عبد الله الشمري
عبد الله الشمري
عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية

وترجّل صوت اوروبا في تركيا وصوت تركيا في اوروبا

الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٣

«والدي يمر بلحظات صعبة..أرجوكم اكثروا من الدُّعاء له»،كانت تلك آخر تغريده في صفحة الإعلامي التركي محمد علي بيراند في «تويتر»والتي كتبها ابنه عمر صباح الخميس الماضي ،وبعدها بساعات أعلن عن وفاة عميد الصحافة التركية والذي طالما كان الشخصية الأبرز محليا ودوليا. حرص الرئيس التركي عبدالله غول على الحضور شخصيا للصلاة عليه قائلا: «مكان بيراند لا يمكن أن يملأه أحد» ووصفه رئيس الوزراء التركي اردوغان بأنه « كاتب محترف تفيض كتاباته بالحماسة ،كنت أدعو له أثناء فترة مرضه»،رغم انه كان من اكثر وأجرإ الصحفيين الاتراك نقدا للرئيس ولرئيس الوزراء.وفور وفاته رثاه كل الزعماء السياسيين في تركيا، واصفين اياه بأنه «مقتحم الأبواب المغلقة» و «الصحافي الذي لا يعرف الممنوع» و»لقد سقط نجم من نجوم الصحافة التركية»و» اليوم طويت صفحة من تاريخ الإعلام التركي». ورغم اختلافه معه كثيراً إلا أن الشخصية الدينية الأكبر تأثيرا في تركيا وزعيم جماعة «النور» الشيخ فتح الله غولين والموجود منذ 14 عاماً في امريكا ،نعاه بقوله: « كان بيراند مدافعا عنيدا عن الديموقراطية في تركيا في أصعب الظروف». ساهم بيراند في تغيير فكرة الرأي العام التركي عن العالم وجواره، و كان بحقّ أستاذ الصحافة التركية فخلال عقود تتلمذ على يديه الإعلاميون الاتراك، بل انه كان استاذاً لجميع الطلبة في اقسام السياسة والإعلام فمقالاته التحليلة كانت مرجعا هاماً ودائما…

وَيْلٌ لِّلمُغردِين

الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣

ابو (منصور) شاب في منتصف الستينات تقاعد قبل سنتين بعد خدمة وطنية تجاوزت اربعين عاما لم يأخذ طوالها اجازة الا سبعة اشهر متقطعة -مجبرا- بسبب الحاح زوجته ، ولم يتأخر عن الدوام الا لايام معدودة لأسباب قاهرة ! وبعد صدور قرار تقاعده وبسبب ادمانه على العمل حاول (ابو منصور) التمديد لكن كونه تجاوز الستين كان عائقا أمام شركة الاستشارات التى تقدم كل الخدمات لوزارته من التعاقد معه وبالتالي قرر مواجهة الفراغ بفتح حساب له في تويتر حتى يقتل وقت فراغه بالتغريد او بتعقب المغردين ولكونه من مدرسة المحافظين فقد قاده تفكيره العفوى - كالآلاف من العرب - الى اسم وهمي واختيار صورة وهى عبارة عن فارس يمسك بسيف قاطع. بدأ ابو (منصور) التخفي وممارسة التُقية في التغريد تحت اسم (فاضح الخونة) - رغم انه كان وطوال عقود يتهم زميله ابو(عباس) بأنه يمارس التقية ! ، ولأنه خاوي الفكر فلا توجد تغريدات لأبو منصور سوى الشتم والتخوين ، ولا ينسى ابو (منصور) ان يغرد وبشكل يومي احد القراءات لأحد المقرئين دون ان يستمع اليها وذلك لضمان انه يتظاهر بالفضيلة وانه يحب نشر الخير . يصحو ابو منصور صباحا ليفتح جهاز الحاسب الآلي ليقرأ ما فاته من تغريدات طوال الست ساعات التى ضيعها بالنوم بعيدا عن تويتر ! وليستمر متنقلا بين رحابات…

سياسة ( شد حيلك)

