20 حكمة خالدة من فكر محمد بن راشد

أخبار

تزخر الكتب القديمة، والمعاجم أيضا، بتعريفات كثيرة جداً لمفهوم ” الحكمة”، والمعنى الحقيقي للرجل “الحكيم”، ومن أشهر الأقوال في ذلك، هو الذي يقول إن “الحكيم” وإن كان يظهر طافيا على سطح العالم، فإنه لا يهجر أبدا العالم، فهو منخرط فيه وله موقع داخله، إنه فاعل في العالم وحاضر فيه ، فليس العالم بالنسبة إليه مجرد فرجة تعرض أمام عينيه بمعزل عن عمله، بل إن العالم هو مسرح للفعل وموضوع لنشاطه وعمله.

وحسب “لسان العرب” فإن “الحكيم “هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها، وقيل الحكيم ذو الحكمة، و”الحكمة” هي عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، كما يجوز أن يكون “الحكيم” بمعنى الحاكم، مثل قدير بمعنى قادر، وعليم بمعنى عالم. والحكمة كذلك مرادف للعدل، ويقال للرجل إذا كان حكيما: قد أحكمته التجارب، والحكيم المتقن للأمور.

عشرون حكمة

هنا نلقي الضوء بشيء من التوثيق على الحكم الانسانية العامة التي يمكن استنباطها من “ومضات من فكر” أحدث مؤلفات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، ذلك الكتاب القيم المتنوع الذي يعرض فيه سموه بعضا من تجاربه الحياتية، وأفكاره القيادية، وبعضا من الآراء الإنسانية الجميلة التي تتشكل منها شخصية قائد عربي ناجح، ذي تجربة رائدة، تستحق أن تنشر للعالم كي يطلع عليها ويستفيد منها. عشرون حكمة خالدة تصلح لكل مكان وزمان، في نبذ الطاقة السلبية، وعدم الاعتراف بالمستحيل، وفي فن القيادة والادارة، والتشجيع على الابداع والتنمية ، وزرع الطموح الذي لا تحده مسافات..عشرون حكمة شاحذة للهمم، محركة للطاقة الايجابية، وتستحق أن يجعلها الانسان مهما كان لونه أو لغته أو مكان إقامته منهجا يستفيد منها، لأنها نتاج تجربة إنسانية ثرية..

الحكمة الأولى.. «الماء لا يمكن أن تعترضه صخرة» :

حكمة يمكن إطلاقها لبث الطاقة الايجابية، ومحاربة السلبية في شخصيات البعض، وهي تقال أيضا في ضرورة المواجهة، والاقبال على التحديات، واستنبطت من كتاب سموه لإعطاء مثلا حيا على كيفية مواجهته للتحديات خلال حياته العملية، حيث قال ” واجهنا تحديات كثيرة خلال حياتنا العملية، ولم يهزمنا أي منها، هل رأيت الصخرة إذا اعترضت ماء يجري، هل يقف الماء؟ لا يقف بل يذهب يمينا أو يسارا، ليتجاوزها، وهكذا الانسان صاحب الطاقة الايجابية يعرف ويدرك تماما أنه لن يوقفه أي تحد عن الاستمرار وعن بلوغ الهدف.

الحكمة الثانية.. « توحيد القلوب، قبل توحيد الدروب»:

لا يمكن أن يجد النجاح طريقه في بناء دولة أو شركة أو فريق عمل بقلوب غير متحابة، وغير موحدة، ومن يريد أن يبني مشروعا ناجحا بغض النظر عن شكل وطبيعة المشروع، فعليه أولا أن يقرب قلوب فريق العمل مع بعضها بعضا، فالمحبة أساس النجاح، وفي ذلك يقول سموه :” نصيحتي لأي قائد إن كان يقود دولة، أو شركة، أو فريق عمل، أو غيره: لابد من توحيد القلوب قبل توحيد الجهود، ولابد من روح تسري في المكان قبل بدء البنيان”.

الحكمة الثالثة..«إن لم تكن الأول، فالثاني والأخير ..نفس المصير»:

الاصرار على تحقيق المركز الأول في أي عمل، هو أهم محفز للإنسان، ومن يضع لنفسه هدفا استراتيجيا صعبا لاشك أنه سيحققه إن بذل الجهد المناسب، ومن يقنع نفسه بأنه لا يستحق المركز الأول فقد حكم على نفسه بالفشل، يقول سموه :” لا أحد يعرف صاحب المركز الثاني أو العاشر أو غيره، ولا أحد يعرف ثاني شخص صعد إلى قمة جبل إيفرست في جبال الهمالايا، أو ثاني شخص صعد لسطح القمر أو غيرهما من أصحاب المراكز الثانية” معنى ذلك أن لم تكن الأول فلا فرق بين الثاني والأخير.

