د. خالد الخاجة
د. خالد الخاجة
عميد كلية الإعلام والمعلومات بجامعة عجمان

مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧

سيظل التعليم هو حجر الأساس والقاعدة التي تنطلق من خلالها وتبنى على قاعدتها كافة عمليات التحضر الإنساني، وهو الضمانة الحقيقية للإدارة الرشيدة للثروات والمقدرات، وهو الثروة الحقيقية التي لا تنضب، والاستثمار الأمثل للشعوب، والتخطيط الحصيف للمستقبل، والقيمة الكبرى للفرد والدولة، وهو البوابة التي تفتح آفاقاً لا حدود لها للانطلاق نحو المستقبل. ولكن من ناحية أخرى السؤال الذي يجب أن نطرحه دائماً ماذا نتعلم؟ وكيف نتعلم؟ ولماذا نتعلم؟ وأين نحن من الآخرين؟ هذه الأسئلة يجب أن نطرحها على أنفسنا بشجاعة، هذا إن أردنا تعليماً حقيقياً، وأن يكون أولادنا ليسوا حملة شهادات تعليمية ولكن متعلمين بحق لديهم علم قادرين على أن يحولوه إلى عمل. من هنا كان مشروع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي صيحة لإيقاظ الوعي العربي الذي لا مناص له للعودة إلى الجادة واعتلاء القمم إلا بالتعليم، وإن مسارات المستقبل تتأسس على ما نقوم به الآن، من هنا كانت المبادرة الكبيرة. والتي بالفعل تسمى «تحدي الترجمة» كأكبر تحدٍّ من نوعه في العالم العربي يسعى إلى ترجمة 5000 فيديو بواقع أكثر من 11 مليون كلمة خلال عام واحد في مختلف مواد العلوم والرياضيات، بحيث يتم تعريب هذا المحتوى وإعادة إنتاجه وفق أرقى المعايير المعتمدة في المناهج الدراسية الدولية، ويكون متوفراً مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي. ولا…

مبادرات محمد بن راشد العالمية غيض من فيض

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

يوما بعد آخر تؤكد التطورات المتلاحقة في مجال العمل الإنساني الحاجة لوجود عمل مؤسسي ضخم تتكامل فيه الجهود وتحشد فيه الموارد من أجل الارتقاء بالعمل الإنساني والخيري والتنموي بما يتناسب وحجم التحديات التي نواجهها. «لقد قطعنا عهدا من البداية بأن نقف إلى جانب المحتاجين والمرضى والمنكوبين أينما وجدوا، ونذرنا أنفسنا لخدمة البشرية دون أن نبتغي فيما نقدم للناس سوى مرضاة الله تعالى، مؤمنين بأن قيمنا الحقيقية إنما تعزز من خلال قدرتنا على تغيير حياة الناس للأفضل، دون تمييز بين عرق أو لون أو جنس أو دين أو طائفة، وبعيدا عن أي حسابات سياسية أو فئوية»، بهذه الكلمات، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، استهل تقرير الأعمال لمبادرات محمد بن راشد العالمية إصداره الأول. والتي تجمل المحطات الرئيسة الرؤية الاستراتيجية لتلك المبادرات الإنسانية وفلسفتها النابعة من تحويل العمل الإنساني من أعمال فردية متناثرة قائمة على جهود فردية لا تملك خريطة واضحة لتحديد الأولويات، إلى عمل مؤسسي، سواء القضايا الإنسانية الأشد احتياجا، وكذلك المناطق أكثر إلحاحا، حيث تنعدم الفاعلية الحقيقية لتلك الجهود الفردية عن مواجهة هذا السيل الكبير من المعضلات الإنسانية. والتي لا يقوى على حملها أفراد مهما كثر عددهم وزاد عطاؤهم، فضلا عن ارتباط كثير من أعمال الخير الإنساني بأفراد على قدر أهميته على قدر المخاطرة بعدم استمراره لتقلبات…

نحن وأبناؤنا

الأربعاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١٧

في رحلتنا مع الحياة نعيش أدواراً متعددة، ونقوم بمهام مختلفة، كل على قدر الطاقة، وكل حسب البيئة التي وجد فيها نفسه والظروف التي أحاطت به، والتي لها كلمتها المؤثرة في طبيعة الدور الذي نقوم به، وهو في كثير من الأحوال يتم اكتسابه ولا يتم منحه، ففي الأسرة الواحدة تجد من وجد نفسه يتحمل مسؤولية إخوانه وأخواته، رغم أنه لم يكن مطالباً بذلك. لكن الله منحه من سعة الصدر وحلم الخلق ولين الجانب واتساع رؤيته خارج اهتماماته الخاصة ليجد نفسه موثوقاً بحبل نفسي لا يملك هو ذاته إلا أن يكون حاضراً في شأن من حوله، وقد يكلفه ذلك الكثير من الوقت الذي يصرفه لغيره أكثر من نفسه، والمال الذي يعني العطاء من غير منّ، والجهد الذي يجده مبذولاً للآخرين، غير أن سعادته يجدها في ذلك، كما أنه بدونها يشعر أن هناك ما يفتقده. تلك النوعية من البشر بمثابة هدية من الله إلى الناس باعتبار ما لديهم من العطاء الغامر دون أن يعتقدوا أنهم يقومون بذلك العطاء، وبهم تصلح الحياة. وما أقسى الحياة وأجدبها لو عدمت هؤلاء، وهم الذين نظل نتذكرهم عند غيابهم، ونفتقدهم حين مماتهم، ونتلمس مواقفهم، ونتقمّصهم في أحيان كثيرة، وتظل تلك الأدوار تتوالى، ومنها لا شك ذلك الدور الذي نقوم به داخل أسرنا ومع أبنائنا على وجه الخصوص حين…