الخميس ١٠ يناير ٢٠١٣

تعرف السياسة الخارجية بأنها الأهداف الاستراتيجية والسياسات ( المعلنة) تجاه القضايا الاقليمية والعالمية ،اما (السلوك الخارجي) فيقصد به السلوك السياسي الحقيقي للدولة ليس بناء على ( ما يعلن للاعلام بل على ما يتم بالفعل على صعيد الواقع العملي) بشأن علاقة الدولة بالبيئة الخارجية المحيطة بها، ومن المتفق عليه ان السياسة الخارجية لاى دولة هي انعكاس للوضع الداخلي ، فبقدر ما يكون الوضع الداخلي متماسكا وقويا بقدر ما يكون تأثير الدولة في الخارج أقوى وأكثر فعالية . قد تأخذ بعض الدول سلوكاً معاكساً أو مختلفاً عما تعلنه رسمياً وهذا الأمر له اسبابه الخارجية وجذوره الداخلية والذي يمنع من تجسيد سياستها الخارجية المعلنة على صعيد الواقع فتحدث فجوة كبيرة بين المُعلن والمُطبق ،وكلما زاد التوفيق بين الأهداف المعلنة والمطبقة فعليا دل على أن الرؤية لدى صناع ومنفذي السياسة الخارجية واضحة وكلما ظهرت السياسة بصورة تكاملية ومتناغمة تعبر عن أهداف الدولة الحقيقية و مقتضيات المصالح الوطنية، والعكس صحيح ، الا ان الاخطر هو وجود تناقض بين المنهج الديني لدولة ما وسياستها الاعلامية والخارجية (الدبلوماسية ) و كلما تناقض الديني مع السياسي وتباين الدبلوماسي مع الاعلامي كلما تشتت الجهود واصبحت الدولة بلا هوية سياسية واضحة (وهنا يصعب التنبوء بسلوكها السياسي) ، على عكس الدولة التى ينسق فيها السياسي مع الديني مع الاعلامي ، ما…

حدود تدخّل الشعوب في شؤون الأخرى

الثلاثاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٢

أفرز الربيع العربي أحداثاً داميةً وأجواءً ملتهبةً ، وشهدت أحداثه - وخاصة في سوريا مآسي وتدميرا مُكلفا ، حيث خلفت الثورة -حتى الآن - مجازر من نظام قمعي لم يسلم منها أحد ، حصدت الآلاف من القتلى والمفقودين والجرحى واللاجئين ،حيث هرب ما يزيد على المليون عن وطنهم وبلداتهم وسط الشتاء القارص والصيف الحار ،ورغم ان التحديات حقيقية وخطيرة وكبيرة إلا انه يظل هناك بارقة أمل وسط هذه الأجواء الملبدة بالمصاعب والأخطار. ولعل من الافرازات الجديدة للربيع العربي هو نشوء ظاهرة جديدة على الواقع العربي تحديدا وهو « تدخل الشعوب العربية في شؤون شعوب أخرى « الى درجة ما يشبه الحالة المرضية حيث تجد «شعبا ما» يترك كل همومه وشئونه ويركز جهوده وإمكانياته على متابعة ما يحدث لدى شعب آخر ويحاول التأثير على مجريات الأمور تارة عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتارة عبر استخدام سلاح الفتوى -وهو سلاح خطير لأنه يمس أعز ما نملك وهو الدين - والذي يجب أن يكون مُنزها عن الاستخدام للأغراض السياسية الدنيوية لصالح جهة دون أخرى . ولو أخذنا الحالة المصرية فيمكن القول انه وفي الوقت الذي انقسم فيه الرأى العام العربي والنخب العربية الى قسمين لم يظهر للأسف طرف ثالث لبذل الجهد في المصالحة بين الاطراف وتهدئة الامور وتقريب وجهات النظر ، وعند مناقشة…

عرب وعجم في الدوحة

الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢

خلال الفترة من 2-3 ديسمبر 2012م عقدت في الدوحة ندوة كبرى بعنوان (العلاقات العربية الايرانية في منطقة الخليج) بتنظيم من منتدى العلاقات العربية والدولية وقدمت في الندوة أوراق هامة ومتميزة ونادرة، أبرزها «العلاقات العربية الايرانية في ظل صفقات ايرانية امريكية محتملة» للمتخصصة في الشئون الايرانية د. فاطمة الصمادي و «قضايا الهوية والثقافة السياسية في ايران وظلالها في العلاقات العربية « للدكتور محجوب الزويري و «المشكل الواقعي والمتوهم في العلاقة العربية الايرانية « للدكتور توفيق السيف و «ايران والشبكات الشيعية في الخليج» للدكتورة لورنس لوير و «الأسس الحاكمة للعلاقات العربية الايرانية»  للدكتور عبد الخالق عبد الله و «ايران في المخيال العربي» للدكتور العراقي حيدر سعيد و «تأثير مكونات الهوية الايرانية في سياسة ايران الخارجية تجاه دول المنطقة» للمتخصص في الشئون الايرانية الأردني الأستاذ حسن العمري و «العلاقة العربية الايرانية في الواقع الجغرافي والسياسي» للدكتور عبد الوهاب القصاب، و «العلاقات الخليجية الايرانية بين التحديات والفرص» للدكتورة ابتسام الكتبي و» العامل المذهبي في العلاقة العربية الايرانية» لوزير الثقافة الايراني الأسبق الدكتور عطاء الله مهاجراني و        «العلاقة العربية الايرانية اعادة نظر في الواقع الجغرافي والسياسي» لبيرويز مجتهد زادة و «العرب وايران صراع المصالح والايدولوجيا « والمسألة الايرانية في العقل العربي» للدكتور محمد محفوظ و «نظرة على مستقبل الخليج في ضوء العلاقات العربية الايرانية» للدكتور…