الحكمة الرابعة..«أكبر مخاطرة ألا تخاطر»:

الخوف والتردد يقتلان الابداع والانطلاق نحو القمة، فمن يريد الوصول لأهدافه عليه أن يجازف ويخاطر كي يحققها، ومن لا يخاطر سيبقى يراوح مكانه، وسيتجاوزه الآخرون، ولذلك ضرب سموه أمثلة كثيرة في كتابه “ومضات من فكر” في كيفية اقدامه ومخاطرته في تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة التي كان معظم الاستشاريين يرون أن في تنفيذها مخاطرة، فقال سموه للمترددين :” إن أكبر مخاطرة ألا تخاطر”.

الحكمة الخامسة.. «المعرفة هي أقصر طريق للفوز» :

لا يتحقق الفوز في أي عمل إلا بالمعرفة، ولابد أن تعرف أكثر من غيرك إذا أردت أن تتجاوزه في المراتب والدرجات، وحتى في المنافسات والمسابقات، المعرفة هي أساس الفوز في الرياضة كما في الحياة بشكل عام، يقول سموه ” النقطة الأولى لمن يريد الفوز هي المعرفة، لابد أن تعرف أكثر من غيرك، حتى في الرياضة، اعرف قدراتك، اعرف قدرات الخيل التي معك، اعرف قدرات منافسيك، وادرسها جيدا”..

الحكمة السادسة..«لن تستطيع تخزين الوقت أو إيقافه» :

وفي ذلك دعوة لاستثمار الوقت، فالوقت هو الحياة، لا نستطيع تخزينه أو إيقافه، لذا لابد من استثماره بالشكل الأمثل، وكل دقيقة من حياتنا تستحق أن نملأها بإنجاز أو سعادة أو عمل لآخرتنا أو غيره، وكما يقول سموه :” إذا أردت تحقيق الانجازات فاحرص على كل دقيقة من حياتك، استمر بالعمل والتفكير والإبداع والاستمتاع في كل دقيقة وسترى ذلك إنجازات على أرض الواقع”.

الحكمة السابعة..« لن تستطيع أن تضع رجلك على الماء نفسه مرتين، في نهر جار»:

حكمة رائعة في كيفية اقتناص الفرص، فالفرصة لا تسنح للإنسان أكثر من مرة أحيانا، والذكي هو ذلك الشخص الذي يحرص على استثمار الفرص، وتحويلها إلى إنجاز جديد كلما لاحت له، لا يتردد، ولا يتكل على غيره.

الحكمة الثامنة.. « من يسرق وقتك، يسرق حياتك» :

لا تنظر للسنة على أنها 365 يوما، بل هي كما يقول سموه:” مجموع الأيام التي استثمرتها في نفسك أو أسرتك أو في مجتمعك أو لآخرتك”، فالعمر ليس أياما نعيشها ونحسبها، بل هو الأيام الحقيقية التي نترك فيها أثرا يدل علينا، فاحرص كل الحرص على تنظيم وقتك، وتحديد أولوياتك، واستمتع بحياتك “فلا تسمح أبدا لأي شخص بأن يسرق وقتك، لأنه يسرق حياتك” .

الحكمة التاسعة..«القائد الأفضل هو الذي يستمع لغيره بشكل أفضل»:

الأفكار تأتي من الجميع، والقائد الذكي هو الذي يستمع للجميع، وينصت لجميع فئات المجتمع، حتى يستطيع الاستفادة من جميع العقول، مهما كان مستواها، ورأي الجماعة أفضل بكثير من رأي الفرد، مهما كانت إمكانات هذا الفرد أو مكانته ومنصبه، وفي ذلك يقول سموه في كتابه الجديد” لقد علمتنا القيادة العسكرية أن القائد لابد وأن يستمع لجنوده، ومن أفضل قيادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومع ذلك كان يستمع إلى أصحابه ويسألهم رأيهم”.

الحكمة العاشرة..« تعود على ألا تتعود» :

مثل جميل ابتدعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفيه معنى جميل ومباشر في نبذ الروتين، فالروتين هو أشرس عدو للإبداع، وهو ألد أعداء التغيير للأفضل، ومن يحاربون التغيير كثر، فهؤلاء ركنوا إلى ما يقومون به من عمل، ولا يجرؤون على تغيير عاداتهم، لذلك فإن مثل هؤلاء لن يعرفوا معنى “الإبداع” يوما، أما من يؤمن بالتغيير ويقاوم الروتين، فهو في الطريق الصحيح، وهو بلا شك ” مبدع” حقيقي.

