ماريا غوليا
ماريا غوليا
كاتبة أميركية

من القاهرة مع خالص حبي

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٣

علق أحدهم لافتة ضخمة وسط ساحة قريبة من شقتي خلال مظاهرات 30 يونيو (حزيران). كانت تحمل صورة السفيرة الأميركية لدى مصر آن باترسون، وقد وضعت على وجهها علامة إكس، وكتب أسفلها «ارحلي». المصادفة أن باترسون متزوجة، لكن وصفها بالعَازبة كان نوعا من التشويه، فالمرأة المستقلة عادة ما ينظر إليها بنوع من الشفقة أو عدم الثقة في الثقافة الأبوية المصرية. المصريون غاضبون من الولايات المتحدة. ونظرا لكوني أميركية، كثيرا ما يقول لي جيراني في القاهرة بأسئلة مثل «هل من أنباء عن أوباما؟»، كما لو كنت ضالعة في عملية اتخاذ القرار الأميركي. فعلاقة المصريين مع الولايات المتحدة تبدو شخصية بقدر ما هي سياسية، ولقد شاهدت ذلك التحول من الافتتان إلى خيبة الأمل. في أوائل الثمانينات، كان الناس هنا ينظرون إلى الشعب الأميركي كأبطال، يبدون إعجابهم برخاء البلاد وقوتها ونصرتها للحقوق المدنية. إلا أن الفترة التي سبقت وتلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وأفغانستان والعراق وأبو غريب وخليج غوانتانامو، كنت عندما أسأل عن جنسيتي، أضطر إلى الكذب في بعض الأحيان، لا لتجنب المواجهة، بل أضطر للاعتذار نيابة عن أميركا، كما يسمونها هنا. اليوم أكتب محملة برسالة إلى رئيس بلدي، تتلخص فيما يلي: يشكو المصريون من أن أميركا دعمت جماعة الإخوان المسلمين الاستبدادية، كما فعل نظام الرئيس حسني مبارك على حساب الحريات السياسية…