عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

هاتريك

آراء

في حمّى كأس العالم الجارية رأيت أن أواكب هذا الحدث باستعراض جذور ثلاثة مصطلحات ومواضيع رياضية تتكرر على مسامعنا كثيرا.

الحصان الأسود، مصطلح يطلق على الفريق أو المنتخب أو الشخص، الذي يحقق نتائج إيجابية غير متوقعة في البطولات أو المنافسات التي يشترك فيها. هذا المصطلح ليس له أصل عربي، بل هو مترجم عن “Dark horse”، وأصل المصطلح إنجليزي، إذ ظهر في أوائل القرن التاسع عشر، وخلال سباقات الأحصنة.

الحصان الأسود، استخدم لأول مرة في التاريخ 1831، حيث ذكره المؤلف بنيامين دزرائيلي في رواية بعنوان “الدوق الشاب”، وفي تلك الرواية فاز بالسباق حصان غير معروف، فأطلق عليه لقب الحصان الأسود رغم أن لونه أبيض.

منذ ذلك اليوم أصبح المصطلح يطلق على أي شخص يصل إلى منصب أو موقع بشكل مفاجئ. فاستخدم المصطلح سياسيا كثيرا، ومن ذلك عندما تم انتخاب جيمي كارتر رئيسا لأمريكا 1976، فقبل انتخابه بعام لم يكن أحد خارج جورجيا، مسقط رأسه، يعرف اسمه. لكنه بعد ذلك أصبح رئيسا لإحدى أهم وأكبر دول العالم. لذلك أطلق عليه لقب الحصان الأسود. ويستخدم المصطلح رياضيا بغزارة ويرتبط بالفرق المغمورة، التي تحقق نتائج غير متوقعة. فلا يكاد تمر أي مناسبة رياضية دون الإشارة إلى حصان أسود فيها، فالدوريات والمنافسات والبطولات في أرجاء العالم تهدينا كل مرة حصانا أسود جديدا.

ولا علاقة لترجمة العربية لكلمة “أسود” بلون الحصان، حيث إن المصطلح الإنجليزي يرتبط أكثر بالشيء المبهم، فهم يستخدمون “Dark” وليس “Black”.

أما هاتريك (Hat-Trick) فهو مصطلح رياضي مأخوذ من اللغة الإنجليزية، ويرمز إلى الرقم ثلاثة، ويستخدم في كرة القدم عندما يحرز اللاعب ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، وكذلك يستعمل في ألعاب أخرى كالرجبي والمصارعة الحرة والشطرنج. ويعود استخدام هذا المصطلح إلى 1878، حينما قام لاعب كريكيت يدعى ستيفنسون برفع قبعته عندما سجل ثلاث نقاط متتالية في مباراة دولية، قاد بها بلاده للفوز على فرنسا؛ ليصبح الأمر بعد ذلك عادة لدى لاعبي الإنجليز. فصارت (خدعة القبعة) وهي ترجمة حرفية للمفردة، تستخدم بوفرة في الشرق والغرب، عندما يحرز أحدهم ثلاثة أهداف، تيمنا بحركة ستيفنسون بقبعته.

وعند الحديث عن الرياضة يبرز دائما موضوع البطاقات الملونة، سواء الحمراء أو الصفراء، التي أصبحت مصطلحا لا يستخدم في الرياضة فحسب، بل في كل مناحي الحياة، فعندما تكتب صحيفة أن رئيس وزراء وجّه بطاقة حمراء إلى وزير ما، فمعناها أنه طرده أو استبعده. ويرجع استخدام البطاقات الملونة إلى عام 1966، حينما واجه الحكام الأجانب مشكلة في إنذار اللاعبين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ذلك العام، كون لا تجمعهم لغة مشتركة، إذ ينتمون إلى دول عدة.

فلم يجد البريطاني كن أستون، رئيس لجنة الحكام في تلك النهائيات خيارا سوى استحداث بطاقات يشهرها الحكام في وجوه اللاعبين المخطئين مستلهمة من إشارة المرور فالصفراء تعني الحذر، والحمراء تعني التوقف عن اللعب والطرد، وأصبحت البطاقات لغة عالمية يفهمها الجميع دون أن ينبسوا ببنت شفة.

المصدر: الاقتصادية