الحكمة الحادية عشرة.. «مستقبل الأمم يبدأ من مدارسها» :

قيمة جميلة يضيفها سموه على أهمية العلم والتعليم في نهضة الشعوب والدول، فالحضارات تبنى بالتعليم، ومستقبل الأمم يبدأ من مدارسها، وعملية تطوير التعليم هي شيء مستمر، ليس له نقطة نهاية، لأن العالم يتطور، والعلوم تتسع، كما قال سموه في كتابه :” ومضات من فكر”.

الحكمة الثانية عشرة ..« إطلاق المشاريع، أفضل من إطلاق الصواريخ»:

دعوة للتعمير، والتميز والبناء، واستخدام طاقات الشعوب ومقدراتها، في توفير حياة الرفاهية الكريمة لهم، بدلا من التسابق في التسلح ، وزرع بذور التوتر، لأن التنمية تعني الاستقرار، والمشاريع تقوي الاقتصادات المضطربة، والعالم بحاجة للأمل والبناء والتنمية، أكثر من حاجته للصواريخ والحروب والدمار، فسموه يقول في ذلك:” كل شعب لديه طاقة، ولابد أن تصرف هذه الطاقة، فإما أن تصرفها في البناء والعمل، وتمنحهم التفاؤل والأمل، وإما أن تصرفها في المشاحنات والمظاهرات والتوترات والحروب”.

الحكمة الثالثة عشرة ..« الحياة السهلة لا تصنع الرجال» :

ما يصنع الرجال العظماء هو حجم التحديات التي تغلبوا عليها، ولن تستطيع الحكم على قوة الشخص وقدراته، إلا إذا وضعته أمام تحد، فالتحديات تبرز أفضل ما عنده، وأسوأ ما عنده أيضا، وهي كذلك أفضل وسيلة لصقل القدرات، والخبرة الحقيقية ليست في عدد سنوات العمل، بل الخبرة الحقيقية في عدد التحديات التي نتغلب عليها.. “الحياة السهلة لا تصنع الرجال، ولا تبني الأوطان، التحديات هي التي تفعل ذلك، وهي التي تصنع الرجال، وهؤلاء الرجال هم من تبنى بهم الأوطان”.

الحكمة الـرابعة عشرة ..«المستحيل. هو أكبر سجن صنعه الإنسان لنفسه»:

لا يؤمن محمد بن راشد بالمستحيل أبداً، فلقد تحدث عنه في مناسبات عدة، وأعاد في كتابه الحديث عن المستحيل، فقال عنه إنه “كلمة اخترعها من لا يريدون العمل، أو كلمة اخترعها لنا من لا يريدوننا أن نعمل، وهو كلمة يستخدمها بعض الناس لوضع حد لطموحاتهم، وأحلامهم وتطلعاتهم، هو قيد يضعه الانسان في يده أو في رجله يمنعه من الحركة” وهو” أكبر سجن يمكن أن يضع الانسان نفسه فيه، سجن يمنعه من الحركة وممارسة الحياة وبناء الإنجازات الكبيرة”.

الحكمة الخامسة عشرة.. «السقوط يدفعك خطوة للأمام»:

حكمة تدعو للاستفادة من الأخطاء، فلا يخلو عمل بشري من خطأ، ومن يعمل لابد وأن يخطىء، والمهم أن لا يتعمد الإنسان الاهمال أو الخطأ، كما أنه من المهم أن يتعلم ويستفيد الانسان من أخطائه، وفي ذلك يقول محمد بن راشد :” الخطأ يعلم الإنسان، إلا ترى أن الشخص إذا سقط، فانه لا يقوم من مكانه نفسه، بل يقوم من مكان متقدم قليلا، فكذلك المخطئ تزيد معرفته وخبرته بخطئه”..

الحكمة السادسة عشرة .. «قمة السعادة في إسعاد الآخرين»:

هذه هي السعادة الحقيقية عند محمد بن راشد، فهو يرى أن مشاعر السعادة الحقيقية هي عندما نضع ابتسامة رضا على وجه أم، وعندما نغرس الاطمئنان في نفس طفل يتيم، وعندما يشعر الموظف البسيط بالتقدير من كل المجتمع بسبب عمله وخدمته، ويؤكد سموه في كتابه :” أسرع وسيلة لتكون سعيداً هي أن تغرس السعادة في نفوس الآخرين”..

الحكمة السابعة عشرة.. «المستقبل يبدأ اليوم، وليس غداًب:

ليس هناك ما يدفع الإنسان الناجح إلى تأجيل مشاريعه الناجحة للغد، فالمستقبل كما يقول سموه ” يبدأ اليوم وليس غداً، ولو انتظرنا الغد حتى يأتي فسنستمر في تأجيل كل شيء”، المستقبل لا ينتظر المترددين، وكلما أنجزنا أكثر أدركنا أننا يمكن أن نفعل أكثر”..

