محمد أمين
محمد أمين
كاتب وصحفي مصري

البيان العسكرى رقم واحد!

الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٣

مشهدان غاية فى الأهمية، رغم تعدد المشاهد ذات الأهمية: الأول مشهد حرق مكتب الإرشاد، ما يعنى إسقاط رمز الجماعة.. المشهد الثانى عدم الاقتراب من قصر الاتحادية، ما يعنى الحفاظ على رمز الدولة.. أنت لم تخرج لتسقط دولة، ولكن خرجت لتسقط نظاماً.. هناك إشارة مثيرة للغاية.. فى 25 يناير حاصرنا الاتحادية فى اليوم الأخير.. فى 30 يونيو حاصرنا القصر فى اليوم الأول! سقط الرئيس وجماعته، وسقطت القوة الوهمية الأسطورية.. أولاد البلد يقولون «ما خدوش غلوة».. الحكاية كانت تحتاج ست ساعات فقط.. ليس هناك غير الحناجر.. بعضها اختفى.. الإحساس المفرط بالقوة انهار فى لحظة.. اختفى صوت الرئيس والشاطر والمرشد.. بعضهم غادر القاهرة.. تركوا شباب الجماعة فى الجحيم.. فكرة تصدير الرعب لم تُفلح معنا.. هم من أُصيب بالرعب! من سخريات القدر أن يتم حرق مقر الإرشاد، كما تم حرق مقر الحزب الوطنى.. كلاهما شاهد على ثورة الشعب.. كلاهما ربما يبقى مزاراً.. الثوار وزعوا الصورتين معاً فى بوست واحد.. امتلأ الفيس بوك بالصورتين.. فكرة إسقاط رمز الظلم والاستبداد.. هناك ثأر مع الثورة.. صحيح الإدانة واجبة لإتلاف المنشآت.. لكن اسأل: لماذا حدث؟.. الإجابة: هناك من أطلق الرصاص الحى! لم ننم من روعة المشهد.. طوفان من البشر يجتاح الميادين.. مصر تحدثت عن نفسها من جديد.. حالة ذهول فى العالم.. خروج غير مسبوق تاريخياً.. جوجل إيرث جسد…