فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

أقمار تتلألأ

الأحد ٠٣ يوليو ٢٠١٦

مضت نهارات وليال الشهر الفضيل سريعاً محملة بالخير الذي جادت به الأرض والسموات السبع على البلاد والعباد، أيام لم تكن كسائر أيام السنة، تسابق خلالها الناس والمؤسسات وتنافسوا في مد يد العون وفعل الخير، فكانت بحق أيام عمل وعبادة. ولعل ما يستوقف المرء طويلاً في هذا السباق الإيماني الإنساني الخيري طمعاً في الثواب والجزاء الحسن من المعبود ليس التنافس على إطعام الفقراء والمساكين في أنحاء الدول، وداخل الدولة على وجه الخصوص، وإيصال الصدقات والزكوات إلى مستحقيها فحسب، بل تدافع المجتمع بأسره في مجموعات منظمة وأفراد نحو فعل الخير ليصبح السمة الرئيسية والعنوان الأكبر لفضائل الشهر الكريم. صور ظهرت جلية في الطرقات وأماكن توقف المارة والأحياء السكنية والخيام الرمضانية بل وأكثرها تأثيراً عند المساجد منابر الخير الأشمل والإشعاع الأكبر، أمر لم يقتصر على المساجد الكبيرة فقط بل النور يسطع من كل مكان، أينما وطئت أقدام المرء في المدن الكبيرة أو القرى الصغيرة قريبة كانت أم بعيدة وتوقف لأداء الصلاة وجد المساجد رحبة تحتضن المصلين ليؤدوا الفريضة في أجواء هادئة وقد هيأت السلطات لهم أسباب الراحة. أجواء كان لإسهامات العلماء والخطباء وأئمة المساجد المحليين أو الذين حلوا ضيوفاً كراماً على رئيس الدولة الدور الكبير والمؤثر لأدائهم الرائع في إحياء ليالي الشهر الفضيل، حيث امتلأت المساجد وساحاتها الخارجية وخيام مكيفة إضافية أقيمت من…

في ضيافة المجنّدين

الخميس ٣٠ يونيو ٢٠١٦

لا شك أن فرحة عارمة غمرت الشباب المجندين، وشعوراً بالفخر والعز ساد أجواء مدرسة الخدمة الوطنية التابعة لحرس الرئاسة في منطقة سيح حفير وبقية معسكرات الخدمة الوطنية. وقد شاركهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إفطارهم في أمسية رمضانية جميلة. وقطعاً ستبقى تلك الزيارة في ذاكرتهم، وستظل فخراً تلك اللحظات بما جاء فيها من حوار بينهم وبين قائدهم، وما استمعوا إليه حاضراً لن يبرح نفوسهم الغضة. جلس سموه بينهم، وتحدث إليهم، واستمع لهم وخرج من عندهم فخوراً بما سمع، سعيداً بما رأى، ولما أظهره أبناؤه أبناء الوطن من إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وقيادته، ومستقبلهم المشرق المليء بالخير والعمل والعطاء. رسالة وطنية أطلقها محمد بن راشد من سيح حفير، وهي منطقة بين أبوظبي ودبي، لتطوف بالحب على مناطق الدولة شرقها وغربها شمالها وجنوبها، فتنثر في الأرجاء شذى عشق لهذا التراب وفخر بالانتماء إلى دولة آمنة محصنة بسواعد شبابها وبحكمة قيادتها برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية. في حواره الأبوي مع أبنائه المجندين حرص »بو راشد« أن يكون حديث القلب إلى القلب، بث إليهم فخره، وأعلن عن اعتزازه بهم وبانضمامهم إلى الخدمة الوطنية التي هي شرف لكل مواطن ومصنع للرجال…

