دعونا نرَ أنفسنا في ضوء مختلف
في هذه الأيام، نحن محاطون بالشاشات. شاشات في كل مكان، في الهواتف والأجهزة اللوحية، شاشات التلفزيون في المقاهي، وشاشات عرض مواعيد إقلاع وهبوط الطائرات في المطارات، ولكن حتى قبل أن تصبح الهواتف والأجهزة اللوحية رفقاءنا الدائمين، استحوذت الإسقاطات والصور المتحركة على خيالنا. ما تعنيه هذه الصور وكيف نراها هي المسائل التي تستحوذ على اهتمام د. جوليانا برونو، أستاذ الدراسات المرئية والبيئية في جامعة هارفارد. في كتابها الجديد «أجواء الإسقاط وتمثيلاته في البيئة والفن»، تحلل د. برونو العلاقات المتبادلة بين الإسقاط والبيئة، وتستعيد مفهوم «الإسقاط» كقوة إبداعية إيجابية. في حديثها لمجلة هارفارد غازيت، تقول د. برونو «كنت مضطرة للتفكير في الصور المُسقَطَة، لأننا محاطون بها في الفن المعاصر، وكذلك في الحياة، فلدينا شاشات في كل مكان، في المتاحف وفي البيوت.. وبالعودة إلى التاريخ، لطالما افتتننا بالظلال التي يُسْقِطها مصدر الضوء على سطح الجدار، التي تعود إلى لوحات الكهوف.. هذا الإسقاط، المولود في عصور ما قبل التاريخ، يربط بين تاريخ البشرية وتاريخ الإبداع». ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، اتخذت فكرة «الإسقاط» دلالات سلبية، إلى حد كبير، لأن المصطلح في التحليل النفسي يعني إزاحة مشاعر المرء عنه وإسقاطها على الآخر. وقالت: «لقد أصبح هذا يعني أن أي شيء غير سار أو سلبي في أنفسنا يمكن أن نسقطه على شخص آخر». يعود الارتباط السلبي…