بدرية الشمري
بدرية الشمري
كاتبة سعودية

ويقولون “الراتب لا يكفي الحاجة”!

آراء

قبل إجازة الصيف بأشهر يرتب الشخص لإجازته ووجهته يقوم بحجز الطيران وترتيب الإقامة والتنقلات وفي اليوم المحدد ينطلق بحفظ الله لقضاء وقت يغيب فيه عن الجميع إلا عن نفسه لأنه بعد أشهر من التعب والأشغال اليومية يستحق فعلاً مكافأة لترويح عن نفسه ولراحة .

مفهوم السفر جميل ومعناه أعمق ويتجاوز كل مظاهر العبث الحاصلة هذة الأيام من أشخاص يفترض بهم وبعائلاتهم أن يكونوا سفراء لبلاد إسلامية يحملون هم دينهم وتحسين صورته في وقت طغى عليه السواد بسبب تصرفات شاذة من متطرفين يسعون لسلطة والحكم بأسم دين هو منهم بريء .

ما تنقله لنا وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصاً خلال هذة الإجازة يؤلم كل شخص يفهم ويعي ما معنى السياحة والإنتقال من بلد لأخرى . هناك ثوابت وهناك عادات ولكن للأسف سفراء السياحة تخلوا عن الثوابت وتمسكوا بالعادات وحدث خلل كبير في ميزان تفاعلهم مع من حولهم ؟!

هل يعقل أن تشاهد مراهقين يدخلون لوبي فندق بدراجاتهم او أن يقوم مجموعة شباب بالطبخ أمام برج إيڤل ؟! وغيره من مظاهر العبث ليصل المواطن الأوربي لفكرة أننا شعب محب للأكل والفوضى.!

هل هو تحدي ومحاولة لتعويض النقص ؟ او أنها الفوضى التي تسبب بها غياب النظام عندنا ؟!

هل تحول السفر لمظهر إجتماعي لتفاخر ونحن كما يقال

( عيال قرية كلن يعرف أخيه ) ونعلم ماذا فعل ليسافر وبدل أن تكون رحلته في ذاكرة أيامه هو و أبنائه تحولت إلى يوميات على السناب تشات وعند عودته لا ينسى أن يذكر ( يوم كنا في …. ) ..!

ليس عيباً او حراماً أن تسافر وتخبر عن وجهتك وتشارك من حولك سعادتك في مكان جميل تحبه ولكن العيب ما نشاهده من مناظر خادشه لكل معاني الرقي معها تحول مجتمعنا من مقولة ( لا يدري أحد ) إلى ( عادي لو يشوفونك ترقص في الهايد بارك).

أصبح البعض شغلهم الشاغل متابعة فطور فلانة في باريس وعشاءها في لندن والمصيبة والكارثة أن بلد جميل مثل النمسا تحول إلى ( روضة خريم والصمان) الكارثة ليست في السفر ولكن في السلوكيات والتصرفات التي شوهت كل معنى من الممكن تجميله. من قاد مسيرة للأطفال حتى ينظفوا منتزهات النمسا كان من المفترض به عقد إجتماع لتهذيب وتعريف الأطفال بأن النظافة شعار وسلوك . كان من المفترض عندما يخرج الى الثمامة أن يحمل أكياس النفايات معه ويجمع هو وعائلته وأصدقائه ما تبقى بعدهم ليغرس في كل من حوله معنى أن تكون مسلم ..! وعندما يغادر شالية او إستراحة أن يتركه كما أستلمه حتى يخبر رجال الأعمال وأصحاب الممتلكات أنه إنسان راقي ويستحق الأفضل منهم ولكنهم كما يرون منك يقدموا لك .

في أيام مضت تفاعل الجميع وكاد الهاشتاق أن يتجاوز خطوط تويتر ويخبر عن ثورة بركان عظيمة عندما كتب من هم الآن في ربوع اوروبا أن الراتب لا يكفي الحاجة!

ها أنتم اليوم تشوهون كل معنى جميل وراتبكم لم يكفي الحاجة فكيف لو كفاها… هل ستصلون إلى القمر .؟!

خاص لـ (الهتلان بوست)