الإعلام خط دفاع أول

الجمعة ١٧ يونيو ٢٠١٦

كان الأسبوع الماضي أسبوع الإعلاميين بامتياز، جمعهم لقاءان منفصلان بالقيادة الحكيمة للدولة، أحدهما في دبي، حيث لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والآخر في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقاءان كان فيهما الكثير مما يستحق أن يكون مادة تقدم للأجيال في قاعات الدرس وفي كل شؤون الحياة. ربما تعددت المجالس وتنوعت الوجوه، لكن الحديث كان واحداً عن أهمية هذا السلاح الذي قال عنه «بو راشد» إنه خط الدفاع الأول لحماية المنجزات الحضارية والدافع إلى مزيد من التطور والبناء، وعنه قال «بو خالد» إنه شريك أساسي في البناء التنموي والحضاري للإمارات، وإنه على جبهة المواجهة مثل جنودنا في ميادين الواجب والشرف. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرى في الإعلام المصدر المهم والمحفز للافكار المبدعة لدى الشباب وحمايتهم من الانزلاق ومجابهة خطر الإرهاب والتطرف الذي بات يلقي بظلاله على حاضر المنطقة والعالم، وما يشكّله من تهديد لمستقبل الحضارة الإنسانية، إذاً لا بد لأصحاب الكلمة والأقلام الشريفة أن يشهروها دائماً للدفاع عن الحق في وجه قوى الشر، مجسّدة في دعوات الإرهاب والتطرف التي تمثل واحداً من أخطر التحديات التي تواجهها أمتنا والعالم أجمع. يتحدث صاحب السمو الشيخ…

الاستماع إلى الميدان فرض

الأحد ١٢ يونيو ٢٠١٦

التفاعل اللافت الذي أبداه القراء مع ما جاء في عمود الأربعاء الماضي حول ضرورة التفكير بإعادة النظر في نظام الثلاثة فصول المطبق حالياً في السنة الدراسية لا يعني بالضرورة التقليل من جهود العاملين في وزارة التربية والتعليم، إنما هو تفاعل مع ربما مشكلة يستشعرها الميدان التربوي بمن فيه ومعهم بطبيعة الحال الأسر، وبالتالي يصبح الاستماع إلى مجمل الآراء فرضاً على »التربية«. لا مركزية التفكير أمر في غاية الأهمية والاستماع إلى آراء أهل الميدان التربوي والمتأثرين بشكل مباشر بقرارات الوزارة يثريها ويزيد من فاعليتها وبالتالي من الإنتاجية التي يتطلع المجتمع إلى أن تكون هذه الوزارة أكثر من سواها ناجحة ومتميزة وماضية نحو الإبداع والابتكار في كل مفاصلها. ولعل من حسن حظ وزارة التربية والتعليم وهي الوزارة ذات الصلة بكل أسرة أنها تجد هذا التفاعل مع ما يعنيها ويعنيهم، الجميع يشاركها الرأي والتفكير، ويقترح ما يراه مناسباً لتأخذ الأنسب في ميدان متجدد ومتغير ومتحرك، ما كان بالأمس صالحاً وربما فرضته ظروف معينة قد لا يكون اليوم كذلك، ولا شيء في التراجع عنه والعدول عن الاستمرار وتطبيق ما يكون أفضل لليوم، فكم من قرارات وكم من مبادرات وكم من مشاريع أنفقت عليها الملايين ألغيت بجرة قلم. قرار إعادة التفكير في نظام الثلاثة الفصول قرار مفصلي يصب في جوهر النظام، لا شيء في إعداد…

الطلبة نيام يا معالي الوزير

الأربعاء ٠٨ يونيو ٢٠١٦

لا نظن أن غياب طلبة صفوف النقل عن الدوام المدرسي خلال اليومين الماضيين كان مفاجئاً، بل توقعه الجميع باستثناء وزارة التربية والتعليم التي يبدو أنها كانت متفائلة أكثر من اللازم، وقررت أن يستمر الدوام بالنسبة لطلبة صفوف النقل، تتبعه أيام الامتحانات التي ستنتهي في الأسبوع الثالث من الشهر الفضيل. أما طلبة الصف الثاني عشر فلولا الامتحانات لما تمكنت قوة على وجه الأرض من حملهم على الذهاب إلى المدرسة. واقع يفرض على الوزارة أن تعيد النظر في العديد من القرارات في وضع سيستمر لسنوات عدة، تأتي فيها نهاية السنة الدراسية في شهر رمضان إلى أن يقع في منتصفها. ما يحصل اليوم في مدارسنا هدر لوقت وضياع لجهد، في سعي الوزارة لأن تزيد من عدد ساعات الدراسة في السنة الدراسية، حتى لو كان ذلك باستمرار الدراسة وهم صيام، وبين طلبة آثروا الغياب بانتظار موعد الامتحانات ليس أكثر. ولعل من الأمور التي ينبغي أن تعيد »التربية« النظر فيها نظام الفصول الثلاثة الذي يرى الميدان التربوي أنه لم يحقق نتائج ملموسة، وأن الوقت حان للعودة إلى نظام الفصلين الذي كان أكثر جدوى، حيث لم نكن في حاجة إلى تمديد السنة الدراسية فقط من أجل إنهاء ثلاثة فصول دراسية. الطلبة »النيام« ليس بالضرورة أن يكون نومهم بتشجيع من أسرهم، لكن مما لا شك فيه أنه…

