عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد
رئيس مجلس إدارة صحيفة المصري اليوم بالقاهرة، ورئيس مجلس إدارة ومدير المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة

مريم المنصوري!

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٤

ربما يكون في الأمر منعطف تاريخي، لحظة بارقة موحية ليس بمجرد حدث، وإنما كاشفة لتغيير كبير. خبر قيام رائد طيار مريم المنصوري بقيادة سرب قاذفات «إف - 16» لقصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي، يذكر بلحظات فارقة أخرى في التاريخ العربي الحديث. في يوم ما من أيام ثورة 1919 المصرية خرجت هدى شعراوي لكي تقود مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني لمصر. لم يكن الخروج ساعتها مجرد تعبير عن شعور وطني، ومشاركة في دعوة للاستقلال، أو بلورة لحالة جديدة من النهوض للأمة المصرية، وإنما كان إعلانا عن أن المرأة، نصف المجتمع، هي الأخرى «مواطنة» ينطبق عليها ما ينطبق على كل المواطنين الآخرين من حقوق وواجبات. كان الظهور الذي سجلته الصورة تتويجا لمسيرة طويلة بدأت بما كانت تفعله الدول المتحضرة بتعليم «البنات»، وهو ما بدأ في مصر في ستينات القرن التاسع عشر، فكانت النتيجة ليس فقط وجود مجتمع نسائي متعلم ومتواصل مع الحداثة، وإنما أيضا فاعل في المجتمع من خلال جمعيات أهلية تشارك في ترقية الجماعة المصرية. كان ذلك في مجموعه عصرا جديدا، يخرج بمصر، ومن بعدها المنطقة كلها، من عصر «الحريم» العثماني إلى العصر الحديث بمنجزاته كلها العلمية والتكنولوجية، والأهم الاجتماعية التي يكون فيها لكل إنسان، رجلا كان أو امرأة، قدر ونصيب. إذا كان ذلك ما فعلته «هدى شعراوي» فإن السيدة التي تلتها…