محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

خلفان الرومي الرجل النموذج

السبت ٠٩ أبريل ٢٠١٦

في مجلس عزاء الراحل خلفان الرومي، رحمه الله، في الشارقة بالأمس كان الحضور من كل الإمارات ومن كل الأعمار، كان الحزن واضحاً على رحيل رجل أحبه كل من عرفه واحترمه كل من عمل معه وسيفتقده كل من عاش معه. أول مرة التقيت فيها «أبوفيصل» كان وزيراً للإعلام في منتصف التسعينيات من القرن الماضي وكنت في بداية مسيرتي الصحفية، وكان حينها رئيساً لمجلس إدارة «مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر» التي أعمل فيها قبل أن تندمج لاحقاً مع إذاعة وتلفزيون أبوظبي وتصبح «شركة أبوظبي للإعلام»... كنت أراه، رحمه الله، بشوشاً ومرحباً بالجميع، وكان تشجيعه للشباب يلمسه الجميع، وكان دعمه للإعلاميين الإماراتيين دائماً يذكره كل من عاصره، وعاش فترة توليه منصب وزير الإعلام، وكم كان حزن الوسط الإعلامي الإماراتي كبيراً وهو يتلقى نبأ وفاة «أبوفيصل» أمس الأول، فهذه القامة الوطنية يعرف قيمتها كل إعلامي إماراتي وغير إماراتي، فكثير من الزملاء الإعلاميين العرب خارج الإمارات أحزنهم خبر وفاة خلفان الرومي، وإن لم يتمكنوا من الوصول إلى مجلس ذوي الفقيد، فقدموا العزاء لنا نحن أبناءه فهذا الرجل لطالما كان يتعامل معنا كأبنائه. عظيم أن الإنسان عندما يرحل يترك خلفه قلوباً محبة تذكره بالخير وتتذكر مناقبه ومحاسنه والمواقف الطيبة معه، والأعظم أن تكون وراءه ألسنة وقلوب صادقة تدعو له بالرحمة والمغفرة. خلفان الرومي رجل قدم كل ما…

«العرب الرماديون»

الخميس ٠٧ أبريل ٢٠١٦

من مفارقات الزمان والحياة في عالمنا العربي، أن ما تمر به منطقتنا من تحديات وعواصف سياسية وأمنية وطائفية، لا يقابله كثير من العرب إلا بالكلام وبالشعارات أو بالصمت والمجاملات، وفي كثير من الأحيان بالمواقف الرمادية التي يعتبرها البعض حياداً أو وسطية أو التزاماً! في حين أنها مواقف سلبية وضعيفة، لا تتناسب وظروف المرحلة. الواقع أننا نمر بمرحلة لا تقبل المواقف الرمادية، ولا تحتمل أنصاف الحلول، كما أنها لا تقبل السكوت عن كثير من التصرفات، فالغليان الذي تشهده المنطقة يحتم على حكومات المنطقة والنخب السياسية والثقافية فيها، أن يكون لها مواقف واضحة من كل ما يحدث، فإما أن نكون «مع» أو «ضد» ما تشهده المنطقة من تدخلات خارجية وعبث داخلي. إنّ استمرار العرب بالكلام دون الأفعال على مدى عقود، واختلافهم على كل شيء وأي شيء، هو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من خطر وصل إلى أبواب بيوتنا، سواء كان خطر الإرهاب والتطرف أو خطر الطائفية أو خطر التدخلات والأطماع الخارجية، فكل هذه التحديات كانت تحتاج إلى مواقف عملية وخطوات فعلية لوضع حد لها، واليوم نرى أن عدداً من العرب أصبحوا يأخذون زمام المبادرة، ويتحركون في مواجهة تلك التحديات بشكل عملي، لكن المؤسف أن الأطراف الأخرى التي تكتفي بالكلام، ولا تتقدم لفعل شيء، تصر على مهاجمة من يعملون، وفي أحيان…