أكثر من مجرد قرار

الجمعة ٠٣ يونيو ٢٠١٦

قرار سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان حل مجلس إدارة نادي شركة العين لكرة القدم وشركة نادي العين للاستثمار يعكس الحرص على ترسيخ دور المؤسسات في إعلاء القيم والثوابت والرموز الوطنية، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الجامعة التي نعلو ونسمو بها، وتحت راية الوطن وفي ظل النشيد الوطني تصان القيم وتحفظ الأوطان. جاء ذلك بعد إعلان تجاري لشركة سيارات، يظهر فيه لاعبون في نادي العين يتركون النشيد الوطني ويتجهون إلى مجموعة من السيارات، إعلان بطبيعة الحال أثار استياء الشارع الإماراتي الذي يرى في النشيد الوطني رمزاً له مكانته التي لا يجوز المساس بها بأي حال وتحت أي مبرر. وجاء الرد سريعاً من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الذي أرسل بقرار الحل رسالة واضحة، بل شديدة الوضوح، ليس إلى من فاته الخطأ ولم ينتبه إليه إلا بعد فوات الأوان فقط، بل إلى المجتمع بأسره بمؤسساته وأفراده، لأن الثوابت خط أحمر، والإمارات فوق كل شيء، والخطأ وإن لم يكن مقصوداً، فإنه طالما لامس هذا الخط لا بد من الوقوف في وجهه واتخاذ القرار الحازم بشأنه. قرار حل الشركتين لجهة لها شعبية كروية كبيرة وقاعدة جماهيرية لا يستهان بها وتاريخها حافل بإنجازات عملاقة في مجال الرياضة، وتحديداً كرة القدم عشق الجماهير الإماراتية، يؤكد الحرص على اتخاذ قرار حاسم وحازم…

هل هو توقيع يصـون حقوقاً ويهدر أخرى

الأربعاء ٠١ يونيو ٢٠١٦

توفي الأسبوع الماضي في إمارة رأس الخيمة شاب في الثلاثين من عمره إثر مضاعفات تعرض لها بعد عملية قص معدة خضع لها في أحد المستشفيات في الدولة، وبطبيعة الحال في مثل هذه المواقف شكلت السلطات المعنية لجنة لمتابعة ما جرى. ومن بين ما ذكره المختصون لوسائل الإعلام أن المريض رحمه الله كان قد وقّع على ورقة طبية قبل العملية تؤكد موافقته على إجراء العملية بما تحمله من إمكانية حدوث مضاعفات بعدها. عند هذه الورقة وعند هذا الإجراء تحديداً نتوقف؛ فهل هذا التوقيع يحمي الطبيب والمستشفى، ويصبح المريض هنا بلا حقوق! فالملاحظ في المستشفيات الخاصة عندنا والمراكز الصحية أن المريض يوقع على تحمله مسؤولية ما يتبع من العلاج الذي يخضع له ومضاعفاته، حتى في أبسط الأمور التي لا يتوقع أن يخطئ فيها الطبيب ويخرج منها بعاهة. ترى هل يكون الطبيب المعالج والجهة - في هذه الحال - في حل من أي التزام مهني أو أخلاقي وأدبي تجاه المريض وما يتعرض له من مضاعفات، إن لم تودِ بحياته فإنها تسبب له عاهات وتشوهات تتطلب علاجاً لأشهر أو لسنوات حتى يتخلص من آثار ذلك! فالملاحظ أن الأخطاء الطبية لا حصر لها ولا عدد، وفي أغلب الأوقات لا تصل إلى السلطات المعنية إلا إذا توفي المريض أو تعرض لعاهات مستديمة، عدا ذلك تبقى مضاعفات…