تعجل المنتصرين أم دكتاتورية الأقلية؟

الثلاثاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٢

الحدث الأبرز عربيا وعالميا هذا الاسبوع هو الشأن المصري الملتهب سواء قبل او بعد اعلان الرئيس المصري محمد مرسي - وعقب تسلمه مشروع الدستور الجديد من الجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها انصاره - أن مشروع الدستور سيطرح على الشعب في استفتاء في 15 ديسمبر الجاري وسط مظاهرات تعم ميدان التحرير ومظاهرات مضاده لانصار الرئيس وسط توتر مخيف وتعليقات خطيرة فالتعليق الاول جاء من ابرز شخصيات الاقلية وهو د. محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المعارض والذي قال : الدكتور مرسي يطرح للاستفتاء مشروع دستور يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم ، يوم بائس وحزين. وكأن ثورة لم تقم وكأن نظاما لم يسقط. لكن الحق سينتصر». انصار الرئيس يتهمون الطرف الاخر بأنهم اقلية يمارسون (دكتاتورية الاقلية) وان الرئيس اجهض انقلابا ضد الثورة كان يخطط له وكل طرف يتهدد ويتوعد ، والخوف هو اتجاه الطرفين للتشدد والنتيجة ستكون ، تعريض مصر واستقرارها واقتصادها للخطر وسط اصرار كل من الطرفين على المضى قدما فيما يؤمن به وليكن ما يكون .. لعلنا نذكر الاطراف في مصر ما يروى عن الحوار بين الخليفة عمر بن عبد العزيز وابنه عبدالملك عندما استلم الخلافة بسؤال الابن : مالك لا تنفذ الأمور ؟ ! فوالله ما أبالي لو أن القدور غلت بي وبك في الحق). فالشاب الابن يريد بحماسة ان يقضي…

رسالة صريحة من واشنطن

الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٢

شهد مؤتمر (صناع السياسات الامريكية العربية ، التحول في العلاقات) في العاصمة واشنطن -والذي حضره عشرات من الدبلوماسيين والمسئولين والاكاديميين والطلبة من الجامعات الامريكية بما فيها العسكرية - رسائل صريحة ومباشرة وقد لا تكون بالضرورة مقنعة او مبهجة للطرف والرسالة الامريكية كانت "امريكا تغيرت ولم يعد لديها قدرة على الاستمرار كقائدة للعالم كما كانت تحرص من قبل وخاصة من حيث اهتمامها بالشرق الاوسط ،ولسان الحال الامريكي المنهك اقتصاديا وعسكريا هي «انتم ادرى بأمور شرق اوسطكم ومشاكلكم ". في محور (العراق وسوريا) والذي رأسه د. جون اسكنر مدير قسم الشرق الاوسط بمعهد الخدمة الخارجية وشارك فيها د.باول سوليفان من جامعة الدفاع الوطني والسفير الامريكي السابق في سوريا تيودور كاتوف و د. ديفيد ليتش والسيدة منى يعقوبان و د.جوديث يافا الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والمسئول السابق في الاستخبارات الامريكية، كانت الرسالة الامريكية (لا للتدخل العسكري خشية من تقسيم سوريا وبسبب انقسام المعارضة والخوف من القاعدة). ورقتي العربية الوحيدة في المحور كانت بعنوان « التحول في العلاقات السعودية الامريكية ،من خلال نتائج الغزو الامريكي للعراق والموقف الامريكي من سوريا» و ان وحدة العراق تتعرض لتهديد واضح وحتى الان لايوجد اي ضمان باستمرار العراق موحدا ،بسبب تدخل ايران المباشر والخلاف بين القوى الرئيسية ،والاسوأ سيطرة ايران بشكل واضح على القرار السياسي بل وعلى…