بشائر النصر من الرياض

الإثنين ٠٤ أبريل ٢٠١٦

عام بأكمله انقضى على عاصفة الحزم في اليمن، المواجهة بين قوات الشرعية والانقلابيين لم تتوقف يوماً، وفي المقابل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لم تتأخر ساعة في دعم الشرعية، ومساعدة الشعب اليمني، والمساهمة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، ورد الطامعين والعابثين. منذ أسابيع، ونحن نسمع الأخبار الإيجابية والمبشرة بعقد حوار بين أطراف النزاع في اليمن، وبقرب انتهاء الأزمة، وبالأمس زف الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أخبار وبشائر النصر، فقد قال سموه في الجزء الثاني من حواره مع شبكة بلومبيرغ الإخبارية، إن السعودية تدفع باتجاه الحل السلمي في اليمن، وفرصة الحوار الحالية مهمة، وأكد سموه أن الأطراف المتنازعة في اليمن قريبة جداً من الوصول لاتفاق لحل الأزمة، وأضاف أن هناك مؤشرات إيجابية وواضحة. هذه بشائر خير، وبشائر نصر، ليس لطرف على آخر، وإنما هي بشائر نصر للشعب اليمني والدولة اليمنية، فالمنتصر دائماً هو الوطن وليس الأشخاص، ولا الجماعات، ولا الأحزاب، وحتى يكتمل هذا النصر، ونقترب من النهاية السعيدة لهذه المرحلة الدموية من تاريخ اليمن، لا بد أن يؤكد الحوثيون جديتهم في الحوار، وفي إنهاء الحرب، وأن يدركوا وهم يجلسون على طاولة الحوار، أنهم حضروا لإنهاء أزمة كانوا طرفاً وسبباً فيها، وأنهم سيكونون جزءاً من الحل، لذا فإن التفاوض…

الإرهاب الفكري و«الشرق الأوسط»

الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦

صدم الوسط الصحفي والإعلامي العربي بالاعتداء الذي تعرض له مكتب الزميلة صحيفة «الشرق الأوسط» في بيروت، وأعاد لنا هذا الحادث مشهد الاعتداء على مجلة «شارلي إبدو» الفرنسية، مع فارق التشبيه في المواقف والتفاصيل، وذلك بداية العام الماضي في مكتبها وسط باريس الذي نتج عنه مقتل 12 صحفياً ورساماً، وإصابة 11 آخرين، جميعهم كانوا ضحية اعتداء إرهابي بسبب رسم كاريكاتوري نشرته مجلتهم. صحيفة «الشرق الأوسط»، قامت وتقوم بدورها الصحفي المهني منذ عقود، وتنقل الخبر والمعلومة والرأي، وتحظى باحترام القارئ العربي في كل مكان، وإنْ اختلف معها في الرأي والموقف، وهذا طبيعي، ولكن عندما يختلف شخص أو جهة أو مجموعة أو تيار أو حزب مع ما ينشر في الصحيفة، فالتصرف العادي أن يرد على ما ينشر بالكلمة المكتوبة، سواء في الصحيفة نفسها أو في صحيفة أخرى أو أي موقع إلكتروني أو منصة تواصل اجتماعي، أما ما تم أول أمس من تهجم واعتداء وأعمال همجية ضد مكتب الصحيفة بحجة أنها نشرت «كاريكاتيراً» أغضب «بعضهم»، فهذا غير مقبول أبداً، وهو إرهاب فكري وثقافي واضح يجب أن يحاسب عليه من نفذه ومن حرض عليه، ولا بد أن يكون للأجهزة المختصة في لبنان إجراء حياله. لبنان الذي كان منارة للحرية والانفتاح، وكان حلم الشباب العربي من مثقفين ومبدعين، أصبح لا يتسع صدر بعض ممن فيه لرسمة…

«السعادة» مسؤولية وطنية

الخميس ٣١ مارس ٢٠١٦

يغبطنا العالم على أننا نعيش في دولة تضم حكومتها أول وزارة في العالم للسعادة، ويغبطنا لأننا نجعل السعادة جزءاً من مهمتنا الوطنية، فتهتم الحكومة بهذا الجزء من الحياة الذي طالما أعتبر جزءاً شخصياً في حياة الناس، فكل شخص له طريقته وأسلوبه في السعادة، وله ما يسعده ويفرحه، وليس شرطاً أن يكون ما يسعده مشابهاً لما يسعد الآخرين، فكثيرون يعتبرون السعادة والبهجة أمراً خاصاً جداً، فماذا عنا في الإمارات؟ في الإمارات، هناك فلسفة مختلفة لا تشبه فلسفة أي دولة في العالم، بل هي الفلسفة التي قامت عليها دولة الإمارات قبل 44 عاماً، وكانت أحد أهم أسباب نجاح هذا الاتحاد واستمراره. فمنذ اليوم الأول كانت رؤية مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واضحة، وهو يقول إن هدفنا هو سعادة هذا الشعب، ولم يألُ الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد، رحمهما الله، جهداً فبذلا الغالي والنفيس والوقت والمال لتحقيق ذلك، واليوم وبعد أكثر من أربعة عقود على قيام الدولة، نقول بكل ثقة إن الشيخ زايد وإخوانه حكام الإمارات ومؤسسي دولة الاتحاد، رحمهم الله جميعاً، لم يرحلوا عن هذه الدنيا إلا وقد حققوا هدفهم بإسعاد شعب الإمارات. واليوم يكمل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد…