زيجات الثورات العربية

الثلاثاء ٣١ مايو ٢٠١٦

يتردد في المجالس حديث قديم متجدد، حول مشكلة تأثرت بها بعض الأسر الإماراتية، تتمثل في ارتباط »شيابنا« بفتيات غير مواطنات، بمن فيهن فتيات من دول ما يسمى الربيع العربي، الأمر الذي ترتب عليه مشكلات أسرية وتفريق وتطليق بين أزواج، وخرجت زوجات كبار جدات لأحفاد من بيوتهن بسبب الفتيات اللائي ينشدن الإقامة في البلاد والسكن بحثاً عن استقرار يقابله هدم لأسر إماراتية. رجال كبار في السن تجاوزوا الـ60 والـ70 عاماً، يقترنون بصغيرات لا يتجاوزن الـ17، ترفض المحكمة تزويجهن، فيحتالون على هذا الشرط بتكبير عمر الفتيات من خلال تغيير جوازات سفرهن بمعرفة سفارات بلادهن، زوجة أم لعدد كبير من الأبناء الكبار، طُلقت من زوج عاشت معه أكثر من 30 عاماً، جد مسن ترك أم أبنائه وخرج من البيت، تزوج فتاة في عمر حفيدته. نتساءل أي أسرة سعيدة متماسكة، يتزوج فيها الجد ويترك بيته وعائلته جارياً وراء فتاة صغيرة، وأي أسرة سعيدة تقهر فيها الزوجة والأم في سن تكون أحوج ما تكون فيه إلى الراحة والاستقرار بين أبنائها وأحفادها. حالة جديدة لم يعرفها مجتمعنا بدأت تظهر وتطفو على السطح تهدد أمن وراحة واستقرار الأسر، نتيجة زيجات غير متكافئة تحقق أهداف طرف واحد، وتهدم أسراً وتؤذي أطرافاً أخرى، وتنذر بمشكلات جديدة تتهدد الأسر الإماراتية وتشكل تحدياً لها، وتفرز جيلاً جديداً من الأطفال يولدون أو…

شهادتان للسلوك والصحة

الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١٦

تعاطف الشارع الإماراتي مع أسرة الطفل المغدور عبيدة، وتفاعله مع الجريمة البشعة التي تعرض لها، ومقتله على يدي شخص ترفض السباع تشبيهه بها، هذا التعاطف يرسخ لقيم نبيلة تربى عليها مجتمعنا، ويتمسك بها في نبذ الخسة والغدر، والوقوف إلى جانب من يقع عليه الظلم، فما بالنا والظلم هنا سلب حياة طفل بريء، كان له من الأماني أكثرها، وقض مضجع أسرة آمنة تحيا حياة شريفة تحلم بمستقبل مشرق مليء بالحياة والأمل لصغارها، مثل سائر الأسر العربية وغيرها ممن يقيمون بيننا معززين مكرمين. المشهد في مسجد الصحابة في الشارقة، حيث أدى الجموع صلاة الجنازة على الطفل عبيدة، يصفه من حضر التشييع بأنه كان مهيباً، وعلى الطرف الآخر لم تأل السلطات الأمنية جهداً في القبض على الجاني بسرعة، وتقديمه للعدالة لينال الجزاء العادل قصاصاً لما اقترفت يداه. قصاص ليس فقط للقتيل وأسرته، بل هو قصاص لأمن المجتمع وكل من فيه، روعه المجرم بفعلته، وألقى في نفوس الآباء والأمهات رعباً وخوفاً على فلذات أكبادهم، في بلد يتباهى بما يتمتع به من أمن واستقرار، ويحرص بكل أجهزته على إسعاد الناس، وأولى درجات هذه السعادة الأمن والأمان. الجاني كما ذكرت التقارير الرسمية أنه من أصحاب السوابق في بلده، قضى 15 عاماً في سجونه، يقيم بيننا منذ أكثر من 6 سنوات بصورة غير مشروعة، عاطل عن العمل…

بين «ليلى» و«عبيدة»

الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦

ذات يوم من عام 1981، هزت الشارع الإماراتي جريمة بشعة وقعت في مخبز في رأس الخيمة، راحت ضحيتها طفلة جميلة في الخامسة من عمرها، لا نزال نتذكر بكل أسى ملامح وجهها وشعرها الناعم الذي كان مسترسلاً، على يد ذئب بشري، اغتال براءة ليلى، ومن قبلها الطفلة »شيخة«، اهتز المجتمع بأكمله لتلك الجريمة النكراء في كل شيء، وعلى الرغم من قلة وسائل التواصل آنذاك، وهو الهاتف الثابت في الأغلب، والصحف المحلية التي كانت تتابع الجريمة بكل تفاصيلها، وتضع في الصباح بين يدي القراء ما يستجد فيها من حقائق وما تمدها به السلطات وغيرها من معلومات. استيقظ الشارع الإماراتي بأكمله على تلك الجريمة التي كانت آنذاك غريبة على مجتمعنا البسيط، وربما سجلت أول جريمة اغتصاب لبراءة الطفولة، تابعها الجميع، الكبير والصغير، بل وأعلى هرم في القيادة السياسية، ولم ينم المجتمع ولم يهدأ إلا بعد تنفيذ الحكم في الجاني وإعدامه رمياً بالرصاص في ساحة عامة. تلت تلك الجريمة؛ جريمة أخرى في العام 1995 في دبي، راحت ضحيتها الطفلة آمنة، على يد ذئب آخر، لعبت المشروبات الكحولية برأسه، وتفاعل الشارع الإماراتي بشدة مع تلك الجريمة وحكم عليه بالإعدام أيضاً. بالأمس، غصة أخرى وقفت في الحلوق، وأسى جثم على النفوس باغتيال براءة الطفل عبيدة، على يدي ذئب بشري لم يرحم براءته ولم يرأف بسنوات عمره…