صنّاع الأمل

الثلاثاء ٠٦ يونيو ٢٠١٧

تشهد الشاشة في شهر رمضان سباقاً محموماً لعرض المسلسلات أو البرامج لساعات طوال، للدرجة التي قد تحدث للمشاهد تشويشاً يحول بينه وبين الوصول إلى قرار متابعة أي منها، باعتبار أن متابعتها بأكملها أمر يفوق الطاقة، غير أنه قد تجد أن أحد هذه البرامج، والذي يعرض لدقائق معدودات، قد جعلك تتوقف أمامه لعظم القيمة التي يحملها. استوقفني من برامج شهر رمضان المبارك برنامج «صناع الأمل»، الذي يندرج تحت مظلة «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وهي أكبر مبادرة عربية من نوعها مخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي. وذلك عبر تكريم مبادراتهم ومشاريعهم وبرامجهم وحملاتهم الإنسانية والخيرية والمجتمعية، التي يسعون من خلالها إلى الارتقاء بمجتمعاتهم، وتحسين نوعية الحياة في بيئاتهم، ومساعدة المحتاجين، وإغاثة المنكوبين، ورفع المعاناة عن الفئات الهشّة أو المهمَّشة في المجتمع، وإحداث فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم، وتسخير مواردهم وإمكاناتهم من أجل الصالح العام أو لخدمة شريحة مجتمعية بعينها. وكأن هذا البرنامج جاء على موعد مع حالة من القنوط بدأت تدب بين بعض أبناء شعوبنا العربية، وتتمكن من نفوس شبابها خاصة دون أن يكون هناك عمل حقيقي لمكافحة ذلك المرض العضال، الذي إن تمكن سوف تكون العواقب وخيمة، لتأتي تلك المبادرة لتكشف عن حالات من العطاء والبذل. قام بها أفراد على مدار سنوات دون أن يشعر…

رهين الصدمتين

الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠١٦

لن أدعي أني تابعت ما عرض على الشاشات في رمضان، فذاك أمر فوق الطاقة في ظل هذا الهدير الشديد من المسلسلات والبرامج التي تزاحم بعضها البعض، وتضع المشاهد في حيرة، يلجأ معها إلى استخدام ما أمدتنا به التكنولوجيا الحديثة للمشاهدة، وما يطلق عليه بالإعلام الجديد، الذي يتيح لك قدراً من المتابعة بين حين وآخر، وحتماً ستتوقف عند بعضها، إما مبهوراً وإما مصدوماً، وهو ما حدث معي خلال متابعة نوعين من البرامج، أولهما أصابني بصدمة بمعناها الحقيقي، ذلك البرنامج الذي يلعب صاحبه بالنار، واختار له الاسم «رامز يلعب بالنار»، تلك النار التي تطاير لهيبها حتى أصاب بيوت المشاهدين، حين يطل عليهم كل مساء، ورغم أن البرنامج يدخل ضمن البرامج الترفيهية التي تهدف إلى تسلية المشاهد والتسرية عنه، باعتباره «كاميرا خفية»، إلا أنه في تقديري، يعتبر من أكثرها فجاجة وسطحية، ولم تثر الضحك أو الاستغراب، بقدر ما أثارت الاستهجان والتساؤلات حول الهدف من هذه النوعية من البرامج التي جعلت من ضيف البرنامج مادة لسخرية مقدمه، من وزنه أو ملبسه أو طريقة مشيته أو تسريحة شعره أو أسلوبه في الحديث، أو حتى جلسته للحوار، رغم أن ذلك لا يمكن أن يسعد المشاهد، لأن كل فرد من الجمهور يضع نفسه دائماً مكان الضيف. إنني أفهم أن برامج الكاميرا الخفية التي نشاهدها في العالم كله،…

حُقَّ لها أن تحتفل

الثلاثاء ٠٨ مارس ٢٠١٦

الثامن من مارس هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي للمرأة، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الأمم المتحدة عام 1977، قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وأصبح ذلك اليوم الذي تحتفل فيه المرأة بما حققته في المجالات السياسية والاجتماعية، وتتويجاً لمسيرة عبر عقود من العمل والجهد. ولا شك أن المجتمعات الإنسانية تتقدم إذا استثمرت طاقات كل فرد فيها، باعتبارها قوى حيوية لحركة المجتمع لا تنضب ولا تنفذ، ورعاية المرأة وتمكينها، أحد أبرز المعايير التي تدل على تقدم المجتمع وتطوره. وقد شهد العالم لدولة الإمارات العربية المتحدة بالتقدم والتطور، فمن خلال الإحصاءات، احتلت الإمارات مكانة متميزة في تمكين المرأة، ولن أكون مغالياً إذا ذهبت إلى أبعد من ذلك، بالقول إن المرأة الإماراتية سبقت الكثير من نساء العالم في التمتع بحقوقهن عبر تاريخ حافل، ذلك لأن ديننا الإسلامي الحنيف، والأخلاق العربية الأصيلة، وميراثنا التاريخي، وواقعنا الاجتماعي، جعل الكرم وطيب الخلق وتمام الرجولة والفتوة، قريناً لإكرام المرأة والحفاظ عليها ووضعها في المكانة التي تليق بها. باعتبارها أماً معنية بإخراج جيل مؤهل لتحمل المسؤولية، كما أنه جعل من اللؤم والخسة وسوء الطبع، قرناء للرجل الذي يهين المرأة أو يتغول على حقوقها أو يستغلها لإجبارها على ما تكره، ذلك أن…