الفريق ضاحي خلفان تميم
الفريق ضاحي خلفان تميم
نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين

الدرس المستفاد من «كورونا»

السبت ١٩ ديسمبر ٢٠٢٠

إذا كان هناك درس رئيس مستفاد من جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، التي أصابت العالم بالشلل، مخلّفة عشرات الملايين من المرضى ومئات الآلاف من الموتى، فهو ضرورة تغيير قناعاتنا بشأن قيمة العلماء والموهوبين، إذ ظل العالم خائفاً مترقباً طوال عام ثقيل، أن يطور أحدهم لقاحاً ينقذ البشرية من عدو غامض قاتل لا يُرى بالعين المجردة! طالبنا على مدار سنوات مضت، من خلال جمعية الإمارات لرعاية الموهوبين وفي المحافل المختلفة، بضرورة الاهتمام بهذه الفئة، بل وأسهمنا بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، مثل وزارة التربية والتعليم، في اكتشاف أبرز الطلبة الواعدين في العلوم الطبيعية، آملين في أن تكون جهودنا دليلاً لغيرنا في مسار رأيناه إجبارياً من البداية، لكن بكل شفافية رصدنا في طريقنا سلبيات صار من اللازم علاجها الآن، أبرزها بطء آلية اكتشاف الموهوبين، وعدم وجود حاضنات حقيقية لهم، سواء من الشركات أو مصنّعين لديهم إيمان راسخ بقيمة الاستثمار في الموهوب. صادفت في مشواري الطويل مع هذه الفئة المتميزة، عشرات من الموهوبين الذين دفنت ابتكاراتهم ولم ترَ النور، لعدم وجود شركات وطنية تتبناها وتطورها وتصنعها على غرار دول أخرى تنبهت إلى أهمية الموهوبين مبكراً، حتى صاروا عمادها في التقدم والبحث العلمي والاختراعات. أذكر جيداً أحد الضباط الموهوبين بشرطة دبي «صقر المري» الذي سجل أكثر من 10 براءات اختراع نابهة واستباقية، منها جهاز…

عندما صمت في الفجيرة

السبت ١٩ يوليو ٢٠١٤

تختلف العادات والذكريات في رمضان العقود القديمة عن الوضع الحالي؛ حيث اختلف كثير من الذكريات، عما نعيشه الآن، خصوصا أنه في الماضي، لم تكن هناك كهرباء، أو شبكات المياه التي تصل إلى المنازل، وكنا نسعى في عصر كل يوم في إمارة الفجيرة إلى توفير المياه من الآبار. بدأت الصيام عندما كان عمري قرابة السنوات السبع؛ حيث حل علينا فصل الصيف، والمعروف عن دول الخليج العربي أن درجات الحرارة ترتفع كثيرا، وتصطحبها أحيانا رياح جنوبية شديدة الحرارة، تسمى برياح (سهيلي)، وهي الرياح القادمة من نجم سهيل. كنا نلجأ إلى رش الماء على الإزار، ثم نرتديه على أجسامنا مرة أخرى، كي يعمل على الترطيب وتخفيف حرارة الصيف، إلا أن الإزار كان يجف، في غضون خمس دقائق. الذكريات الرمضانية، تخلد في الذاكرة، بعد أن أصبح كل شيء متوافر لدينا. في الماضي، كنا نخرج من صلاة التراويح، ونتوجه إلى منزل أحد الأشخاص في الحي؛ حيث هناك جدولة عرف عنها الجميع، للالتقاء هناك، يتجاذب خلالها الجميع أطراف الحديث، ثم بعدها نذهب إلى المسجد للعبادة وقراءة القرآن، حتى يحين وقت السحور، قرابة الفجر. لم يكن لدينا في الماضي تنقلات ميسرة، مثل ما هو في الوقت الحاضر، وهذه من نعم الله علينا، وسهلت الحكومة ذلك من خلال النهضة العمرانية، وأصبح الشخص يستطيع التنقل من شمال الإمارات المتحدة…