استهتار مرده انعدام الثقافة

الثلاثاء ١٧ مايو ٢٠١٦

حان الوقت لأن تقف إدارات شرطة المرور، والجهات التي تقع على عاتقها مسؤولية إصدار تصاريح رخص قيادة، وتسجيل السيارات في الدولة مطولاً عند المشاهد اليومية لأرتال السيارات التي تقف بلا حراك لساعات طويلة على مختلف الطرقات، جراء الأخطاء التي يرتكبها بعض السائقين. سببها الأول الإهمال والاستهتار، والانشغال بأمور أخرى تأتي أجهزة الهواتف في مقدمتها عن قيادة السيارة. تزايد حوادث المرور على طرقات الدولة أصبحت لافتة بشكل كبير، تهدر الوقت والجهد، وتستنزف صحة وسلامة الآخرين نتيجة إهمال من يستخدم السيارة على طرقات عالمية تمتاز بمواصفات عالية من السلامة والجودة التي تمنح السائر فيها متعة وراحة، حولها البعض إلى معاناة وأزمة لا انفراج لها. قبل البدء في إجراءات تضع حداً لاستهتار هؤلاء من مخالفات وغرامات مالية، لا بد من الوقوف عند أعداد السيارات التي تسير في الطرقات التي تتضاعف بشكل كبير تتجاوز مدناً كبرى في دول أخرى في الشرق والغرب، فوفق أرقام سيارات نشرتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي العام الماضي أن 540 مركبة مسجلة لكل ألف نسمة في مقابل 305 في نيويورك و213 في لندن و63 في هونغ كونغ. نمو متزايد لم تتمكن التوسعات الهائلة في شبكة الطرق والمواصلات والبنية التحتية من مواجهة ازدحام مروري كبير تعقبه اختناقات غير طبيعية عند وقوع الحوادث في معظم طرقات الدولة. السبب زيادة أعداد السيارات…

غزارة في الإنتاج ولكن…

الإثنين ٠٢ مايو ٢٠١٦

مئات الكتب والمؤلفات الأدبية هي نتاج دور النشر المحلية والعربية لكتاب مواطنين خلال العامين المنصرمين، شهدنا توقيع العديد منها خلال انعقاد معارض الكتب في الدولة وفي مناسبات خاصة، ولا شيء في ذلك، بل هو أمر يثير الفرح والفخر أن نرى هذه الكم من الإصدارات خلال فترة وجيزة. لكن هل غزارة الإنتاج هذه مؤشر على نوعية الكتب وجودتها وأن هذه الإصدارات تستحق أن تكون كتاباً أو مؤلفاً يثري المكتبة العربية أم فقط كتابات لمشاهدات أو مواقف مر بها صاحبها، هي أقرب لمقالات أفرزتها المواقف. حقيقة ليس هناك من يكره كثرة الإنتاج الأدبي وغيره، وليس هناك من لا يسعد لرؤية أسماء وطنية تسطع في سماء التأليف والكتابة، وأقلام تكتب وتعبر وتحجز لها مقاعد في صفوف المؤلفين والكتاب العرب وغيرهم. ولكن أيضاً من غير المعقول أن يجد كل شيء طريقه إلى الطباعة والنشر ويصبح كتاباً، فيفقد خير جليس أهميته ومكانته بين الناس، وهنا لا بأس باختيار ما يستحق أن يطبع في كتاب، يقدم جديداً، ولا يصبح الكتاب لعبة لأشخاص ليس لهم في الكتابة، ودور نشر تطبع وتنشر أي شيء وتقيم حفلات لتوقيعه. بالطبع في زخم ما يتم تداوله في المعارض وغيرها، هناك مؤلفات تستحق أن تكون كتباً، هو نتاج فكري وأدبي لكاتبه راعى فيه مؤلفه تقديم الجديد، يستحق أن يحمل اسم «كتاب» يسعد…