129 شهيداً و400 جريح في اليوم الـ 23 للعدوان على غزة

أخبار

استمرت آلة الحرب الإسرائيلية في دك مدن وبلدات قطاع غزة مصعدة عدوانها الذي اسمته «الجرف الصامد» لليوم الرابع والعشرين على التوالي مستهدفة المنشآت التعليمية والاستشفائية والمساجد، حاصدة 129 شهيداً، بينهم نحو 37 ضحية قضوا بقصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في مخيم جباليا شمال القطاع في ثاني جريمة تطال منشأة للمنظمة الدولية خلال أسبوع، و3 غارات بربرية على حي الرمال وسوق الشجاعية في مدينة غزة.

وأوقع الاعتداءان نحو 285 جريحاً ضمن 400 مصاب أمس، مما يرفع حصيلة العدوان الذي انطلق في 7 يوليو الحالي إلى 1359 شهيداً وأكثر من 7400 مصاب بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ وصحفيين ومسعفين وعاملين في الصليب والهلال الأحمر.

كما قصفت قوات الاحتلال مبنى مستشفى القدس في حي تل الهوا وعيادة الشهيد خليل الوزير في منطقة الشيخ عجلين بمدينة غزة، التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مما ألحق أضراراً كبيرة بهما.

وأدان المفوض العام لوكالة الأونروا بيير كرينبول بشدة باعتداء جيش الاحتلال على مدرسة «أبو الحسين» للبنات في المخيم الذي يعد الأكبر في غزة، قائلاً في بيان «ادين وبأشد العبارات الممكنة هذا الانتهاك الخطير للقانون الدولي من قبل القوات الإسرائيلية»، مؤكداً أنه تم إخطار جيش تل أبيب 17 مرة بموقع هذه المدرسة التي تأوي آلاف المدنيين الفارين من جحيم القصف لكن هذا لم يكن كافياً لإنقاذهم من قصف مميت.
في حين ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجريمة قصف المدرسة معتبراً الهجوم «غير مبرر ويستوجب المحاسبة وإحقاق العدالة»، متهماً الاحتلال بتجاهل المعلومات المتعلقة بموقع المدرسة.

وبدوره وجه يان الياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات حادة لإسرائيل بعد قصفها مدرسة الأونروا في القطاع، قائلاً «كنا قد نوهنا للجيش الإسرائيلي إلى موقع المدرسة ووجود لاجئين بداخلها»، وأضاف بقوله «الأمم المتحدة شعرت بالصدمة جراء هذا الهجوم.

علينا أن نوقف هذه الأعمال المروعة فقد وصلنا إلى النقطة التي يجب على المرء أن يقول عندها:كفى».

وبدوره، ندد البيت الأبيض بقصف مدرسة الأونروا في جباليا، وجدد دعوته لوقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق أمس، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، سقوط قذائف على مكتبه في غزة صباح أمس الأول، قائلاً إن المجمع أصيب بعدد من القذائف التي ألحقت ضرراً بالمبنى الرئيسي، وبسيارات المنظمة الدولية التي كانت مركونة في الموقع.

بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال مساء أمس، أن 3 من جنوده قتلوا الأربعاء في القطاع بعد انهيار بناية مفخخة عليهم، بعملية نفذها مقاومون فلسطينيون في خانيونس جنوب غزة حيث دارت معارك عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومة مما يرفع إلى 56 قتيلاً من العسكريين الإسرائيليين، بينما تحدثت القناة العاشرة عن مقتل 3 جنود وإصابة نحو 12 آخرين بينهم عدد بجروح خطيرة بعد أن فجر مسلحون منزلًا اقتحمه جنود الاحتلال في خانيونس جنوب القطاع.

وذكرت مصادر إسرائيلية أخرى عن نقل نحو 30 جندياً إسرائيلياً جريحاً من القطاع إلى المستشفيات في إسرائيل أمس.

من ناحيتها، نشرت كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، تفاصيل عملية تفجير منزل مفخخ في منطقة الفراحين شرق خانيونس صباح أمس بقوة إسرائيلية، قائلة في بيان صحفي إن مقاوميها استدرجوا وحدة إسرائيلية خاصة تعدادها نحو 25 جندياً إلى منزل مفخخ بـ(12) عبوة برميلية، ثم تم تفجيره.