الحكمة الثامنة عشرة .. «التوقف مضيعة للوقت، وفي الراحة تعب»:

التوقف عن الانطلاق الطموح نحو الأفضل والأعلى هو مضيعة حقيقية للوقت، فلن ينتظرك المنافسون حتى تتأخر في الابداع والتطوير، وسباق التميز لا خط للنهاية له، وهو رحلة مستمرة تستغرق العمر كله ولا تتوقف، وكلما وصل المبدع لمحطة رأى محطات جديدة، سموه يقول :” سنستمر في هذه المسيرة من دون توقف أو راحة، لأن التوقف مضيعة للوقت، والراحة هي في الحقيقة تعب”.

الحكمة التاسعة عشرة .. «إذا أردت أن تحكم من حولك فاحكم نفسك»:

هي القيادة بالنموذج، وفاقد الشيء لا يعطيه، ومن أراد أن يكون فاعلا في المجتمع فعليه أن يبدأ بتطوير مهاراته، ويبني شخصيته بنفسه قبل أن يبحث في التأثير على شخصيات الآخرين، ” الذي يحكم نفسه يستطيع أن يحكم غيره، ويستطيع أن يحكم العالم من حوله، والذي لا يملك نفسه فهو عن غيره أعجز” كما يقول محمد بن راشد.

الحكمة العشرون.. «القمة وسيلة للوصول إلى بقية القمم» :

طريق النجاح لا نهاية له، ومن يعتقد أنه حقق كل شيء، فإنه قضى على نفسه وطموحه، فالنجاح رحلة لا تنتهي، وكلما يصل الإنسان إلى قمة في مجال ما فعليه أن يتطلع إلى القمة التي تليها ليصل إليها، وهذا هو الطموح الذي يحقق النجاح تلو الآخر، ومحمد بن راشد يقول في ذلك:” النجاح رحلة، وكلما وصلت فيها إلى قمة تطلعت فيها للقمة التي تليها”..

الحكمة عند الفلاسفة

للحكمة في عرف الفلاسفة عدة معان. أطلق لفظها اليونانيون على العلم، ثم على العلم مع العمل. لذلك قيل الحكمة والشجاعة والعفة والعدالة، ثم أطلق على العلم والعمل معا، لذلك قيل : الحكمة استعمال النفس الإنسانية باقتباس العلوم النظرية، واكتساب الملكة التامة على الأفعال الفاضلة قدر الطاقة البشرية. وقال ابن سينا :”الحكمة صناعة نظر يستفيد بها الإنسان تحصيل ما عليه الوجود كله في نفسه، وما عليه الواجب مما ينبغي أن يكسبه فعله، لتشرف بذلك نفسه، وتستكمل وتصير عالما معقولا، مضاهيا للعالم الموجود، وتستعد للسعادة القصوى بالآخرة، بحسب الطاقة الإنسانية “.

الحكمة في شخصية محمد بن راشد

أيا كان تعريف الحكمة ومفهوم الرجل الحكيم، فلا يمكن إلا أن يكونا مرادفين لشخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله ، حيث تجلت معاني الحكمة في شخصيته،

وانعكست في أفكاره، واتضحت ملامحها بشكل بارز في كتابه الجديد ” ومضات من فكر” الذي كان مليئا بالحكم الخالدة التي يمكن أن تستفيد منها الأجيال الحالية والمقبلة، وتنطبق عليها شروط شمولية الاستفادة في كل وقت ومكان.

شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، البدوية العربية الأصيلة، واطلاعه وانفتاحه على ثقافات متغيرة، جعلت منه منبعا لكثير من الحكم والأقوال الخالدة التي تشحذ بها الهمم، وتبث الطاقة الايجابية في كل إنسان، وهي استكمال للحكم العربية الخالدة التي توارثتها المجتمعات العربية من قدماء العرب الفطاحل ذوي الخبرات الحياتية الهائلة، وضعها سموه في أفكاره، فأثرى الكتاب بفلسفة حاضرة في تجربته الإنسانية الثرية، تمرست في حياته، وتشبعت عنده بالأمل والتفاؤل، واختلطت فيها مفاهيم النبل والعدل والشجاعة، وجمع سموه بين جنبات شخصيته عزة ومكانة الشرق وأدبياته، وحنكة الغرب وثورته العلمية العالية، فكانت النتيجة شخصية إنسانية فريدة، جمعت باقتدار لقبي حاكم وحكيم وفقا للارتباط بينهما حسب “لسان العرب”.

المصدر: البيان