محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

وداعاً «أبوباسم»

الأربعاء ٢١ أكتوبر ٢٠٢٠

أبت شمس يوم أمس، الثلاثاء، أن تشرق إلا وقت فارقت روح الأستاذ إبراهيم العابد، في رحلته الأخيرة في هذه الأرض، ليتركنا هنا في حيرة وحزن على هذا الرحيل المفاجئ الذي كان بلا أية مقدمات وبلا وداعٍ وبلا موعد للقاء قريب، كما تعودنا دائماً.. «نشوفك على خير بوباسم». الحزن في الوسط الإعلامي الإماراتي كبير، فغياب قامة بحجم ومكانة الأستاذ إبراهيم العابد، بلا شك يشكل فراغاً حقيقياً في المشهد الإعلامي، ففي سنواته الأخيرة، كما هو دائماً، وأثناء عمله مستشاراً لمعالي الدكتور سلطان الجابر عندما كان رئيساً للمجلس الوطني للإعلام، كان الأستاذ إبراهيم المستشار الخاص لكل إعلامي إماراتي وغير إماراتي، فمن يبحث عن معلومة ومن يريد أن يتأكد من خبر ومن يبحث عن مسؤول لا يعرفه ولا يمكنه التواصل معه، لا يحتاج إلا الاتصال بالأستاذ إبراهيم الذي كان يرد في كل وقت وفي كل ظرف وغالباً ما يكون عنده الجواب، وإذا لم يكن فإنه يبحث ويسأل حتى يأتي بالجواب وبالرد.. اليوم وبعد أن رحل الرجل المتجاوب مع الكل أصبح الجميع يردد: رحم الله بوباسم، فمن نسأل الآن؟ وإلى من نلجأ في عملنا اليوم، وفي زحمة الجري وراء الخبر والمعلومة؟ عرفت الأستاذ إبراهيم لأكثر من عشرين عاماً، لم يكن إلا ذلك الرجل السمح البشوش والخجول والهادئ والمتواضع، يعرف كيف يعامل كبار الصحفيين والصغار والمبتدئين،…

ما رأي الشعب الفلسطيني؟

الأحد ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠

بعد انتشار الحديث عن قرار السلطة الفلسطينية الارتماء في أحضان تركيا، نتساءل هل الشعب الفلسطيني العربي راضٍ بأن تكون فلسطين تحت إدارة التركي والإيراني، بعد أن كانت عربية؟ والتساؤل الآخر الذي يطرحه كل العرب من الخليج إلى المحيط، ماذا قدمت تركيا للقضية الفلسطينية؟ وماذا قدمت ‏للفلسطينيين؟ وقبل ذلك ماذا قدمت إيران للشعب الفلسطيني وقضيته؟ وماذا فعل جيشها المسمى بـ«القدس» الذي تحرك في كل العواصم العربية إلا القدس؟ ويحق لنا أن نسأل: ما الثمن الذي ستدفعه فلسطين نتيجة «رميها» في أحضان من باع فلسطين قبل 100 عام؟ ‏باستغراب وباستهجان يتابع العرب والمسلمون موقف القيادة الفلسطينية الغريب في تحولها نحو تركيا، الأمر الذي جعل الجميع يتساءلون؟ هل هذا انتقام من الإمارات والبحرين نتيجة معاهدتَي السلام اللتين تم التوقيع عليهما مع إسرائيل؟ أم هو انتقام من العرب؟ أم انتقام من الشعب الفلسطيني؟ بنظرة سريعة إلى الوضع الجديد، تبدو ردة فعل القيادة الفلسطينية انفعالية، وهي بلا شك خاسرة في هذا التوجه، خصوصاً مع علم الجميع، الفلسطينيين قبل العرب، أن تركيا لم تقدم شيئاً للفلسطينيين والقضية الفلسطينية طوال العقود السبعة الماضية، غير أنها كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل قبل 70 عاماً، وتقيم معها العلاقات في مختلف المجالات، لتصبح أكبر شريك تجاري لإسرائيل في المنطقة، وفي مقابل كل ذلك هي أكثر دولة تطلق الشعارات الشعبوية…

