د. ميادة كيالي
د. ميادة كيالي
باحثة في التاريخ القديم

الله معنا، فهل نكون معه؟

الثلاثاء ٠٧ أبريل ٢٠٢٠

خاص لـ هات بوست:  ترددت على ألسنة البعض في الآونة الأخيرة رسائل تقول "أغلقت المساجد والكنائس ولم يحصل شيء، لكن تخيلوا لو أغلقت المشافي" في غمز ولمز إلى أهمية العلم وعدم فائدة الدين. وعلى الطرف الآخر عزا البعض إغلاق دور العبادة والوباء إلى "الفجور والفلتان" الذي تسلل إلى المجتمعات المسلمة فكان هذا عقاب الله. وبات كثر يبكون على ما آلت إليه أحوال الزمان، بعد أن أغلقت دور العبادة، وراحوا يتحسرون، لدرجة سمحت لأولئك بكسر الحجر المنزلي والخروج بمسيرات يرددون فيها "الله أكبر" هنا وهناك في طنجة في المغرب وفي مناطق عدة في تونس. لماذا نتخيل أنّ دور العبادة هي الأماكن التي يوجد فيها الله؟ دور العبادة أغلقت لكن أبواب الله مفتوحة، ليس فقط بالدعاء، بل بالعمل والمساهمة في مساعدة المصابين والمتضررين. الله موجود معنا في التزامنا بيوتنا، وحرصنا على ألا نزيد الأمر سوءاً على أحبابنا وأهلنا، وعلى من يعملون لأجلنا من طاقم طبي يسهر ويعمل بساعات طويلة تحت خطر الإصابة والعدوى. والله معنا في رحمتنا لمن فقد عمله، وربما يمر بظروف قاسية استعداداً لعودته لبلاده التي من المفترض أن تكون أولى به، في مقاييسنا الأنانية وخوفنا على نقص الموارد، ونقص الإمكانيات الصحية. الله معنا في احترامنا للموتى، بغض النظر عن أعراقهم ودينهم، فلا نتشفّى بموتهم، بل نطلب لهم الرحمة وإن…