ترامب وداعش والغرب الجديد

الأربعاء ٣٠ مارس ٢٠١٦

يرى وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون، أن الخطاب الحاد في شأن المسلمين من قبل مرشحي الرئاسة المحتملين عن الحزب الجمهوري، يقوض جهود الأمن القومي، وبلا شك أن جونسون يقصد بكلامه هذا المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتمد في حملته على نشر الكراهية وتأجيجها بين الأميركيين المسلمين وغير المسلمين لأهداف انتخابية. وتكمن أهمية تصريح وزير الأمن الداخلي الأميركي في هذا التوقيت، ليس بسبب ما يقوم به ترامب فقط، وإنما أيضاً بسبب ما يقوم به أمثال وأشباه ترامب من أشخاص ومؤسسات في الغرب ممن يقوضون السلام والوئام بين الغربيين والمسلمين بسبب موقفهم من مجموعة إرهابية صغيرة تدعي الإسلام وتنفيذ تعاليمه وهي بعيدة كل البعد عنه وعن أصوله الحقيقية والعميقة. ما يحدث اليوم ليس وليد اللحظة، فمن يراقب الشأن الأوروبي يدرك أنه منذ هجمات مدريد ولندن، قبل أكثر من عشر سنوات «بين عامي 2004 و2005» واليمين المتطرف في أوروبا يزداد قوة ونجمه يأخذ في الصعود أكثر وأكثر، وأصبح اتهامه للمسلمين ضمن أولوياته وأجندته الأساسية، وهذا ما ساعد أكثر في تعميق الخلل الاجتماعي الذي يعيشه المهاجرون المسلمون في الغرب، فضعف سياسات الاندماج في دول الهجرة ومن ثم التهميش الذي يعاني منه أبناء الجاليات في بعض الدول كان واحداً من أسباب انتشار التطرف والعنف هناك - وهذا ما تؤكده كثير من الدراسات في هذا…

عاصفة الفكر والتحالف ضد الإرهاب

الثلاثاء ٢٩ مارس ٢٠١٦

بينما تواصل قوات التحالف العربي معاركها في اليمن لاستعادة الشرعية، وتقترب من تحقيق الانتصار الذي يحلم به الشعب اليمني، تواصل مجموعة من المثقفين والمفكرين والأكاديميين والإعلاميين العرب جلسات عاصفة الفكر، فقد اجتمع في المنامة يوم أمس مجموعة من المثقفين العرب في ندوة مغلقة، ناقشوا فيها آفاق المستقبل للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ولا شك أن موضوع الإرهاب هو الموضوع الذي يستحق كل اهتمام وتركيز ليس من حكومات العالم فقط وإنما أيضاً من المثقفين والنخب المؤثرة في منطقتنا العربية التي أصبحت أكثر المناطق التي تعاني الإرهاب في العالم.. لذا أصبح من المهم أن يشارك الجميع في مواجهة خطره، والتصدي له، كل في موقعه وتخصصه واهتمامه، وفئة المثقفين وقادة الرأي مطالبة بشكل أكبر بالقيام بأدوار ملموسة، وتقديم أفكار جديرة بالاهتمام في هذه القضية الشائكة، والتي يبدو أنها تزداد تعقيداً عاماً بعد عام. لقد نجحت عاصفة الحزم في أن تغير المعادلة السياسية والأمنية في المنطقة، ونجحت في وضع حدود لخريطة القوى في المنطقة، بعد أن أصبح للدول العربية موقف عملي تجاه التحديات التي تواجهها، كما أنها نجحت في وأد فتنة طائفية كانت ستجتاح المنطقة بأسرها، فتزيد المتطرفين فيها قوة، وتمنح الإرهابيين مساحات، ومواقع لم يكونوا يحلمون بها. ندوة «تحالف عاصفة الفكر» التي حققت نتائج متميزة في دورتها الأولى التي عقدت في أبوظبي، برئاسة مؤسسها…

