مارلين سلوم
مارلين سلوم
كاتبة مقال بصحيفة الخليج

الإعلام العربي.. مرحلة حرجة

الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦

الإعلام العربي، اليوم، يعيش مرحلة حرجة، يقف فيها على مفرق طرق، ليحدد مساره المستقبلي. إنها مرحلة «غرفة الإنعاش»، حيث ينتظر المريض العلاج المناسب كي ينجو من الموت أو الشلل. الإعلام يعاني أزمة كان هو سبب جزء كبير منها، والجزء الباقي جاءه بفعل التطور وتغير الزمن، حيث الثورة التقنية والمعلوماتية فرضت مرحلة انتقالية طبيعية للإعلام، من «التقليدي» إلى ما يواكب به العصر، ليصبح رقمياً. لكن الانتقال يتطلب الكثير من الشروط والوعي كي تكون القفزة مدروسة وناجحة، غير اعتباطية ولا تعسفية بحق الوسائل «الأم»، المرئية (التلفزيون) والمسموعة (الإذاعة) والصحافة الورقية.  أمّا الجزء الأكبر من أزمة الإعلام، فسببها الأول الإعلام نفسه، حيث سمحت بعض وسائله لأي كان أن يجلس على كرسي المذيع، ويتحول إلى صحفي، وينشر أي خبر، ويدعي المعرفة في كل شيء، وهو جاهل، خلط الأوراق وخلق بلبلة تاه وسطها المتلقي حتى بات لا يصدق ما تبثه وسائل الإعلام خاصة الفضائيات، وبدأ البحث عن وسائل أخرى تقدم له الحقائق بالعين المجردة، من خلال كاميرا الهاتف المتحرك، وأي كاميرا يحملها الناس العاديون.. صار المشاهد هو صانع الخبر وصاحبه وناشره ومذيعه. صار هو صانع أفلام اليوتيوب، الذي يصور الحدث لحظة وقوعه، شاهد عيان يتبرع للإدلاء بشهادته علانية ومجاناً، من دون أن يطلب منه أحد أقواله، وتستعين به المحطات التلفزيونية لتدعم أخبارها بمقاطع من أفلامه. …