الأخطر من فيروس كورونا

الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠

حسب منظمة الصحة العالمية، أمس، فإن 70% من المصابين بفيروس كورونا في الصين تماثلوا للشفاء، ويبدو أن هذا الخبر مفرح وسيسعد الملايين من البشر حول العالم، وهو يؤكدما ذكره خبراء المنظمة سابقاً من أن الصين نجحت من خلال التدابير التي اتخذتها في تلافي عدد كبير من الحالات، ما يعني أن الفيروس يمكن احتواؤه.. هذا الخبر يعزز ما أشار إليه فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية، من أن الوباء تصاعدت حدته حتى استقرت في الفترة من 23 يناير إلى 2 فبراير، ثم بدأت تراجعاً مستمراً منذ ذلك الحين. في الإمارات، كان الاستشعار بالفيروس والاستعداد له مبكراً، وكانت الإجراءات استباقية واحترازية، وهذا ما يجعل المواطنين والمقيمين اليوم يشعرون بأن هناك جهداً كبيراً يبذل من خلف الكواليس وبكل هدوء من أجل الحد من انتشار الفيروس قدر الإمكان والحفاظ على صحة الجميع.. وهذا ما جعل الإجراءات التي تم اتخاذها، والتي تعتبر إجراءات غير معتادةلدى الناس، محل قبول، سواء بتأجيل الدراسة أو التحذير من السفر أو إلغاء الفعاليات والتجمعات الكبيرة، فصحة الفرد والمجتمع أهم من أي شيء يمكن تأجيله، وهذا ليس بالشيء الغريب على دولة الإمارات، التي لطالما وضعت الإنسان على رأس أولوياتها في جميع الظروف والحالات، حتى وإن كان الإنسان غريباً وبعيداً ويحتاج للمساعدة، فإنها تمد له يد العون، كما حدث عندما أحضرت الإمارات…

خسائر النظام الإيراني المتواصلة.. جديدها دول ثلاث

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠٢٠

لم تخسر إيران فقط قاسم سليماني، ولم يخسر النظام شعبيته في الشارع الإيراني الذي لم يتوقف عن الخروج عليه منذ أشهر، كما لم يخسر احترامه وهيبته إقليمياً ودولياً بعدما أسقط الطائرة المدنية الأوكرانية وقتل جميع ركابها الـ170 عن طريق الخطأ! وإنما خسر ثلاث دول أوروبية كانت صديقة له، وتقف معه وتدعمه منذ 2015، رغم كل جرائمه وفضائحه. لقد تساهلت تلك الدول مع هذا النظام الإيراني لسببين، الأول: أن لها مصالح اقتصادية لا تريد خسارتها على المدى الطويل، والثاني: اعتقادها بإمكانية تغيير السلوك الإيراني مع الوقت، إلا أنها اكتشفت اليوم أن هذا السلوك أصيل لا يتغير، من هنا جاءت الاستدارة الأوروبية الأخيرة عن إيران، ومن ذلك أن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي رفضت العقوبات الأمريكية وكانت ضد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يبدو أنها تعيد حساباتها بشكل جدي. كل تلك الأوضاع الصعبة دفعت مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لإلقاء خطبة صلاة الجمعة في طهران لأول مرة منذ أكثر من ثماني سنوات، وذلك لشعوره بحجم الخطر الذي يواجهه هو شخصياً وأيضاً نظامه، لذا كان ظهوره لتهدئة الجماهير وكسب تعاطفهم وتأييدهم من جديد، لكن يبدو أنه لم يجد ما يخاطب به الشعب غير الهجوم على أمريكا وإسرائيل، وهو الخطاب الذي لم يستجب له طلاب الجامعات، بدليل رفضهم الدَّوْس على علمي الدولتين، معتبرين «معركتهم…

في عيدها الـ89.. هل نريد مملكة قوية أم ضعيفة؟!

الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩

عبقرية ابن سعود، التي بنت المملكة العربية في صحراء جزيرة العرب، والتي بدأت قبل قرن من الزمان، هي قصة تحكى للتاريخ رغم أن تفاصيلها لم تروَ بعد، لأننا نعيش دولتها القوية اليوم، ومن ينظر اليوم إلى هذه المملكة العربية السعودية الأغنى والأكثر قوة وتماسكاً، يكتشف أنها المملكة الأكثر استهدافاً ليس من القوى العالمية فقط، وإنما من القوى الإقليمية أيضاً، بل وحتى من بعض الأطراف العربية! والسؤال الذي يجب أن نجيب عنه - خصوصاً نحن في منطقة الخليج، بما فيها قطر التي خرجت عن الإجماع الخليجي وأصبحت تغرد خارج السرب - هل نريد المملكة العربية السعودية قوية أم ضعيفة؟ والسؤال الآخر من المستفيد من مملكة قوية ومن المستفيد إذا كانت ضعيفة؟ قبل أن يظهر النفط في المملكة ودول الخليج لم يكن أحد في العالم يهتم بهذه المنطقة وسكانها، وكانت بالنسبة للعالم «مجرد» طريق لعبور التجارة من الشرق إلى العرب وبالعكس، وبعد ظهور النفط تغير كل شيء، وأصبحت المملكة ودول الخليج الكعكة التي تتنافس عليها القوى العظمى، وعلى الرغم من أن صحراءنا لم تتغير ومناخنا الحار لم يصبح ألطف عن ذي قبل، وسكان المنطقة هم البدو وسكان الجبل والبحارة ولم يتغيروا، إلا أن النفط جعل العالم لا يغفل عن هذه المنطقة لحظة واحدة، ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد بداية ظهور النفط…

