني خشيت من أن أسرق لقب (بوكاب) من صاحبه، فكرت في عمل الـ(قفل)، ولكني تمعنت في كثرة الأقفال الموجودة في حياتي وهي فعلاً تكفي، هل تعلم أن بعض النصابين في الدول الفقيرة يضعون شباكاً لدى الأضرحة ويقوم صاحب المشكلة بشراء (قفل) ووضعه على الشبك والتبرع بمبلغ ما! وفي اليوم التالي يأتي ليجد القفل هل فتح أم لا كدليل على حل مشكلته، وبالطبع لا تتخيل حجم المرح الذي يحصل عليه من يقوم (بجمع) التبرعات فجراً، وهو يحمل مجموعة مفاتيح، اشتُريت بأموال المغفلين الساقطين في شراك (الشرك الأصغر)!

فكرت في أن أعتذر، فماذا ستقدم صورتي الجديدة غير تجاعيد إضافية، وشيب خطته الحياة لا أعلم إن كان برنامج الفوتوشوب سينجح في إخفائه، أتذكر قول بعض أبناء (نظرية المؤامرة) بأن الوصول إلى القمر كان فوتوشوب فأتفاءل بأنه يستطيع! هل أتحجج بمعتقد بعض القبائل الإفريقية بأن الكاميرا تسلب الشخص شيئاً من روحه عند انتقال صورته إلى الورق؟! لا أبدو وثنياً جداً، إذاً هل أتحجج بأن التصوير حرام وأسبل عيني في تقوى لإحراجهم؟! سامح الله ابن الهيثم الذي احتفلت «غوغل» بميلاده قبل أيام فلولا بحوثه قبل 1000 عام حول الضوء وانتقاله وانكساره، والتي كانت نواة اختراع الكاميرا، لاكتفت الصحيفة بوضع وصف بجوار أسمائنا على غرار (المكتنز، غليظ الشفتين، دقيق العنق).

شكراً لمدرسة «الإمارات اليوم» الصحافية.. وشكراً لأسرتها التحريرية الرائعة.. وشكراً لصبرها علينا.. بشكلنا القديم.. وبـ«النيو – لوك»!

المصدر: الإمارات اليوم