التعاون الإيراني الأميركي بشأن العراق قرار صعب

السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤

تعد مجابهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) هدفا مشتركا للخصمين القديمين، إيران والولايات المتحدة، القلقين كثيرا بشأن تقدم جماعة «داعش» المسلحة في العراق، التي قامت بالاستيلاء على بلدات ومدن كبيرة في شمال العراق وشرقه، لم تستطع الاثنتان أن تنضما بعضهما إلى بعض في تعاون مشترك بهذا الشأن؛ إذ قامت الدولتان بإمداد حكومة نوري المالكي بمستشارين عسكريين، ولكن لم تشترك أي منهما حتى الآن في هذه الحرب. ويدعي المسؤولون الأميركيون أن إيران أمدت حكومة المالكي بطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات عسكرية، الأمر الذي كانت إيران حذرة بشأنه وأكدت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «القوات الإيرانية والقائد قاسم سليماني لم يكن لهما وجود في العراق». ومن المهم لإيران أن تظل بعيدة عما ترغب «داعش» في أن تسميه المواجهة «السنية - الشيعية»، بينما تعد التطورات في العراق في غاية الأهمية بالنسبة لطهران وأمنها القومي. ومن المهم أيضا للولايات المتحدة أن تقوض تنظيم داعش قبل أن ينجح في الإطاحة بحكومة نوري المالكي، مما سيؤدي إلى إشعال عنف طائفي جديد قد يعرض المنطقة بكاملها إلى الخطر. ورغم كافة التوقعات التي أشارت إلى إمكانية أن تكون إيران والولايات المتحدة قد عقدتا محادثات جادة حول العراق على هامش المحادثات النووية التي جرت في إطار مجموعة 5+1 (التي تضم الأعضاء…

سوريا أم الاتفاق النووي.. أيهما أفضل لإيران؟!

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

يعد آية الله علي خامنئي - الرجل الذي لا يسافر إلى الخارج على الإطلاق، ولو حتى لأداء فريضة الحج، ولا يكوّن صداقات على المستوى الاجتماعي ولا يظهر مدليا بأي تصريح لوسائل الإعلام منذ أن صار المرشد الأعلى - شخصا يصعب التكهن بشأنه. يمكن لهذا الرجل، الذي لديه الكثير من السلطات والصلاحيات، أن يطوي أي صفحات لا يحب قراءتها أو تلك التي يكون السياق فيها مخيبا لآماله. وفي هذا السياق، أصابت خيبة الأمل والإحباط هذا الرجل بسبب عدم توجيه دعوة رسمية إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف لمباحثات السلام بشأن سوريا الذي سينعقد أواخر هذا الشهر. وفي المقابل، يقول المرشد الأعلى إنه لم يكن متفائلا بشأن جميع المباحثات التي جرت مع الولايات المتحدة منذ بدايتها. وخلال اجتماعه الذي عُقد في قم يوم الخميس 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، قال خامنئي إن عدائية الولايات المتحدة في المفاوضات كانت واضحة بجلاء. المفاوضات التي يشير إليها خامنئي لا يجب عدّها سوى مباحثات بشأن البرنامج النووي بين إيران والقوى الغربية، مما نتج عنه نجاح إيران في إبرام اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر مع مجموعة «5+1». ومن اللافت للنظر أنه في نفس يوم انعقاد هذا الاجتماع يوم الخميس الموافق 9 يناير، استأنفت إيران ومجموعة «5+1» المباحثات النووية في جنيف أيضا بهدف متابعة الجوانب الفنية للاتفاق، وهو ما…

إيران تخشى فرناندا ليما أكثر من نتنياهو!

السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣

الإيرانيون يحبون كرة القدم. وتعتبر كرة القدم من أكثر المصادر الوطنية للإثارة والمتعة، بيد أن الحق الواضح والمؤكد الخاص بالبرنامج النووي ومحاربة الخصم الوطني يجب أن يكون هو الشغل الشاغل للجميع وأن يكون له الأولوية حتى حينما يشاهد الأشخاص كرة القدم! ووفقا لرجال الدين المحافظين الحاكمين في إيران، فإن العدو لا يريد الإطاحة بالنظام عن طريق الحرب والمواجهة. ومن جانبه، ليس لدى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، أي مخاوف من الجيوش الحديثة الأميركية أو الإسرائيلية، ولكنه يخشى من حرية التعبير وربما الغزو الثقافي! يعتبر فرض القيود الاجتماعية وتنظيم العامة وتنفيذ عقوبات الإعدام على الأشخاص الذين يخرقون القانون (ليس هناك قانون واضح) ضد هؤلاء الذين يرتدون الملابس الغربية، جزءا من هوية الجمهورية الإسلامية دائما. وعلى النقيض، يمتلك كثير من الشعب أطباق القمر الصناعي في بيوتهم ويشاهدون أي شيء يتمنونه ولن يكترثوا بما يحظره النظام، في حين تكون برامج القنوات المملوكة للدولة سطحية وبسيطة ومحافظة. وبالنسبة للقنوات المحلية، يظهر دائما رجال الدين النابغون مرتدين العمامة البيضاء أو السوداء للتحدث عن الجوانب الفنية والاجتماعية والأمور الدينية والسياسية. فمن الذي يرغب في مشاهدة مثل هذه القنوات التي يغزوها رجال الدين والمحافظون الآخرون؟! وفي ظل غياب التسلية والترفيه، صارت برامج القنوات الفضائية رائجة للغاية. وتعتبر القنوات المحلية جيدة في بعض الأحيان لمشاهدة الأخبار…