مفاجآت حبيب

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠١٩

دائماً ما كان يفاجئنا الأستاذ حبيب الصايغ بأسئلته وتعليقاته ومواقفه خلال اجتماعات العمل أو الجلسات، وحتى خلال المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية التي يشارك فيها، كانت مفاجآت راقية وعميقة تثير الفكر والتساؤلات والفضول أحياناً.. وواضح أن الأصيل لا يتغير حتى في آخر لحظات حياته، فأبى حبيب أن يرحل إلا وهو يمارس الهواية نفسها، ففاجأنا برحيله بدون أي مقدمات، وكانت مفاجأته الأخيرة فاجعة، كانت كالصاعقة، لقد جاءني خبر وفاته في منتصف نهار يوم أمس على صيغة سؤال من أحد الزملاء في الصحيفة.. هل توفي الأستاذ حبيب الصايغ؟ بالطبع لا، إنه بخير وصحة، فقبل ساعتين كنّا قد تواصلنا معه في جمعية الصحفيين لدعوته إلى فعالية تقام «اليوم» فأجاب الدعوة وأكد الحضور، فكيف يكون الخبر صحيحاً؟! بعد إجراء بعض الاتصالات والسؤال سمعت أسوأ خبر، نعم.. توفي بوسعود في المستشفى إثر عارض صحي مفاجئ! رحمك الله يا بوسعود وأسكنك فسيح جناته، لقد رحلت سريعاً عن من أحبوك واحترموك ولم تسمح لنا حتى بوداعك.. من يعرف الأستاذ حبيب يعرف رقيه ودماثة خلقه، ويعرف كم كان نشيطاً ومتحمساً للعمل والإنجاز على الرغم من كبر سنه، وعلى الرغم من الأمراض التي ترافقه منذ سنين، إلا أنه كان أقوى من عمره وأكبر من آلام المرض، فكان عطاؤه دائماً مستمراً وحركته لا تهدأ وكأنه شاب في الـ 30 من عمره.…

ضوضاء الدوحة وحكمة السعودية

الأحد ٠٤ أغسطس ٢٠١٩

لا يزال من يمسك بزمام الأمور في الدوحة ويدير حالة الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي يدور في حلقة مفرغة، فمنذ بدء المقاطعة وسلطات قطر تزيد من وتيرة تحديها للواقع وتستمر في العناد مع أشقائها في الخليج وتشغل آلتها الإعلامية بأقصى سرعة وبكل طاقتها، فقط من أجل استهداف المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهي بذلك كالثور الذي يريد أن يناطح الجبل! ولا يكاد يمر أسبوع إلا وتهاجم الأجهزة الإعلامية القطرية والممولة قطرياً ومرتزقة قطر في كل مكان هذه الدول الأربع، فيضخمون الأحداث ويختلقون الأكاذيب والشائعات، وأسمى أماني حكام الدوحة أن تتدهور العلاقات بين الإمارات والسعودية، فكل رهانهم أن تختلف السعودية مع دولة الإمارات في أي ملف من الملفات، سواء ملف اليمن أو ملف الإخوان الإرهابيين أو أي ملف آخر مهما كان صغيراً، فيفاجؤون بأن العلاقات تزداد قوة وصلابة، والثقة تترسخ أكثر بين القيادتين يوماً بعد يوم. الحقيقة التي لن يستوعبها حكام قطر هي أن ما يربط الإمارات بالسعودية أكبر من أن يتزعزع بسبب موقف أو حادث، فالتوافق والاتفاق والانسجام السياسي بين الدولتين والقيادتين والشعبين عصي على أماني قطر، فالإمارات والسعودية في موقع متقدم جداً من الاتفاق والتفاهم، وما يجعل الدوحة منشغلة بدول المقاطعة هو أن هذه الدول تسير نحو الأمام ولا تنظر خلفها وليست منشغلة بما يفعله حكام الدوحة أبداً وإنما…