تعلّم فن الاختلاف

الثلاثاء ٢٣ أكتوبر ٢٠١٢

الاختلاف أمرٌ مشروع من عند رب العالمين، حيث قال تعالى: « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ »(هود 118)، وهناك من يرى ان وجود الخلاف ضرورة في الحياة البشرية فبفضل الاختلاف والأخذ والرد استطاع الانسان أن يحوز على مراتب التفوق والشرف على المخلوقات الأخرى إلا أن هذا العنصر الفعّال اصبح في الفترة الأخيرة مصدراً من مصادر القلق البشري لاسيما إذا انتهى الأمر بالمتجادلين إلى الشتم والعنف والقتل دون التفكير في تعلُّم فن الاختلاف والقناعة بأن الطرف الأخر ليس صورة طبق الاصل منه . المتابع لما يدور في شبكات التواصل الاجتماعي وخاصه الأبرز منها كتويتر والفيس بوك، لا بُد ان يشعر بنوع من القلق والألم في ظل الانتشارالتدريجي لثقافة الشتم والإقصاء وحتى التخوين ونزول البعض ممن كانوا يُعدّون رموزا اجتماعية او إعلامية او دينية إلى مستوى يمكن وصفه بأنه غيرُ أخلاقي في الحوار مع المختلف الآخر. لقد ظهرت في تويتر العربي والسعودي عبارات عجيبة وتوصيفات مثيرة للتعجب فهذا يصف مخالفَهُ بأنه «تنكة» والآخر يصفه بأنه «عميل» والثالث «ذنَب» والرابع «تِبن» والبعض يمر على حديقة الحيوانات ليختار منها اوصافا لوصفِ كلِّ مع من يخالفه او يتوقّع أنه يخالفه . وكم هو مُقلِقٌ ان تضيق مساحة التسامح والصبر والعفو و مراعاة حقوق الطرف الأخر في الاختلاف المشروع . كما…

الرسول في كتاب أمريكي جديد

الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢

صدر الأسبوع الماضي كتاب ( السعودية ،الشعب، الماضي ،الدين والمستقبل) ويحوي أكثر من 300 صفحة وفكرته الأساسية تدور حول علاقة الدولة بالدين في المملكة والعكس ومدى تأثير الدين على المجتمع في حياته اليومية وكيف ينظر الشباب السعودي خاصة لذلك ، وما هي أسباب الفرق الشاسع والتناقض بين النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وحياة الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام ) من جهة ، والحياة اليومية للمجتمع من جهة اخرى وخاتمة (نظرة مستقبلية للمملكة في ظل تحديات محلية واقليمية جدية) . والمؤلفة كارين هاوس، هي الناشرة السابقة لصحيفة وول ستريت ونائبة رئيس شركة داو جونز والمحاضرة في جامعة هارفارد ،ليست غريبة على المنطقة العربية حيث سبقت وان قابلت معظم الزعماء العرب الراحلين منهم والحاليين وأبرزهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير سلمان والملك حسين والرئيس العراقي صدام حسين والرئيس حسني مبارك والرئيس ياسر عرفات والملك حسين ملك الأردن وآخرون وهي عضو مجلس العلاقات الخارجية الامريكية. كانت أول زيارة لها إلى المملكة في عام 1978 وقضت السيدة كيرين عامين لدراسة الاسلام والقرآن والحديث والسيرة النبوية وزارت السعودية طوال اربع سنوات بشكل ربع سنوي متنقلة بين شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها ومختتمة بحثها بالعيش مع عائلة سعودية محافظة لتعايش الصورة التقريبية للحياة في المجتمع السعودي. والأهم والجديد في الكتاب هو علاقته بالنبي محمد صلى…

