120 قتيلاً وجريحاً في هجوم انتحاري استهدف معسكراً للجيش اليـمني بعدن

أخبار

قتل نحو 50 جندياً يمنياً وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح، عندما فجر انتحاري نفسه بين مجموعة من الجنود لدى تسلمهم رواتبهم الشهرية في معسكر الصولبان بخور مكسر في محافظة عدن، وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنه. في الأثناء، شهدت جبهات القتال في اليمن معارك عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى، فيما يعد بداية حقيقية لمعارك الحسم التي أعدت لها الشرعية والتحالف على مدى الأشهر الماضية، وسط استمرار الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي المساندة للشرعية.

وتفصيلاً قال مصدر أمني، لـ«الإمارات اليوم» إن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً، اندس بين عشرات الجنود من أفراد لواء الحزم الذين كانوا بصدد تسلّم مرتباتهم الشهرية عند مدخل معسكرالصولبان على مشارف عدن، وفجر نفسه مما أدى إلى سقوط قرابة 50 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً معظمهم في حالة حرجة.

وأضاف المصدر أن الجنود كانوا يتجمعون عند بوابة المعسكر بصدد تسلّم مرتباتهم الشهرية المتأخرة عندما فاجأهم الانتحاري بتفجير نفسه. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم في رسالة على الإنترنت.

في الأثناء،تمكنت قوات الجيش الوطني من التقدم إلى محيط القصر الجمهوري، ومعسكر التشريفات في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، في هجوم معاكس على الميليشيات التي حاولت التقدم نحو مواقع الجيش الوطني في تلك المناطق.

وذكرت مصادر في الجيش الوطني أنهم تمكنوا من التقدم في مناطق وأحياء كثيرة بمحيط القصر، وصولاً إلى مدرسة محمد علي عثمان، بعد تطهيرها من القناصة، التي كانت تتمركز فيها والتابعة للميليشيات، مشيرة إلى أن الألغام وانتشار القناصة بشكل مكثف في تلك المناطق، شكلت عائقاً أمام تقدم قوات الجيش باتجاه تلك المواقع.

وكان قائد اللواء 22 ميكا، قائد الجبهة الشرقية للمدينة، العميد الركن صادق سرحان، أكد في تصريح خاص للمركز الإعلامي للقوات المسلحة جاهزية اللواء، لتحرير آخر المواقع التي لاتزال تتمركز فيها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في تبة السلال، واستعدادها لخوض معركة الحسم وطرد الانقلابيين من كامل محافظة تعز، مشيداً بصمود واستبسال رجال الجيش الوطني، الذين خاضوا معارك شرسة خلال الأسابيع الماضية، ضد فلول الميليشيات الانقلابية في الجبهتين الشرقية والشمالية، وحرروا عدداً من المواقع الاستراتيجية، التي كانت تستخدمها الميليشيات في قصف المدنيين.

وقال العميد سرحان إن صمود أبناء تعز أسقط كل رهانات الانقلابيين، عندما ظنوا أن بمقدورهم السيطرة على تعز وتشريد أهلها، مضيفاً أن تعز أثبتت للجميع أنها قوية بجيشها ورجالها ونسائها، رغم القصف الصاروخي والمدفعي الذي تشنه ميليشيات الحوثي والمخلوع على الأحياء السكنية في نواحٍ عدة من المدينة.

وثمن سرحان الدور الكبير لدول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودعمها للشعب اليمني، وقيادته الشرعية، وجيشه الوطني.

ودعا العميد سرحان أتباع الحوثي، من أبناء تعز، إلى العودة إلى جادة الصواب، قائلاً: «هذه آخر فرصة لكم، وبعدها سيكون لتعز كلام آخر معكم، فأنتم عاجزون عن تحقيق أي هدف في تعز، التي ستظل صامدة إلى أن تدحركم».

وعلى ضوء ذلك التقدم للشرعية، أقدمت الميليشيات على قصف مناطق الجعشا والعدنة ورضاجة وضواحي المدنية، بالقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا.

وفي الجبهة الغربية للمدينة، دارت معارك عنيفة وقصف متبادل بين الجانبين في تبتي الأعلى والصياحي في الضباب، فيما استهدفت مدفعية الشرعية مواقع الميليشيات في منطقتي الدبح والروض، وأخرى في الربيعي غرب المدينة. وكانت مقاتلات التحالف استهدفت مواقع الميليشيات بمنطقتي البهول والكسارة، في محيط مصنع البرح غرب المدينة.

وكانت مصادر ميدانية تحدثت عن مصرع 12 من ميليشيات الحوثي، في المعارك والغارات التي دارت في تعز.

وفي جبهات ريف تعز، تجددت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني من جهة، والميليشيات من جهة أخرى في مديرية الوازعية، تركزت في وادي المعقم جنوب المديرية، حيث تبادل الجانبان القصف المدفعي.