اليمن.. التزام عربي عام وتام

الأحد ٢٧ مارس ٢٠١٦

في مارس 2015، انطلقت «عاصفة الحزم» في اليمن، وتدخلت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عسكرياً بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية اليمنية، واستناداً إلى المعاهدات العربية، وجاء هذا التدخل لأهداف واضحة، أولها حماية الشرعية وإعادة الاستقرار لليمن. لقد كان عاماً صعباً ودقيقاً على اليمن ودول التحالف ودول المنطقة كلها، ولكن الجهد الذي بذل، والأرواح التي استشهدت، حققت أهدافاً كبيرة، منها أنها جنّبت اليمن الوقوع في براثن الإرهاب أو التورط في النزاعات الأهلية التي ستغرق المنطقة في دوامة من العنف. وجود التحالف العربي على الأرض في اليمن، أعاد التوازن للقوى في هذا البلد، وفي نهاية المطاف نكاد نصل إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب بعد أن دفع التحالف العربي القوي الأطراف اليمنية كافة للحديث عن الحلول السياسية والاستعداد للجلوس إلى طاولة الحوار، وفي الوقت نفسه يجب ألا ننسى أن تدخل التحالف العربي باليمن أفشل مخطط إيران في استكمال سيطرتها على عواصم عربية أو التدخل في مناطق جديدة، وتنفيذ أجندتها التوسعية والتخريبية وبالتالي حمى التحالف اليمن من الوقوع في المستنقع الإيراني، والتورط في أن يصبح خنجراً في خاصرة الجزيرة العربية. لقد كانت معارك قوات التحالف في اليمن معارك شرف وعزة، ولم تكن كل الانتصارات لتتحقق لولا وقوف قوات التحالف جنباً إلى جنب وسلاحاً مع سلاح المقاومة اليمنية وأبناء الشعب…

كأس دبي العالمي وفلسفة الفوز دائماً

السبت ٢٦ مارس ٢٠١٦

عقدان مرا على انطلاق أول حصان في سباق كأس دبي العالمي للخيول، عقدان كاملان على تتويج أول بطل لهذا السباق العالمي، وهما عقدان من النجاح والإنجاز، ومن تحقيق فلسفة الفوز الدائم. عندما انطلق أول سباق لكأس دبي العالمي للخيول في عام 1996 كانت دبي تدرك أن هناك مدناً في العالم سبقتها في هذا المجال، وحفرت اسمها في كتاب التاريخ كوجهة عالمية لسباقات الخيول، وكانت دبي تدرك أن التحدي أمامها كبير، لكنها كانت على قدر التحدي وبالروح التي تتطلع إلى التفوق والنجاح. نجاح سباق كأس دبي العالمي للخيول صفحة في كتاب نجاحات دولة الإمارات ونجاحات دبي ونجاحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يراهن على المستقبل، ويؤمن بالنصر فيحقق الانتصار، لأنه يمتلك الرؤية الواضحة والخطوات المدروسة لتحقيق أحلامه، عندما قال في مارس عام 1995: «إن الإمارات هي المكان الوحيد الذي يمكن أن تجتمع فيه نخبة الفرسان العالميين»، وفعلا أصبحت اليوم كذلك... وكم كانت كلمات سموه عميقة ومؤثرة، عندما سئل مؤخراً عن الفوز بكأس دبي العالمي، فقال سموه بروح الواثق: «أنا بالفعل فائز، وذلك عندما استطعنا جمع نخبة الخيول والمدربين من جميع أنحاء العالم ليتنافسوا في مضمار «ميدان» ليتوج أفضل حصان في العالم بإمارة دبي، فحتى إذا حصلنا على…

«صندوق الوطن».. أين التجار؟!

الجمعة ٢٥ مارس ٢٠١٦

وكأنَّ الشركات الخاصة ورجال الأعمال لم يسمعوا شيئاً، وكأنهم لم يصل إليهم كل ما يقال عن إنشاء صندوق وطني تركز مشاريعه على القطاعات الحيوية التي لها انعكاس مباشر على الوطن والمواطن! عندما أطلقت مجموعة من رجال الأعمال مبادرة هي عبارة عن صندوق وطني بهدف التعبير عن تلاحم وتفاعل القطاع الخاص مع المجتمع، ومع توجهات القيادة، توقعت هذه المجموعة، كما توقعنا جميعاً، أن يكون هناك تجاوب كبير من قبل الشركات المساهمة العامة والخاصة، والشركات الكبيرة والصغيرة، وكذلك رجال الأعمال، مع هذه المبادرة، وأن يقوم الجميع بدعم هذه الفكرة الوطنية والمجتمعية التي بلا شك ستعود فوائدها على المجتمع، وعلى القطاع الخاص أيضاً. ما حدث أن شركتين فقط تجاوبتا مع المبادرة، الأولى هي «الدار العقارية» التي أعلنت المساهمة بقيمة 48 مليون درهم في الصندوق، والأخرى هي «إعمار العقارية» التي أعلنت المشاركة بنسبة 2% من أرباح الشركة للصندوق، وبالأمس أعلنت شركة «انتر ناشيونال جولدن جروب» مساهمة تقدر بعشرين مليون درهم من أرباح الشركة لمصلحة صندوق الوطن. شكراً لهذه الشركات وكل التحية لها.. والذي نريد أن يدركه رجال الأعمال أن الحكومة ومجتمع الإمارات ليس بحاجة إلى هذه الأموال، فميزانية الدولة المعلنة تغطي كل مجالات الحياة والعمل طوال العام، أما هذا الصندوق فهو عبارة عن فرصة حقيقية يبرز فيها رجال الأعمال دورهم في المجتمع، وعندما نتكلم…

