واقعة شاطئ الفجيرة

آراء

إعلان القيادة العامة لشرطة الفجيرة ضبط وتحديد هوية الفتيات الثلاث اللاتي كنّ يقتدن كلباً على شاطئ البحر وهاجم أمّاً وطفليها وتسبب في إحداث جروح لهما السبت الماضي، أعاد للواجهة قضية موجودة ومعاناة مستمرة في مختلف مدن الدولة، وجدلاً يتجدد منذ أن أطلت علينا هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.

استعدت حوادث مؤلمة مرت علينا في العاصمة قبل شهور عدة، من بينها واقعة كلب قفز من صاحبته، ليهاجم طفلاً كان يداعبه بينما ينتظر وصول المصعد ليهبط مع والدته، ما ألحق بفكه ووجهه إصابات خطيرة نقل بعدها إلى إيطاليا لإجراء جراحات تجميلية في مستشفى متخصص. وذات مرة أيضاً، وفي إحدى ضواحي المدينة، تفلتت كلاب شرسة من عاملات آسيويات خرجن بها وانطلقوا يهاجمون صغاراً يلعبون في الجوار، نقل بعضهم للمستشفى لتلقي العلاج، وليبقى ألم الرعب الذي عاشوه في ذاكرتهم ونفسياتهم وشخصياتهم.

الواقعة تطرح أمامنا مجدداً مسألة إصرار البعض على اقتناء الحيوانات وبعضها شرسة يحظر تربيتها داخل الشقق والبيوت، ورغم وجود قانون ينظم الاقتناء وتربية الحيوانات إلا أن التجاوزات مستمرة، وبلغت عند ذلك البعض حد المباهاة واستعراض قدرتهم في تحدي الأنظمة والقوانين وإزعاج الآخرين.

القانون الاتحادي الذي يعود للعام 2017 حظر «على أي شخص حيازة كلب دون الحصول على ترخيص، وشدد على إنشاء سجل للكلب لدى السلطات المختصة لقيده، يتضمن اسم ورقم هوية وعنوان وعمر وجنسية ومحل إقامة مالكه، ومنشأ الكلب ونوعه ولونه وعلاماته المميزة، بالإضافة إلى رقم الشريحة الإلكترونية وسجل التطعيمات إن وجد».

كما حظر القانون «على أي شخص طبيعي أو اعتباري حيازة أو تداول أو إكثار أي من الكلاب المصنفة خطرة، وألزم بتقيد الكلاب عند التنزه أو عند اصطحابها خارج حدود أماكن إيوائها بقلادة مناسبة للسيطرة عليها». وقد غلظ القانون العقوبات بشأن المخالفين، خاصة بالنسبة للأنواع الخطرة جداً، لتصل إلى السجن سبع سنوات وأحياناً المؤبد لمن «يستخدم حيواناً خطراً للاعتداء على شخص آخر»، و«الحبس وغرامة 700 ألف درهم لاستخدام حيوان خطر في إثارة الرعب».

كثيرون اضطروا للتعايش مع الأصوات المزعجة لهذه الكائنات المقيمة عند أصحابها في الشقق والأبراج السكنية وحتى الفلل المجاورة لهم، لأن الشكوى أصبحت غير مجدية، وكذلك أمام ما يجري لدى اصطحابها للحدائق والشواطئ العامة والمراكز التجارية. الأمر باختصار بحاجة لوقفة حازمة مع المستهترين بحياة وسلامة وراحة الآخرين.

المصدر: الاتحاد