إيران.. وسؤال الجيران

الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩

لماذا فشل النظام الإيراني في بناء علاقة جيدة مع جيرانه؟ ولماذا يجد النظام الإيراني نفسه وحيداً في هذا المحيط الإقليمي؟ فهو بلا أصدقاء «حقيقيين» حتى أولئك الصغار الذين يتملقونه اليوم، فهم يفعلون ذلك لتحقيق أهداف قصيرة المدى. منذ أيام اتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال لقائه وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي، «دولاً إقليمية بتدمير ظروف الحوار والتفاهم من خلال سياساتها».. وادعى أن «هذه الدول تضع فرص احتواء الأزمات في المنطقة أمام تحديات أمنية جادة». مشكلة النظام الإيراني أنه يرى أن الخطأ في الجميع إلا هو، فجيرانه على خطأ وأمريكا على خطأ والدول الأوروبية مقصرة، ودول الشرق لا تؤدي دورها، إلا هو! في حين أنه أساس كل المشاكل. كما أنه أصبح واضحاً أن مشكلة إيران ليست مع السعودية فقط، فعلى الرغم من الخلاف الأيديولوجي الكبير بين البلدين، إلا أنه ليس هذا سبب خلافهما، فخلافات طهران كبيرة حتى مع جيرانها ممن يتوافقون معها أيديولوجياً ولو بشكلٍ جزئي، ومشكلة هذا النظام ليست مع جيران إيران العرب فقط، فمشاكل هذا النظام مع جيرانها جنوباً وشمالاً وشرقاً وغرباً، وجميع من تعامل مع هذا النظام يتساءل لماذا لم يستطع أن يتأقلم مع جيرانه طوال أربعة عقود؟ لماذا نجح في خلق العداوات مع أغلب دول العالم؟! والحقيقة التي أصبحت واضحة مع…

جسور محمد بن زايد

السبت ٢٧ يوليو ٢٠١٩

في عز الصيف والجميع يقضون إجازاتهم في مختلف أنحاء العالم مع عائلاتهم، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مهمة عمل في بلدين آسيويين، هما الصين ثم إندونيسيا. سموه كان هناك لهدف واحد وهو مد الجسور مع تلك الدول في شرق الكرة الأرضيّة، هناك حيث مجموع سكان البلدين هو مليار و700 مليون نسمة، الشيخ محمد يعرف ماذا يعني أن تبقى الجسور التي بين الإمارات وتلك الدول باقية وتزداد قوة يوماً بعد يوم، فتاريخ العلاقات مع البلدين قديم وهذا أمر مهم، لكن الأهم أن نحافظ على علاقاتنا معهما ونقوم بتطويرها وهذا ما قام به الشيخ محمد بن زايد في هاتين الزيارتين وما سبقهما من زيارات سواء للشرق الآسيوي أو للغرب الأوروبي والأمريكي، فمصالح دولة الإمارات مع الجميع، ودورنا أن نحافظ على تلك المصالح. قيادة الإمارات تتميز بشيء مهم، وهو أنها تعمل وفق رؤية واضحة مع الدول الصديقة وتتحرك من منطلقات مصالحها الاستراتيجية دون أن تتجاهل مصالح أصدقائها وشركائها، فالنجاح يحتاج دائماً إلى عمل مشترك وتبادل للمصالح، لذا فإننا نحقق النجاحات المتتالية ونكسب أصدقاء جدداً كل يوم. ما يلفت في زيارات الشيخ محمد بن زايد الخارجية أنها بالإضافة إلى ما تحققه من إنجازات مع دول العالم في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية…

شباب على الأبواب!

الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٩

ما زال مسلسل البحث عن وظيفة مستمراً، والغريب هذه المرة أن الباحثين عن الوظائف هم من المتفوقين ممن تخرجوا في الجامعة بتقديرَي «امتياز» و«جيد جداً»، فالوضع الطبيعي أن يحصل هؤلاء على الوظيفة بمجرد تخرجهم، بل إن بعض الدول تصطاد المتفوقين وهم على مقاعد الدراسة فتعرض عليهم الوظيفة قبل أن يتخرجوا، وبمجرد تخرجهم يكون مكانهم محجوزاً ليبدؤوا العمل مباشرة. الاهتمام بالتعليم في الإمارات واضح جداً، فالقيادة دائماً تشجع التعليم والتفوق، والمتفوقون لهم مكانة خاصة عند المسؤولين ففي كل عام يحظى الأوائل في الثانوية العامة باتصال وتهنئة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويحظون كذلك بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إشارة إلى اهتمام سموهما بهذه الفئة، وليس ذلك فقط، بل يحظون بكل رعاية واهتمام، وبالأمس لاحظنا جميعاً حرص الشيخ محمد بن زايد على لقاء أبنائه الطلبة في الصين، وفِي كل زيارة خارجية يكون أحد أهم بنود أجندة سموه هو اللقاء بطلبة الإمارات في الخارج. هذا الاهتمام رسالة لكل مسؤول بضرورة الاهتمام بالطلبة وبالشباب وبالخريجين، أما ما نسمعه من بقاء الخريجين لأشهر طويلة بل لسنوات وهم يبحثون عن وظيفة مناسبة فهو أمر غريب جداً وغير مقبول أبداً،…

