هالة القحطاني
هالة القحطاني
كاتبة سعودية

«غريب بين أهله» !

الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣

انفرجت أساريره وأشرقت من وجهه فرحة لم يشعر بمثلها حين أُعلن اسم ابنه «سالم» مذيلاً باسمه ليتردد صداه تحت سقف أعرق الجامعات في العالم «جامعة هارفارد» التي تخرج فيها أكبر عدد من المبدعين الذين حصلوا على جوائز نوبل، أخذته صورة المبدعين الذين سبقوا ابنه واقتنع في قرارة نفسه بأنهم مجرد زملائه السابقين، فراح خياله مع مسيرة الطلاب ليتراءى له فرانكلين روزفلت على يمين «ابنه» وجون كيندي على يساره يلوحان له مبتسمين وبجوارهما بيل جيتس ومارك زوكربيرج يتدافعان من أجل الجلوس بجوار «ابنه» الذي انشغل عنهما بالتصفيق لباراك أوباما وهو يتسلم شهادة التخرج، كان يُحلق مع نسيج أفكاره ويتفنن في رسمها حول صغيره، وبات مقتنعاً بأن ابنه سيحصل يوماً ما على جائزة نوبل أيضاً التي تنتظره في طيات مستقبلٍ باهر، تنبه إلى منظر زوجته تصفق بحرارة ودموعها تبلل وجهها، فقام من مقعده يصفق ويصفر ويلتقط عديداً من الصور دون توقف ويرفع صوته بـ «تهانينا سالم»، شعر بحرارة ونشاط يتدفقان في عروقه في اللحظة التي تسلم فيها ابنه الشهادة وهو يصافح عميد الجامعة، فأخذ ينظر باتجاه الناس حوله بطريقة هستيرية «هذا ولدي الصغير»، ويصفق بحرارة إلى أن احمر كفَّا يديه.. انتهت المراسم وارتمى كل خريج في أحضان أسرته ، فوقف الأب فاتحاً ذراعيه باتجاه ابنه الذي تجاوزه ليرتمي في أحضان أمه يقبلها…

معاناة.. «بصناعة يدوية»

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

ستظل قيمة الإنسان المسلم رخيصة سواء كان «عربياً أو خليجياً» بل ستعامله الدول الأخرى كمن لا قيمة له، إن لم تتخذ الدول العربية والخليجية مواقف أكثر صرامة ووضوحاً من أجل مصالح وسلامة رعاياهم في الخارج، ولكي يحدث ذلك لا بد من تقدير الإنسان في الداخل أولاً؛ إذ لن يبقى للعرب أي احترام إلا إذا تعاونوا واعتادوا على نصرة بعضهم بعضاً، بدلاً من محاربتهم لأنفسهم بأنفسهم، بالقوانين الجائرة والناقصة وغيرها!. ولنتمعن قليلاً كيف أنه على الرغم من الجرائم التي ارتكبها كثير من العمالة الآسيوية في بلدنا إلا أنه أعجبني موقف حكومة الفلبين التي ماطلت بقوة في السنوات الماضية بشروط من أجل تأمين سلامة واحتياجات رعاياها والحفاظ على مصالحهم وحقوقهم خارج بلادهم، حيث بدأت برفع رواتبهم، والتأكد من تمتعهم بحقهم في الإجازة الأسبوعية مثل أي موظف، وأخيراً قامت سفارة تلك الدولة بإلزام مكاتب الاستقدام بإرسال تقارير شهرية تتضمن أرقام حساب العاملات المنزليات في السعودية التي تثبت إيداع رواتبهن، مع تزويد هذه التقارير بأرقام إقامة العاملات وتحديث البيانات شهرياً، لضمان عدم تأخر مستحقات مواطني تلك الدولة الصغيرة، التي شددت على سفارتها بمتابعة شكاوى مواطنيهم ومساندتهم، حتى في حالة ثبوت جرائم وجنح ضدهم أبسطها ضياع حق المواطن بهروب العامل «وإن كان مجرماً»؛ لتجبرنا حكومتهم من على بُعد على احترام رغبات مواطنيهم واتباع ما تمليه…

زوج مواطنة..!

الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣

عندما تحملت الدولة رسوم الإقامة الخاصة بأبناء المواطنة المتزوجة من غير سعودي كان ذلك إشارة واضحة لتقدير الدولة واحترامها لحقها الذي بُخست منه لسنوات بسبب عجز الأنظمة عن إيجاد حلول منصفة لها، فكيف تعجز المديرية العامة للجوازات الآن عن استيعاب هذه النقطة المهمة حين عملت على تنفيذ قرار مجلس الوزراء الخاص بتنظيم زواج السعودية بغير سعودي، والذي صرح به العقيد مدير إدارة الشؤون الإعلامية والمتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للجوازات، وذلك على موافقة (منح أولاد المواطنة السعودية المقيمين في المملكة حق الإقامة على «كفالة» والدتهم، كما لها الحق في «استقدامهم» إذا كانوا خارج المملكة للإقامة معها بشرط عدم وجود ملاحظات أمنية عليهم، كما منح النظام زوج المواطنة العمل في القطاع الخاص، وهو على «كفالة» زوجته على أن يدوَّنَ في الإقامة: (زوج مواطنة سعودية)، بشرط أن يكون لديه جواز سفر معترَف به يُمكنه من العودة في أي وقت إلى بلده)! ومن جانب التركيبة الاجتماعية للأسرة؛ فإنَّ صياغة القرار في هذا التصريح كانت غير موفق أبداً، بل يحكي ما يكفي لضغط أو استفزاز مشاعر وكبرياء أي رجل شرقي، لما يحملة من نبرة لا تخلو من تهديد مبطَّن في عبارة مليئة (بالتمييز) تضع الأم في موقف محرج أمام أبنائها وزوجها، ولا أستغرب من خشونة هذا التصريح الذي خرج بطريقة معتادة في السلك العسكري،…

استغلال فجوة التعليم!

الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣

منذ صدور القرار الملكي بزيادة رواتب المعلمين في المدارس الأهلية، وأصحابها في تنافس محموم لحصد أكبر مبلغ من الرسوم، فبعض المدارس استَبَقتْ بالبدء في تنفيذ القرار ورفعت رسومها لسنتين متواليتين، تكبد فيهما أولياء الأمور الثمن لمجرد أنهم اختاروا أن ينال أبناؤهم تعليماً في مبانٍ «أفضل» من التي توفرها المدارس الحكومية، وعلى الرغم من الدعم الذي تتلقاه تلك المدارس من الوزارة والدولة، إلا أن عدم تقيد بعضها برفع الرواتب كشف عن صورة بشعة هزت الثقة في أكثر من صرح تعليمي كان واجبه تعليم النشء القيم وكيفية الالتزام بها؛ ما دفع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتدخل، حيث ألزمت الوزارة بتوجيه المدارس الأهلية بعدم إجراء أي زيادة في الرسوم، إلى حين اعتماد القواعد المنظمة التي ستضعها الوزارة. وبعد أن تلقت «نزاهة» عديداً من البلاغات والشكاوى من أولياء الأمور كان عليها متابعة تنفيذ قرار مجلس الوزراء، وبالفعل قامت الوزارة بإعداد القواعد، وتمت مناقشتها مع من أسمتهم «نخبة» من أولياء الأمور، وجمعية حماية المستهلك، في اجتماع ضمَّ ممثلي اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في مجلس الغرف السعودية، وكان من المهم أن تراجع «نزاهة»-أولاً من مبدأ الشفافية التي اعتمدته في منهجها- مسألة «تضارب المصالح» بالمساءلة والتحقق بدقة من الخلفية التجارية لممثلي اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي في مجلس الغرف السعودية، إذ يتطلب الأمر أن يفصح كل عضو منهم…

المواصلات.. حلمٌ لا ينتهي!

الأربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٣

مع بداية هذه السنة يكون قد مرَّ 150 عاماً على إنشاء أول مترو أنفاق في العالم في لندن، ولعلَّ أقرب مثال لما نريده ونطمح في إنشائه موجود في نموذج (مترو أنفاق القاهرة) الذي يعد أول خط مترو يتم بناؤه وتسييره في مصر والوطن العربي والقارة الإفريقية وأحد أهم وسائل المواصلات في القاهرة التي تعد أكثر المدن ازدحاماً، وترجع فكرة إنشائه لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل في مصلحة السكة الحديد أول اقتراح لعمل المترو، وتم تجاهل اقتراحه من قبل الملك ليُغلق ذلك الملف الذي فُتح من جديد بعد نجاح ثورة يوليو وتولِّي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الرئاسة، حيث طالب بخبراء من فرنسا لإنشائه على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967 وتم التعاقد مع بيت الخبرة الفرنسي الحكومي(سوفريتو ) في عام 1970، ليتم تشغيله بعد تولِّي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك عام 1983، الجميل في الموضوع إصرار تنفيذه على الرغم من الصعوبات التي مرّت بها مصر والأهم في المشروع أن سعر التذكرة لا يتعدّى الجنيه الواحد لكافة المحطات وتصل إلى 75 قرشاً في الأعياد والمناسبات الرسمية دون أي استغلال للمواطن، وتُخصص العربتان في منتصف المترو للسيدات ويمنع استخدام الرجال لهما حتى التاسعة مساء. بلغت ميزانية وزارة النقل العام الماضي 2012 الحد الأعلى في تاريخها ( 11,300 مليار)…

العهد الجديد

الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٣

حين ألقى خادم الحرمين الشريفين خطابه التاريخي في سبتمبر العام الماضي بالسماح لدخول المرأة إلى مجلس الشورى، لم يكن يعلن وقتها دعمه واحترامه وتقديره لها فقط، مع العلم أنه أشاد بأهميتها في المجتمع في أكثر من مناسبة، بل شحّذ بخطابه همّتها وجعلها تعطي بقوة أكبر كأمٍّ وموظفة وعاملة مخلصة في هذا الوطن، الذي أسهمت كثيراً في إرساء أساساته وساعدت في دفع عجلة التنمية بجانب شقيقها الرجل، ولكن لم تحظَ بنفس الاهتمام والفرص والمميزات التي حصل عليها، بسبب بعض التقاليد والعادات التي توارثتها الأجيال من زمن الجاهلية، ليسبب ذلك فيما بعد نوعاً من الخلل المركب، الذي جعل تواتره على مر السنين المشكلة أكثر تعقيداً ليُهمش على أثره النصف الآخر من المجتمع. وقد عبّر قائد الدولة في أكثر من موقف عن تشجيعه وإعجابه بنشاط المرأة في المجتمع، بعد أن سجلت نجاحاً فوق المستوى وغير متوقع على الرغم من الإمكانات المحدودة جداً الممنوحة لها، فبعد أن رآها تتفوق (كعالمة فيزيائية في تقنية النانو، وبروفيسيرة ورئيسة لقسم العيون ومركز الأبحاث، وسفيرة للنوايا الحسنة، ودكتورة في تخصص الطب النفسي، وعالمة في التقنية الحيوية ترفض استغلال أبحاثها أو علومها في الأغراض الحربية، وعالمة من ضمن أفضل العلماء حول العالم المنتظر أن يغيروا من وجه الأرض بأبحاثهم وابتكاراتهم، ومستشارة في التخطيط، ومديرة تنفيذية لصندوق الأمم المتحدة وأول…

المناشدة والاستجداء في التعليم!

الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٣

لن نفقد الأمل ونحن نطالب في كل مرة بتحسين أوضاع المعلم أو العلم والتعليم، بل في كل مرة سيزيد حجم المطالبة نظراً لما يشهده العالم حولنا من تقدم علمي ملحوظ وحضارة تُدخل الحسرة لا شعورياً في أنفسنا بسبب تأخرنا عن مواكبة الزمن الذي نعيش فيه، وإضاعة معظم الوقت في سجالات عقيمة، لن نتوقف من أجل إصلاح البيئة التي نعيش فيها والتي لن تنهض سوى بمزيد من العلم الذي يشيد الحضارات، وليس من العدل أن تتحول هذه الحقوق إلي مناشدة واستجداء من أجل تحسين مباني المدارس المتهالكة عندما اتخذ بعض المسئولين ذريعة واهية مثل وعورة تضاريس المملكة وتباعد مساحاتها هي التي حالت دون وصول بعض الخدمات التعليمية إلى جميع الهجر والمحافظات، ليوهمك ذلك بأن مساحتها أكبر من مساحة الولايات المتحدة، لنبرر لأنفسنا الكسل والعجز من إيجاد حلول سريعة في زمن أصبح فيه الإنسان لا يتوقف أمام العوائق، بالمقابل اختارت وزارة التربية والتعليم قرار تغيير شعارها الذي يكلف 41 مليون ريال، ويغطي هذا المبلغ جميع المدارس المنتشرة في مختلف المناطق والمحافظات التي تبلغ 32986 مدرسة بناءً على اخر إحصائية، ما سيمنح فرصة لكل مدرسة لتغيير لوحتها إلى الشعار الجديد بمتوسط ألف ريال لكل لوحة، ليصبح الإجمالي 32 مليونا تقريبا، ويشمل ذلك المدارس السعودية في الخارج، وإدارات التعليم، والمكاتب الفرعية والوحدات الصحية، كما…

خزانة الذكريات المؤلمة

الأربعاء ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

هبطَتْ إلى الدور الأرضي ملبية لندائه مسرعة، فلمحت صورتها في مرآة الممر بوضوح في ضوء النهار، فامتقع لونها وزمت شفتيها منزعجة وبدا عليها القلق وهي تبحث عن أي شيء يعطلها قليلاً، رفع رأسه باتجاهها «ماذا يؤخرك لنبدأ باللعب؟» وانهمك بتوزيع الأوراق على الطاولة العريضة التي كانت أمامه، أشار إليها بيده «هيا أسرعي.. سأثأر منك اليوم» فقالت: سأُحضر بعض القهوة وسأعود في الحال، فوقفت أمام مرآة الممر التي لم تشعر بقيمتها مثل هذه اللحظة التي أنقذتها فيها، ففكت مشبك شعرها وأسدلت بعض الخصلات لتخفي بعض الخطوط الخفيفة التي رأتها على جبينها، ثم حملت قدحين من القهوة وعادت تجلس في الجهة المعاكسة لضوء النافذة لكي لا يسقط بشكل مباشر على وجهها ويكشف أسوأ ما يرتكبه الزمن بحق المرأة حين يعبث بالجزء الخاص بجمال وجهها، فغيرت بخفة وضعية الورق ورفعت رأسها مبتسمة باتجاهه وقالت «هذه الجهة أفضل» فبدأ اللعب مُتحمساً، يسحب ورقة ويضع أخرى، وما هي إلا لحظات حتى عاد التوتر ينتابها من جديد، وبدأ جبينها يصبح رطباً، ثم أخذت تتلكأ في كل مرة تسحب ورقة، فمرة ترفع يدها بشكل عمودي وكأنها تلمس أذنها، ومرات أخرى تحاول سحب طرف كم القميص الذي كانت ترتديه ليغطي على الأقل نصف يدها في محاولة يائسة لإخفاء العروق التي برزت في ظهر يدها بشكل لمس جرحا عميقا…

