الإثنين ٠٥ يناير ٢٠١٥
فكر واضح ورؤية محددة وعمل مخلص وجهد دؤوب عوامل نجاح اجتمعت لتصنع الإنجاز بموازنة العام الحالي للقطاع الحكومي في دبي لعام 2015، بزيادة تقدر بنسبة 9 في المئة، وبدون عجز، وهي الموازنة التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. عبرها يعلن سموه بقوة أن دبي تقف على أرض صلبة، دون أن تؤثر فيها الهزات الاقتصادية العالمية، مهما بلغت شدتها وقوتها وفق أي مقياس، وتتسارع فيها عجلة النمو نحو اقتصاد قوي تزداد فيها الإيرادات والعائدات الحكومية غير النفطية. أرقام تؤكد مرة أخرى أن الإنسان هو الأساس، وقد خصص جزء كبير من الموازنة على قطاع التنمية الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان وتنمية المجتمع، بما يثبت أن الإنسان محور أي سياسة تنتهجها الحكومة، فضلاً عن أن بند الرواتب والأجور أظهر مدى الاهتمام بالإنسان، سواء أولئك الموجودون في وظائفهم، أو عبر خلق فرص جديدة وتأمين وظائف من أجل تحقيق التوطين. تطوير المؤسسات الحكومية لتقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين هو كذلك يصب في تحقيق سعادة الإنسان، ومثلها مشاريع البنية التحتية التي لا يتوقف التطوير فيها، وكل ما يبذل من أجلها جهداً ومالاً يهدف إلى رفاهية الإنسان ورخائه. حصيلة ثرية لم تأتِ من فراغ، وإنجاز لم يتحقق دونما سبب، بل نتيجة حتمية لما…
الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤
شهيدان آخران اختارا درب الشهادة في سبيل الوطن، وانضما إلى ركب سجل أسماء من لحقوا به بأحرف من النور في سماء الفخر والعزة، فداء للوطن وتلبية لنداء الواجب، وحباً للإمارات لا يدانيه حب، وعزاً لا يقترب منه سواه. شهيدان قدما روحاهما رخيصة للوطن، سقطا في ساحة هي من أكثر الساحات التي يتمناها أي مواطن اختار سلك الشرفاء وسلك العسكرية مجالاً يلتحق به ويخدم وطنه من خلاله، فكان للشابين سيف الزعابي وعبد الله الحمودي ما تمنياه، وسجلا اسميهما في هذه الساحة فخراً وشرفاً، فهنيئاً لهما ولأسرتيهما. بل للإمارات كلها فخر أبناء عاهدوا الله ثم الرئيس والوطن على البذل والإخلاص، فأوفوا بالعهد، وأخلصوا وتفانوا حباً وعملاً، من أجل وطن كان دوماً نصب أعينهم، فاحتضنهم ترابه حباً وفخراً لصنيعهم. رحل الشرفاء وغابت أجسادهم الطاهرة، وبقيت سيرتهم تعطر فضاء الوطن شرقاً وغرباً، وتنثر في الأرجاء شذى عشق أبدي لازمهم، لوطن يستحق كل غالٍ ونفيس، فما هان عليهم ولا تهاونوا في تقديم أغلى ما لديهم، فكانت الروح. بقيت السيرة العطرة وحب ممزوج بالفخر جاب الأرجاء وتوجه شرقاً إلى منطقة الطويين في الفجيرة وكلباء في الشارقة ليستقر هناك، حيث خيم عزاء الشابين الطيارين، فالعزاء ليس لذوي الشهداء، بل هو عزاء العائلة الكبيرة، التقت لتعزي نفسها في من رحلوا، وتتشاطر الأحزان وآلام الفراق في قدر كان محتوماً،…