فضيلة المعيني
فضيلة المعيني
كاتبة إماراتية

لا تهاون مع العملاء

الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦

بكل صراحة أعلنت المملكة العربية السعودية كلمتها وقالت إنها ستعاقب كل من ينتمي لـ«حزب الله اللبناني» أو يؤيده أو يتعاطف معه أو يؤوي أحداً منه، وستطبق بحق أي من هؤلاء، سواء من السعوديين أو المقيمين، عقوبات مشددة بموجب القوانين السعودية وقوانين مكافحة الإرهاب. القرار السعودي واضح، وكل مواطن أو مقيم يؤيد أو يظهر الانتماء إلى ما يسمى «حزب الله» أو يتعاطف معه أو يروج له أو يتبرع له أو يتواصل معه أو يؤوي أحداً على صلة بالحزب، أو يتستر على من ينتمي إليه، فسيطبق بحقه ما تقضي به الأنظمة والأوامر من عقوبات مشددة، بما في ذلك نظام جرائم الإرهاب وتمويله؛ وعلى ضوء ذلك سيتم أيضاً طرد كل متعاطف أو متعاون أو ممول للحزب اللبناني. تصنيف دول المجلس تنظيم «حزب الله» بأنه حركة إرهابية تهدد استقرار المنطقة، وكذلك تصنيف جامعة الدول العربية الحزبَ بالإرهابي، هو كما رآه الخبراء كجرس إنذار وتنبيه للساسة والحكم اللبناني؛ حتى يراجعوا مواقفهم من هذا الحزب، ولحماية اللبنانيين والعرب من سرطان يستشري بينهم، وأصبح ذراعاً لإيران تخترق عبره أمن واستقرار الدول العربية. قرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليست عقوبات بقدر ما هي حماية لأمنها واستقرارها من شر يدق الأبواب وفتن تثيرها آلة إيران الإعلامية ومن يسير في فلكها بين شعوب المنطقة لزعزعة أمنها الداخلي عبر أناس…

الحجيج في أيد أمينة

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥

على الرغم من خيوط الشر التي يحيكها البعض ضد الشقيقة المملكة العربية السعودية في الظلام والسر والعلن، لأحقاد دفينة في أعماق نفوسها السوداء، إلا أن العين لا تخطئ جهوداً مضنية تبذلها، واستعدادات مبكرة وواسعة تقوم بها السلطات من أجل حج سهل وهين، ومن أجل راحة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى بيته العتيق من كل فج عميق. ليست جهوداً كبيرة وأموالاً طائلة تنفق في موسم الحج بذاته، بل إن التوسعات التي تشهدها مرافق الحرمين، والمشاريع العملاقة التي كلها تسير في هذا المنحى، تهدف إلى توفير أقصى الخدمات ينعم بها الحاج منذ لحظة وصوله إلى الديار، مروراً بأدائه المناسك، وحتى مغادرته أراضي المملكة، فرحاً سعيداً بما لاقاه من إجراءات على كل المستويات والقطاعات، التي تسخر عشرات الآلاف من أجل أمن وأمان وسعادة الحاج، ولا ينال من كل تلك الجهود، الممارسات المغرضة لجهات ملأها الحقد والضغائن، فأخذت تنفث سمومها وسهامها ضد المملكة وقيادتها. إن نهج المملكة العربية السعودية واضح في الوقوف مع الحق والأشقاء منذ القدم، والتاريخ يذكر ويشهد لها مواقف لا تنسى، وإن حاول البعض نسيانها أو تناسيها، فالحق يبقى حقاً والباطل باطلاً، هي الشمس التي لا تختفي، وإن حاول البعض حجب جزء منها، تظل ساطعة بنورها ودفئها وأشعتها التي تفيض على الكون روحاً وحياة. وسيبقى الحجيج على الدوام في أيد أمينة،…

بوخالد.. ماذا نقول فيك؟

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥

ساعات خاصة جداً، ولقاءات أبوية للغاية جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والجرحى الذين أصيبوا في حرب اليمن دفاعاً عن الحق والشرعية وتحرير اليمن. لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية يؤديها على سبيل الواجب والاطمئنان على أبنائه الجنود البواسل، بل كانت أكثر من ذلك بكثير، لقاءات تركت أثراً عظيماً وبكل قوة على وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي، ولم يكن للشارع الإماراتي حديث سوى ما كان يفعله بوخالد، إذ تقف الكلمات عاجزة عن وصف هذه الصور، وكيف كانت اللقاءات حانية، فنحن لسنا أمام مجرد عيادة مريض ولا للوقوف شخصياً على إصاباتهم ومعرفة الوضع الصحي لكل منهم، بل إن أبوّته المتدفقة عطفاً تقول الكثير. لقاء الشيخ محمد بن زايد بالمصابين كان بمثابة البلسم الذي شفى جراح الشباب، ورأينا كيف أخذ البعض يستحلفه أن يعطيه الأمر بالانضمام إلى رفاق الجهاد، فهذا أقصى ما يتمنونه، ولا شيء غير ذلك. لقاءات أبوية ستبقى في الأذهان وسيتذكرها الإماراتيون والعرب والعالم مطولاً، وسترك بركة وسراً في نفوس المصابين الذين أشعرونا ونحن نشاهدهم عبر الشاشة بأن جراحهم برئت على الرغم من عمق وشدة بعض الإصابات. اليوم ستشهد مساجد الدولة بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب على أرواح شهداء الوطن، رحمة الله عليهم، وهناك مبادرات عدة أعلن عنها البعض وبعض…