وبحسب المصادر، فإن الميليشيات الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مركز الشقيراء بمديرية الوازعية، وأقدمت على زرع الألغام، وقصف مواقع قوات الجيش والمقاومة، في جبل المجر وقرى سكنية في المضاربة.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، شهدت جبهات القتال في مديرية نهم شمال شرق المدينة، معارك عنيفة بين الجانبين، وسط تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة باتجاه مناطق عدة، منها محلي والمداريج ومسورة، بالتزامن مع شن مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات العنيفة، على مواقع الميليشيات في محيط تلك المناطق، تركزت بشكل مكثف على منطقة مسورة، في ميسرة الجيش بمنطقة المجاوحة.

وكانت العاصمة شهدت انتشاراً كبيراً لمسلحي الميليشيات، في جميع شوارعها والمداخل الرئيسة، بالتزامن مع اشتداد المعارك في جبهات نهم، عقب يوم واحد من التحذيرات التي أطلقتها قوات الشرعية لسكان مناطق التماس في ضواحي المدينة، بالمغادرة أو اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لتأمين أنفسهم، باعتبارها مناطق عسكرية مفتوحة.

وشهدت شوارع المدينة انتشاراً كبيراً للنقاط الأمنية، التي نصبتها ميليشيات بشكل مفاجئ، وعززتها بأطقم عسكرية عليها مسلحون من أنصار الميليشيات، يقومون بعمليات تفتيش للمركبات، ومنع الحركة في بعض الشوارع.

وفي المحويت الواقعة غرب العاصمة، كشفت مصادر قبلية أن الميليشيات الحوثية تقوم بحملة تجنيد واسعة للأطفال في مناطق عدة بالمحافظة، والزج بهم في معسكر تدريبي بالمحافظة، قبل إرسالهم إلى جبهات القتال. وكشفت منظمة حقوق الإنسان في المحويت، في تقرير لها، عن 40 حالة تجنيد أطفال قامت بها الميليشيات. وفي حجة شمال غرب اليمن، تواصلت المواجهات في جبهتي ميدي وحرض الحدوديتين مع السعودية، مع الميليشيات الانقلابية، تركزت في منطقة وادي ابن عبدالله، تبادل فيها الجانبان القصف المدفعي بمساندة مقاتلات التحالف والمدفعية السعودية، حسب المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة. وأكد المركز اشتراك قوات اللواء 25 ميكا، ذات التجهيزات والتدريب النوعي، في العمليات العسكرية الأخيرة، مشيراً إلى أن عشرات القتلى والجرحى، من أنصار الميليشيات، سقطوا في المعارك الأخيرة، فيما تم تدمير عربة ومدفع نوع 23، تابعين للميليشيات.

وفي صعدة، أكدت مصادر ميدانية في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أنهم تمكنوا من التقدم نحو مركز مديرية باقم، بعد تأمين منفذ علب الحدودي بالكامل، وتطهيره من الألغام التي زرعتها الميليشيات في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن مركز المديرية بات تحت نيرانهم، وأن المدفعية التابعة لهم في منطقة مندبة، بدأت باستهداف مواقع الميليشيات في مركز المديرية، متوقعة تحرير المديرية خلال اليومين المقبلين، بعد تمكن الفرق الهندسية الخاصة بنزع الألغام من فتح الطرق المودية إلى مركز المديرية.

في الأثناء، واصلت مقاتلات التحالف العربي شن غاراتها المكثفة ضد أهداف ومواقع الميليشيات في صعدة، خصوصاً المناطق الحدودية في كتاف وباقم، مساندة لقوات الشرعية على الأرض للتقدم نحو مناطق جديدة، وشنت 12 غارة على باقم، وأخرى على كتاف ورازح وحيدان وشدا والمدينة. وفي البيضاء، تواصلت المعارك في منطقة سوداء غراب بمديرية الزاهر، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، كما شهدت جبهة مديرية الصومعة معارك بين المقاومة من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، تركزت في منطقة المضاحي، والتي أسفرت عن سقوط قتلى من الميليشيات، واستشهاد اثنين من المقاومة. وفي الضالع، أكد ناطق جبهة مريس، فواز المريسي، لـ«الإمارات اليوم»، أن أحد أفراد الميليشيات لقي مصرعه وأصيب ثلاثة، فيما استشهد أحد أفراد المقاومة، وأصيب اثنان من بيت الدبيلي، في معارك شهدتها قرية الموضع بمديرية دمت شمال مريس. وقال إن المعارك مستمرة بين الجانبين، وسط قيام الميليشيات بحملة اعتقالات لأبناء المنطقة، بينهم القيادي في الحزب الاشتراكي محمد الشمسي. وفي جبهة يعيس، تمكنت المقاومة والجيش الوطني من صد هجوم للميليشيات المتمركزة في ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻑ، ﺟﻨﻮﺏ ﺩﻣﺖ باتجاه منطقة ﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

المصدر: الإمارات اليوم