وفد الشرعية يعود إلى المشاورات بضمانات دولية

أخبار

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على قيام اليمن الاتحادي الجديد، القائم على أساس مخرجات الحوار الوطني، و«أننا سنعبر هذا الطريق إلى نهايته، إلى مستقبل أكثر قوة وأمناً ورخاء بتعاون أشقائنا وجيراننا وحلفائنا، وسيعود اليمن مجيداً كما كان أبداً، وخالداً كما كان أبداً، وعظيماً كما كان أبداً»، وتعهد بمواصلة مشروع انقلاب الحوثي وصالح والجماعات الإرهابية، التي تفشت في البلاد بسبب الانقلاب.

وتقدم هادي في خطاب وجهه، مساء أمس، لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى ال 26 للعيد الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو/أيار، بالشكر والتقدير والعرفان إلى دول التحالف العربي كافة، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ودولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، «على ما قدموه ويقدمونه للشعب اليمني، الذي لن ينسى لهم هذا الصنيع أبداً». كما شكر دولة الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على احتضان مشاورات الكويت والجهود المخلصة والصادقة لإنجاحها، وثمن عالياً جهود الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام بان كي مون ومبعوثه الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد «الذي يبذل جهوداً متميزة وصادقة من أجل السلام وإلى المجتمع الدولي كافة». 

وقال هادي «إن الوحدة اليمنية المباركة قد تعرضت للغدر من أولئك الذين حاولوا استثمارها لتثبيت مجد مزيف وعظمة لم تكن لائقة بهم ولا تصلح لتكون في قاموسهم المملوء بالمكر والخديعة والزيف، فعملوا على تحويل الجمهورية اليمنية العظيمة الممتدة على مساحة شاسعة إلى ضيعة لهم ولعائلتهم يأكلون خيراتها ويرمون بالفتات لسائر أبناء الشعب اليمني العظيم». وأضاف «لقد ذهبنا للمشاورات في الكويت، وهدفنا إنهاء الانقلاب وإحلال السلام وإيقاف نزيف الدم اليمني الغالي ووقف الدمار والآلام والمآسي، ذهبنا نحمل همكم جميعاً رجالاً ونساء شباباً وأطفالاً من صعدة إلى المهرة ومن الحديدة إلى المكلا، وقدمنا التنازلات من أجلكم، وصبرنا وتحملنا أمام اللامبالاة التي يمارسها الانقلابيون، وقدمنا المرونة الكاملة باعتبارنا مسؤولين نشعر بمسؤوليتنا عنكم، وكل يوم تثبت تلك الميليشيات ألا همّ لهم إلا السلطة».

وأكد الرئيس اليمني «أن اليمن لن يكون مكاناً للمناورة ولن نقبل أن يكون ممراً خلفياً يعبر منه المتسللون لإقلاق الأمن الإقليمي عبر وكلاء هنا أو هناك يفتقدون البصر، ويقامرون في زمن لم تعد المقامرة فيه إلا صورة جلية للخيانة والغدر». 

واعتبر هادي «أن الانقلاب على الشرعية ومصادرة الدولة بالقوة والقهر والإكراه وتعطيل المسار السياسي الانتقالي وإنهاء الحالة السياسية التي اقترحتها المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية، ومحاولتهم لفرض نظام حكم شمولي متخلف يعتمد القوة والبطش شعاراً وحيداً له، ويحتكم إلى خلفيات ثقافية وفكرية بعيدة عن المدنية والديموقراطية وحقوق الإنسان، يجعل من اليمن الاتحادي خياراً لا بديل عنه إلا الفوضى في مواجهة عصابة انقلابية غير عابئة بحال المواطنين، وما آلت إليه البلاد ولا تريد إلا نقل مشروعها الخميني المتناقض دينياً وثقافياً وسياسياً مع مشروع شعبنا الاتحادي الجديد». وقال هادي إن «انقلاب الحوثي وصالح من ظروف قاسية يعيشها الشعب اليمني، ومن قتل وتدمير وحصار خانق للمدن وعلى رأسها تعز الأبية حاملة المشروع الوطني عبر التاريخ، ومن انهيار للاقتصاد الوطني وتدهور للعملة الوطنية جرّاء العبث بالاحتياطي النقدي، واستهلاك أكثر من أربعة مليارات دولار من قبل تلك الميليشيات في حربها عليكم، وكذلك من سياسات الإفقار للشعب وسياسات السوق السوداء وإنهاك المجتمع بالحروب والحصار التي دمرت الإنتاج وأوقفت عجلة التنمية وعطلت القطاع الخاص وأغلقت الأبواب أمام الاستثمار وتركت الشعب اليمني كله تحت خط الفقر، الشعب الذي خلد أعظم حضارات التاريخ، وأسهم بفاعلية واقتدار في الدفع بدفة الحضارة إلى الأمام، تحول إلى شعب تحت طاحونة الفقر والجوع».

وأضاف «لقد أسهم الانقلاب في تفشي ظاهرة الإرهاب والعنف ووسع دائرة الفوضى، وتحولت أجزاء من البلاد إلى مسرح للإرهاب مما دفعنا وبالتنسيق مع إخوتنا في التحالف العربي إلى تنظيم حملة لاجتثاث الإرهاب كللت بفضل الله بالنجاح، وسنستمر في مكافحة الإرهاب ومحاصرته أينما وجد».

وبشأن مشاورات الكويت قال: «لقد قدمنا التنازلات من أجلكم، صبرنا وتحملنا أمام اللامبالاة التي يمارسها الانقلابيون، قدمنا المرونة الكاملة باعتبارنا مسؤولين نشعر بمسؤوليتنا عنكم، والعالم كله يشهد لنا بذلك، البعيد قبل القريب، والعدو قبل الصديق، وكل يوم تثبت تلك الميليشيات ألا همّ لهم إلا السلطة ليحكموا هذا الشعب العظيم المقاوم الأبي، ولا يريدون إلا بناء تجربتهم الإيرانية الجديدة عبر شرعنة ابتلاع الدولة ونهبهم لمؤسساتها وجهازها المدني والعسكري، يريدون أن يقزموا هذا البلد الشامخ بشموخ أهله والعزيز بعزتهم ليتحكم فيه مخلوع مراهق مطارد في الكهف وبرفقته مدرسيه من الإيرانيين يلقنوه تجربتهم الإيرانية». وأردف: «وللأسف لا يزالون يصرون على الاستمرار في رفض مسار السلام العادل والدائم.. وإنني أدعو صادقاً تلك الميليشيات أن تنصاع ولو لمرة واحدة في حياتها لرغبة الشعب اليمني وتطلعاته، وأن تغادر مربع الغطرسة والغرور والمقامرة بدماء الشعب، وأن تسمع لصوت العقل لإنهاء تلك المأساة التي خلفتها.. يكفي الشعب اليمني هذا الدمار والانهيار».

المصدر: الخليج