الإرهاب.. طعنة في قلب أوروبا

الأربعاء ٢٣ مارس ٢٠١٦

منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك وحتى تفجيرات بروكسل في مارس 2016 لا يزال العالم يعيش في صدمة الحدث، ويبحث عن الجاني وعن المجرمين، ثم يرتاح عندما يعلن «داعش» مسؤوليته، أو كما كان يعلن «القاعدة» من قبل وينسى العالم أن مشكلة الإرهاب تكبر عاماً بعد عام والإرهابيون ينتشرون في العالم يوماً بعد يوم.. الإمارات من الدول التي لطالما حذرت من الإرهاب وطالبت بالعمل على تنفيذ خطط وبرامج مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وإيمان الإمارات الراسخ بأن القضاء على الإرهاب لن يتم إلا بجهود دولية وتعاون عالمي بين كل دول العالم يدفعها لأن تضع مكافحة الإرهاب على قائمة أولوياتها في حوارها مع الغرب، فالعرب وحدهم لن يستطيعوا مواجهة الإرهاب، والأوروبيون وحدهم لن يحاصروا الإرهاب كما أن الأميركيين لن يستطيعوا القضاء عليه.. لذا يجب التعامل مع هدف مواجهة الإرهاب بشكل جدّي والتعاون في مواجهة الإرهاب بكل الأشكال. وتلوين أبرز معالم أبوظبي بالأمس وبرج خليفة في دبي بألوان علم بلجيكا هو دعم معنوي لبلجيكا ورسالة للإرهاب، بأن وقوف الإمارات العملي مع هذه الدولة الصديقة سيكون واضحاً وحازماً في وجه هذه الآفة الخطيرة. في هذا الحدث الجلل والساعات المؤلمة التي يقف فيها الجميع مع بلجيكا، يجب أن تدرك أوروبا أن العمل ضد الإرهاب يجب أن يكون بشكل أكبر وأقوى وأكثر جدية، فالإرهابيون…

أم النور.. تضيء لنا الطريق

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦

هناك أشخاص في الحياة لا يمكن أن نوفيهم حقهم مهما قدمنا لهم، ومهما فعلنا نبقى مقصرين، وهذا طبيعي عندما يكون أداء وعطاء هؤلاء الأشخاص فوق قدرتنا على رد الجميل وأكثر من كل التصورات وأقوى في التأثير، أقصد بهؤلاء أمهاتنا جميعاً اللاتي احتفلنا بيومهن السنوي بالأمس وعلى رأسهن أم الجميع، أم الإمارات وأم النور التي كانت حياتها وستبقى نوراً يضيء الطريق لبناتها وأبنائها في الإمارات، فقد أعطت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله الكثير لأبناء هذا الوطن ولم تبخل عليهم طوال مسيرتها المضيئة بشيء بل كان همها الأول كيف تكون ابنة الإمارات امرأة مميزة بين نساء العالم، وكيف تكون ناجحة كامرأة عاملة، وكيف تكون ناجحة كأم ومربية، وضربت سموها أروع الأمثلة في ذلك، وكانت القدوة الحقيقية التي اقتدت بها بنات الإمارات وكانت النور الذي تسترشد به كل الأمهات. مهما قلنا عن أمنا أم الإمارات فسنبقى مقصرين بل سنبقى مدينين لها دوماً، فعطاء الشيخة فاطمة يجعلنا نقف لها احتراماً وتقديراً وإجلالاً لأنها فعلاً أمنا مع أمهاتنا اللاتي ولدننا، وأقتبس كلمات من قصيدة الاحتفالية الرائعة بالأمس، والتي تقول «بس الإماراتي ترى في الدنيا له أمين»، فقد عبرت بصدق عن الإنسان الإماراتي الذي هو الوحيد في العالم الذي يشعر بأن له أمّين، أم ولدته، وأم ساعدت ووقفت إلى جانب أمه في رعايته وتعليمه…