وقالت «القسام» إن جميع أفراد القوة الخاصة وقعوا ما بين قتيل وجريح تحت ما تبقى من ركام المنزل، مشيرة إلى أن الاحتلال «جن جنونه» بعد العملية الدامية فشن قصفاً عنيفاً بالمدفعية والطائرات في محيط المبنى المفخخ في محاولة لسحب جنوده.

وأكدت بيانات لطواقم الإسعاف والطوارئ الإسرائيلية ومنظمة «نجمة داود الحمراء» للكنيست أمس، إصابة ما لا يقل عن 606 إسرائيليين جراء سقوط الصواريخ الفلسطينية على المناطق المحتلة منذ بدء العدوان على القطاع.

وأبلغت مصادر طبية في مستشفى برزيلاي بمدينة عسقلان أمس، القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، بتقديم العلاج لحوالي 945 مصاباً خلال الـ23 يوماً الماضية من العدوان على غزة معظمهم جنود، فيما ذكرت مصادر في مستشفى سوروكا عن استقبالها 56 جندياً جريحاً أمس فقط بالاشتباكات على تخوم القطاع.

قالت وزارة الصحة إن الجيش الإسرائيلي قتل أمس، 15 فلسطينياً على الأقل كانوا يحتمون في مدرسة أبو الحسين للبنات التي تديرها الأونروا في مخيم جباليا للاجئين تم تحديدها كمأوى للنازحين بإشراف الأمم المتحدة، مبينة أن 5 قذائف إسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام.

وذكر خليل الحلبي مدير عمليات الأونروا شمال غزة، إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون بالمدرسة في مخيم جباليا لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريباً.

وبعد أن زار ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والأضرار الأخرى، أصدر المفوض العام لأونروا بيير كرينبول بياناً قال فيه «تقديرنا المبدئي هو أن المدفعية الإسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا».

وتناثرت الدماء على الأرض وعلى الحشايا داخل فصول مدرسة جباليا الابتدائية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها.

وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الأرض نحو 20 حماراً نفقت خلال القصف وهي مقيدة في سياج.

وقال كرينبول في بيانه «أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة».

وفيما أكدت مصادر فلسطينية أن عدد الشهداء بلغ 20 ضحية ونحو 125 جريحاً، قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى في المدرسة بلغ 15.

وصرح كرينبول بأنه من السابق لأوانه إعطاء رقم رسمي للقتلى.

وأضاف «لكننا نعرف بوجود أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات بين المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال وحارس أونروا الذي كان يحاول أن يحمي الموقع».

وفي رده المبدئي على المجزرة، ذكر الجيش الإسرائيلي أن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الإسرائيلية التي ردت على القصف.

وقالت المتحدثة باسم الجيش «في وقت سابق من صباح الأربعاء، أطلق متشددون قذائف المورتر على الجنود من منطقة مجاورة للمدرسة التابعة للأونروا بمخيم اللاجئي في جباليا.

ورداً على ذلك قصف الجنود مصدر النيران ولا نزال نحقق في الحادث».

وفي مجزرة مروعة أخرى، أكد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن 17 مواطناً على الأقل، استشهدوا وأصيب 200 جراء هجوم نفذه الطيران الإسرائيلي الحربي الذي أقدم مساء أمس، على قصف سوق الشجاعية ومناطق أخرى في قطاع غزة، موضحاً أن مزيداً من الضحايا ما تزال تصل إلى مستشفى الشفاء.

وقال القدرة «ارتفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية على سوق الشجاعية وحي الرمال شرق مدينة غزة إلى 17 شهيداً بينهم الصحفي رامي ريان الذي يعمل مع وكالة محلية في غزة ».

وأضاف «معظم الشهداء من حي الشجاعية».

وبذلك يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 7 منذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأعلنت مصادر طبية عصر أمس استشهاد المصور الصحفي رامي ريان بمجزرة قرب سوق البسطات الشعبي شرق مدينة غزة.

وسبق ذلك، استشهاد الصحفي عاهد زقوت صباح أمس، والذي يعمل في الصحافة الرياضية لدى عدة وكالات.

كما سبق ذلك استشهاد الصحفية نجلاء محمود الحاج، والمصور الصحفي خالد حمد، والصحفي عبد الرحمن زياد أبو هين، والصحفي عزت ضهير، والصحفي بهاء الدين غريب.

علاء المشهراوي، عبدالرحيم حسين، وكالات (عواصم)