قانون لمى

الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢

أفاق الشعب الإماراتي منذ بضعة أشهر على جريمة بشعة ارتكبها أب تجرد من مشاعره الإنسانية حين حبس شقيقتين وربطهما بالسلاسل وعذبهما بالضرب والحرق والتجويع وإجبارهما على الأكل من مخلفاته هو وصديقته إلى أن ماتت الطفلة (وديمة) من شدة التعذيب ليواري جثتها في الصحراء، لينتفض المجتمع الإماراتي شعباً وحكومة وحاكماً فاعتمد مجلس الوزراء الأسبوع الماضي مشروع إطلاق (قانون وديمة) الذي يعيد للطفل حقوقه المسلوبة ويحميه من الإساءة بالقانون. وفي الأسبوع الماضي استيقظنا على ألف طعنة في نفس الجرح العميق، بعد أن كشفت عضوة حقوق الإنسان التفاصيل التى أدلت بها (أم لمى) والاختصاصية المشرفة على حالتها، بأنها أيضاً اغتصبت في أكثر من مكان، ليثبت الأب أن الأم غير صالحة للحضانة تدفع الثمن طفلة بريئة لتموت عصفورة أخرى ببشاعة وتنضم إلى عصافير الجنة الضُعفاء العُزل الذين قضوا نحبهم تعذيباً على يد أقرب الناس، ولم نثأر لهم بل مازلنا نتفرج، ولكن لا نستطيع أن نستمر في تجاهل ما يحدث من خطأ كبير، مع كل ضحية جديدة يزيد حجم شعورنا بالذنب لأننا في الأصل لم ننسَ (غصون وشرعاء وأحمد وأريج ورهف وعبدالله وكلثوم وبلقيس وكثيرين) ولن أستطيع أن أتخلص من حقيقة أن عظام لمى كُسرت، ولا أتخيل حجم الألم الذي كانت تشعر به طفلة الخمس سنوات التي من المستحيل أن تبقى على قيد الحياة بعد…

الطيور لا تحلق مع الغربان!

الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢

توظيف الأموال في المنطقة الشرقية بدأ عام 1414هـ حين قامت شركة العيد بهذا النشاط حيث كان بداية عملهم عبارة عن استئجار مبانِ بالقرب من الحرمين الشريفين وإعادة التأجير في المواسم، وتوزيع الأرباح مرتين سنويا في رمضان وبعد الحج، بمعدل ربح سنوي يصل إلى أكثر من 20 %، ثم غيرت العيد عقودها، وأصبحت بعوائد أكبر ووقت أقصر وصلت إلى أربعة أشهر لم يسجل خلالها أي نقص لحقوق الناس، وفي عام 1422 بدأ صراع عنيف بين الشركات من جهة في جذب أكبر عدد من المساهمين من خلال رفع نسبة الربح المتوقع للمساهمة، حيث لعب المسوقون والسماسرة دورا بارزا في إقناع الناس ببراعة بالدخول في تلك الشركات معتمدين على ما يتناقلونه بينهم من توزيع لأرباح مغرية، ومن البنوك من جهة أخرى عن طريق صناديق الاستثمار التي خَدَعَت الناس بالمضاربات الإسلامية وادعائهم بوجود خبراء في إدارة الأموال، وفي ذلك الوقت كان أغلب الناس في حالة بحث عن قشة تساعدهم في جمع وكسب قيمة حلم (بيت العمر)، فلم يتوان المواطنون عن أخذ قروض سهلتها لهم البنوك، حيث أوهمهم بعض الخبراء العقاريين في الغرف التجارية بأن هذا الوقت الأنسب لشراء أو بناء منزل بسعر معتدل، لأن المؤشرات تنذر بارتفاع أسعار العقارات خلال السنوات القادمة، فما كان من الناس سوي تجميع ما يملكون وأخذ قروض إضافية معتمدين…