جمعة السخاء والشهادة

السبت ٠٥ سبتمبر ٢٠١٥

يد تبني وتحيي ويد تقاتل وتقدم الغالي والنفيس فداء للوطن والواجب، فلقد حمل الإنسان من طهر هذه الأرض في قلبه الكثير وغادر إلى اليمن ملبياً نداء الشقيق يشد من أزره ويضع يديه في يديه لاستعادة الحق والشرعية. جمعة الأمس، والتي كانت جمعة مختلفة، تستحق أن نطلق عليها جمعة العطاء بسخاء، جمعة بذل فيها الإماراتيون وقدموا أنفس ما لديهم، دماء زكية طاهرة كذات طهر النفوس التي قدمتها وحملت أكفانها على أكفها تلبية للواجب، فعادت الأرواح ترفرف في سماء الوطن فخراً بصنيع أصحابها في حرب مقدسة بكل ما تحمل الكلمة من معان. هي حرب الوجود في مواجهة عدو شرس لا يقيم للعدالة أو الشرف وزناً، حرب طرفها الآخر باغ يريد طمس وجود شعب وينهب وطنه ويقدمه على طبق من ذهب لقوى خارجية لتحقيق أحلام التمدد فيه، وعلى حساب أرضه وإرثه وحضارته ومستقبله وحاضره بل وحياته. دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وتضحياتهم لن تذهب سدى، بل هي الطريق التي ستمهد لمن بعدهم لأن يكملوا المسيرة المباركة، ويشهدوا تحرير أراضي اليمن من براثن الحوثي وقوى الشر التي تدعمه. في جمعة السخاء والشهادة شعرنا وكأن الإمارات بأكملها وبمن فيها من مواطنين ومقيمين، وكأننا نجلس في غرفة واحدة نعيش الحزن نفسه، ونتجرع الألم ذاته، ونترقب الأخبار القادمة من اليمن حول مصير أبناء الوطن، والأكف تتضرع إلى…

دبي لا تحلم فقط

الإثنين ٠٥ يناير ٢٠١٥

فكر واضح ورؤية محددة وعمل مخلص وجهد دؤوب عوامل نجاح اجتمعت لتصنع الإنجاز بموازنة العام الحالي للقطاع الحكومي في دبي لعام 2015، بزيادة تقدر بنسبة 9 في المئة، وبدون عجز، وهي الموازنة التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. عبرها يعلن سموه بقوة أن دبي تقف على أرض صلبة، دون أن تؤثر فيها الهزات الاقتصادية العالمية، مهما بلغت شدتها وقوتها وفق أي مقياس، وتتسارع فيها عجلة النمو نحو اقتصاد قوي تزداد فيها الإيرادات والعائدات الحكومية غير النفطية. أرقام تؤكد مرة أخرى أن الإنسان هو الأساس، وقد خصص جزء كبير من الموازنة على قطاع التنمية الاجتماعية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان وتنمية المجتمع، بما يثبت أن الإنسان محور أي سياسة تنتهجها الحكومة، فضلاً عن أن بند الرواتب والأجور أظهر مدى الاهتمام بالإنسان، سواء أولئك الموجودون في وظائفهم، أو عبر خلق فرص جديدة وتأمين وظائف من أجل تحقيق التوطين. تطوير المؤسسات الحكومية لتقديم أفضل الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين هو كذلك يصب في تحقيق سعادة الإنسان، ومثلها مشاريع البنية التحتية التي لا يتوقف التطوير فيها، وكل ما يبذل من أجلها جهداً ومالاً يهدف إلى رفاهية الإنسان ورخائه. حصيلة ثرية لم تأتِ من فراغ، وإنجاز لم يتحقق دونما سبب، بل نتيجة حتمية لما…

درب الشهادة

الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤

شهيدان آخران اختارا درب الشهادة في سبيل الوطن، وانضما إلى ركب سجل أسماء من لحقوا به بأحرف من النور في سماء الفخر والعزة، فداء للوطن وتلبية لنداء الواجب، وحباً للإمارات لا يدانيه حب، وعزاً لا يقترب منه سواه. شهيدان قدما روحاهما رخيصة للوطن، سقطا في ساحة هي من أكثر الساحات التي يتمناها أي مواطن اختار سلك الشرفاء وسلك العسكرية مجالاً يلتحق به ويخدم وطنه من خلاله، فكان للشابين سيف الزعابي وعبد الله الحمودي ما تمنياه، وسجلا اسميهما في هذه الساحة فخراً وشرفاً، فهنيئاً لهما ولأسرتيهما. بل للإمارات كلها فخر أبناء عاهدوا الله ثم الرئيس والوطن على البذل والإخلاص، فأوفوا بالعهد، وأخلصوا وتفانوا حباً وعملاً، من أجل وطن كان دوماً نصب أعينهم، فاحتضنهم ترابه حباً وفخراً لصنيعهم. رحل الشرفاء وغابت أجسادهم الطاهرة، وبقيت سيرتهم تعطر فضاء الوطن شرقاً وغرباً، وتنثر في الأرجاء شذى عشق أبدي لازمهم، لوطن يستحق كل غالٍ ونفيس، فما هان عليهم ولا تهاونوا في تقديم أغلى ما لديهم، فكانت الروح. بقيت السيرة العطرة وحب ممزوج بالفخر جاب الأرجاء وتوجه شرقاً إلى منطقة الطويين في الفجيرة وكلباء في الشارقة ليستقر هناك، حيث خيم عزاء الشابين الطيارين، فالعزاء ليس لذوي الشهداء، بل هو عزاء العائلة الكبيرة، التقت لتعزي نفسها في من رحلوا، وتتشاطر الأحزان وآلام الفراق في قدر كان محتوماً،…