السعودية: مجلس الشورى وخطاب الملك

الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣

أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أدت القسم ثلاثون امرأة كأعضاء كاملات العضوية يدخلن مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ البلاد، ويأتي ذلك ضمن رؤية إصلاحية وتطويرية شاملة يتبناها الملك منذ أمد ويسعى لتحقيقها بوعي وشمولية وتكامل. أصدر الملك الكثير من القرارات لإعادة ترتيب بيت الحكم وتطوير مؤسسات الدولة منذ إصداره لنظام هيئة البيعة والقرارات التي لم تزل تتوالى مؤخرا، والتي هدفها تجديد الدولة وتشبيبها، تلك القرارات التي تكرم السابق لماضيه وتمنح الفرصة للشاب لخدمة بلاده ووطنه، وكذلك عبر مشاريع كبرى أطلقها، وقد جنى المجتمع ثمار بعضها، وبعضها استراتيجي سيشهدون أثره لاحقا، كمشروعه لتطوير القضاء ومشروعه لتطوير التعليم ومشروعه للابتعاث الخارجي، ومشروعه للإسكان، وأهم من هذا أنه قاد بلاده باقتدار إلى اقتصاد ناجح أوصلها إلى ميزانيات تاريخية. ذكرت بما سبق لغير المتابع للشأن السعودي وكذلك لاستحضاره كسياق عند قراءة خطاب الملك في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى في أول دورة تشارك فيها المرأة، وهو تحدث بصراحة معهودة منه وإصلاح كان هو رافع شعاره منذ البدء وتطوير واعٍ ومتدرج لبلاده، مستحضرا مشكلاتها الحقيقية والواقع الذي تعيشه المنطقة وصراعات الأفكار والسياسة. تحدث الملك عن رؤيته السياسية لبلاده بكلام بليغ في إيجازه وشامل في اختصاره، وذلك عندما تحدث عن «تفعيل أعمال المجلس»، وهو ما يعني…

شيء عفن يحدث في سوريا

الأحد ٠٣ فبراير ٢٠١٣

عنوان المقال مأخوذ من عبارة شهيرة لـ«هاملت» أحد أشهر شخصيات «شكسبير»، غير أن الحديث هنا عن واقع هو أغرب من خيالات الروائيين والمسرحيين والأدباء، حيث يقوم نظام في القرن الحادي والعشرين بقتل شعبه بكافة الأسلحة أمام عالم لا يكاد أحد يحرك ساكنا. خلال عامين ظل دخان المأساة في سوريا يتكاثف ويكبر، وتنمو تحته طحالب الضغائن والأحقاد التي تتحول أشجارا، وإحن الطائفية ودماؤها تسيل وتفيض أنهارا وبحارا، وقد ضمن بشار الأسد عبر سياسيات واعية اتخذها من أول يوم أن يخلق في سوريا فتنة طائفية يصعب كثيرا على من يأتي بعده - أيا كان - أن يخمدها. سياسيا، لم يكن لهذه المأساة الإنسانية أن تستمر في سوريا إلا لأنها أصبحت بحكم التطورات الدولية والإقليمية مركزا للصراع الدولي والإقليمي في لحظة مضطربة من التاريخ أقدمت فيها دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة على خيارات، ظهر لاحقا أنها لم تكن محسوبة بالدقة المفترضة حسب تصريحات مسؤوليها تجاه ما كان يعرف بالربيع العربي، وأصرت فيها بما يشبه العناد، الصين، وروسيا الاتحادية الجديدة التي تخلت عن كل أثقال الاتحاد السوفياتي وأعبائه وهي تنعم باقتصاد متنام، على عدم ترك آخر معاقلها في المنطقة دون ضمان مصالحها. وإقليميا، كان للسعودية ودول الخليج موقف سياسي متقدم تجاه الأوضاع في سوريا، ولم يزل ذلك الموقف يتصاعد ويحشد الدعم والتأييد الدولي في…