هل انسحبت الإمارات من اليمن؟

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩

كلمة واحدة واضحة لا رجعة فيها؛ الإمارات لم ولن تنسحب من اليمن حتى تنهي المهمة التي ذهبت من أجلها، والإمارات والمملكة العربية السعودية في خندق واحد وبرؤية واحدة تقومان بكل ما يلزم من أجل استعادة الشرعية في اليمن وحماية الشعب اليمني من الإرهاب ودحر الميليشيات الحوثية الممولة والمدعومة من إيران والتي تنفذ أجندتها على حساب الشعب اليمني وعلى حساب مصالح الدولة اليمنية وعلى حساب أمن المنطقة بأسرها. الإمارات قامت بعمليات إعادة انتشار لقواتها في اليمن وهذا إجراء معتاد في مثل هذه الحالات التي تكون فيها المعارك في أماكن مختلفة وبوتيرة متفاوتة. وبلا شك، إن الوضع هناك يحتاج بين الفترة والأخرى إلى ترتيب الأوضاع، وهذا ما أكده مصدر إماراتي رفيع بالأمس رداً على أسئلة بعض الصحافيين. هذه ليست المرة الأولى التي تثار المعلومات غير الصحيحة عن الوجود الإماراتي في اليمن والعلاقة الإماراتية السعودية في اليمن ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية، فمثل هذا الكلام قيل من قبل وقد يقال لاحقاً، لكن موقف الإمارات كان دائماً موقفاً ثابتاً لا يتزحزح. ولا تنحصر تلك الأخبار في العمليات الميدانية، بل وصل الكلام إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات للشعب اليمني، فعلى الرغم من أن قيمة المساعدات منذ بداية الحرب إلى اليوم بلغت ما يقارب 5.9 مليار دولار أمريكي، إلا أن البعض لا يريد أن يقر…

هل هناك أمل في النظام الإيراني؟!

الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨

سيكمل هذا النظام في العام المقبل أربعين عاماً على قيامه، وهي فعلياً أربعة عقود من الفشل في تحقيق أهدافها غير الواقعية بالسيطرة على المنطقة وتصدير الثورة، فلا هو نجح في تصدير ثورته، ولا استطاع أن يحافظ عليها في الداخل وبين أبناء الشعب الإيراني الذين أصبحوا يريدون الخلاص من هذا النظام اليوم قبل غد، فقد أصبح عبئاً ثقيلاً على كاهل إيران والإيرانيين، ولم يجلب لهذا البلد إلا العداء والعقوبات الاقتصادية والسياسية، ولم يبق لإيران أصدقاء من الدول المتحضرة، فكل أصدقاء هذا النظام وحلفائه يغردون خارج السرب العالمي، والذين غالباً ما تعاني دولهم وشعوبهم من أزمات اقتصادية أو تراجع حضاري وإنساني! طهران بحاجة أن تعيد حساباتها بعد النقمة الداخلية والضغوط الخارجية، وبدلاً من أن تهدد الولايات المتحدة والدول العظمى ولا تلتزم بالقوانين والمواثيق والأخلاق الدولية، يجب أن تعيد النظر في حالها وتنظر إلى نفسها في المرآة بتجرد ووضوح، ثم عليها أن تعترف بأن مشروعها الأيديولوجي قد فشل ولن تقوم له قائمة، فزمن الشعارات قد ولى، وزمن خداع الشعوب انتهى، وبدلاً من أن يهدد الشعب الإيراني بتكرار مصير الشعب السوري إذا ما أصر على التغيير فليبدأ النظام نفسه بالتغيير والإصلاح والعودة إلى الواقع، بحيث تكون إيران دولة منضبطة ومسؤولة في الإقليم، وأن تكون شريكاً حقيقياً في حفظ أمن واستقرار المنطقة، وأن تكون يداً…