مؤتمرات الربيع العربي بين طهران وأنقرة

الثلاثاء ١١ سبتمبر ٢٠١٢

«تعتبر ثورات الشعوب العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقطةَ تحوّل مفصلية في التاريخ الحديث، حيث أسفرت مطالب الجماهير العربية بالعدالة والحرية والعيش بكرامة إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ العالم العربي وظهور ديناميكيّات وفرص ومخاطر جديدة». كانت هذه ديباجة الإعلان عن «المؤتمر الدولي للصحوة العربية والسلام في الشرق الأوسط: وجهات نظر إسلامية ومسيحية»، والذي اُفتتح صباح الجمعة الماضية بحضور رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان و وزير الخارجية التركي، وبمشاركة نخبةٍ من السياسيين والزعماء الدينيين والخبراء من الدول العربية والشرق الأوسط ،ومنهم الرئيس اللبناني الاسبق أمين الجميِّل والشيخ / راشد الغنوشي ورئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا. ورغم أن ظاهر المؤتمر عِلمي واكاديمي وهدفه مناقشة «المشاكل الدينية والاجتماعية والاقتصادية العربية « في دولِهِ غير العربية  إلّا ان الحضور السياسي الضخم مــن الدولة الراعية والانتقائية في اســماء المدعوين وتغييب دول عربية وإسلامية كبرى يطرح علامات استفهـــام كبيرة وعديــــدة حـــول المؤتمر «المغلق» وأهدافه غير الواضحة ،خاصة في ظل التشدّد الواضح في أن تكون الجلسات مغلقة !. وقبل عامٍ تقريباً وفي ظروف مشابهة وأسماء متشابهة عقد «المؤتمر الدولي الأول للصحوة الإسلامية» في العاصمة الإيرانية طهران وبرعاية ومشاركة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد /علي الخامنئي، وحضور رؤساء السلطات الثلاث وبمشاركة المئات من العلماء والمفكرين من 80 بلدا. وجاء المؤتمر حسب كلام منظميه «…

إيران جارة ما من دعوتها بد

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢

بحكم الآية الكريمة (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) على حكومة جمهورية ايران الاسلامية وعلى المسلمين ان يعاملوا الاشخاص غير المسلمين بالأخلاق الحسنة وبالقسط والعدل الاسلامي وان يراعوا حقوقهم الانسانية، تسري هذه المادة على الذين لا يتآمرون بأي عمل ضد الاسلام او ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية «نص المادة الرابعة عشرة من دستور الجمهورية الاسلامية في ايران والذي صدر اول مرة عام 1979م وتم التصديق عليه بعد التعديل عام 1989م. رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخطية للرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تتضمن دعوته لحضور مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي الذي سيعقد بمكة المكرمة يومي 26 و27 من شهر رمضان الجاري، والتى قام بتسليمها السفير السعودي لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال استقبال مدير مكتب الرئيس الإيراني رحيم مشائي له يوم السبت في مكتبه برئاسة الجمهورية تصدرت قائمة الاخبار العربية والايرانية والاسباب معروفة منها ان البعض -لم يتوقع ربما- ان يتم توجيه الدعوة لإيران لحضور القمة الاسلامية وذلك –ضمانا لنجاح القمة الاسلامية- في الوقت الذي تناقض فيه ايران دستورها الاسلامي اسميا وتقوم بالتدخل الصارخ في الشئون الداخلية السعودية والخليجية والعربية وتدعم بشكل واضح نظام بشار الاسد والذي يقوم بقتل شعبه الاعزل مستفيدا…

دبلوماسية التمر

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢

للدبلوماسية فنون وجنون وهي منذ أيام الإغريق ثم الرومان تتطور حسب حاجة الشعوب وتتجدد حسب الظروف المتغيرة وهدفها الاساس  التقريب بين الأمم وتخفيف العداوات وبناء الثقة بين الساسة والنخب المؤثرة قدر الامكان، وعبر التاريخ استخدمت وأصبح للدول شعارات وهدايا تمثل هويتها ، فقديما استخدم الأباطرة البيزنطيون تقديم البنات الجميلات كهدايا وكانوا يوفدون سفراءهم لانجاز الزيجات وحمل الهدايا والنفائس ومن اشهر القصص الشرق اوسطية قيام المقوقس عظيم القبط بإهداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاريتين هما مارية القبطية وسيرين وقد تزوج النبي عليه السلام مارية حيث انجبت منه ابراهيم عليه وعلى امه ام المؤمنين السلام، ومن هنا تبرز أهمية الدبلوماسية في كأداة تقريب بين الشعوب بدل اللجوء لخيار العنف والحرب والتدمير . في مقال لرئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبدالباري عطون، اعيد نشره في موقع ايلاف في 18 اغسطس 2010م بعنوان الدكتور (غازي القصيبي وجهة نظر معاكسة) تحدث فيه عن السفير الراحل – رحمه الله - قائلا (اختلف الكثيرون قطعا حول شخصية د غازي القصيبي ولكن ما يتفق عليه الكثيرون كون غازي القصيبي ظاهرة وبركانا يهدأ ويغضب يصالح ويخاصم يصدم وينحنى) ثم يضيف (وفوق كل هذا كان القصيبي يتمتع بأعلى درجات الكياسة والأدب وخفة الظل ويحرص على التواصل مع الخصوم والأصدقاء) والاهم في موضوعنا هو قوله (كان القصيبي يرسل كل…