بول كروغمان
بول كروغمان
اقتصادي أمريكي فاز بجائزة نوبل للاقتصاد عام 2008

انفجار فقاعة بوتين

الأربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤

إذا كنت من الأشخاص الذين ينبهرون بالزهو الذكوري، ففلاديمير بوتين هو نمط الشخصيات الذي سيثير إعجابك. من المؤكد أن كثيرا من الأميركيين المحافظين يكنون في أنفسهم إعجابا محرجا بالرجل القوي المختال؛ حيث قال رودي جولياني، عمدة نيويورك السابق، بحماس بعد غزو بوتين أوكرانيا دون أي نقاشات أو مداولات: «إن هذا لهو الزعيم الحق». مع ذلك لم يكن لدى بوتين يوما ما يدعم خيلاءه ذاك، فحجم الاقتصاد الروسي لا يزيد عن حجم الاقتصاد البرازيلي. وكما نرى الآن، فروسيا معرضة بشدة لأزمة مالية، ويعود هذا الوضع إلى طبيعة نظام بوتين. بالنسبة لغير المتابعين للوضع، بدأت عملة الروبل في التراجع تدريجيا منذ أغسطس (آب) الماضي عندما أدخل بوتين علنا القوات الروسية إلى الصراع في أوكرانيا. ومنذ بضعة أسابيع، زاد التراجع بشكل حاد. لم تؤد الإجراءات المتطرفة، التي تضمنت الزيادة الكبيرة لأسعار الفائدة والضغط على الشركات الخاصة للتوقف عن الاحتفاظ بالدولارات، إلا لاستقرار الروبل عند أدنى مستوياته السابقة فحسب. وتفيد كل المؤشرات بأن الاقتصاد الروسي يتجه نحو ركود كبير. السبب الأساسي لما تعانيه روسيا من صعوبات هو انخفاض أسعار النفط عالميا، وهو الأمر الذي يشير بدوره إلى عوامل أخرى؛ منها زيادة إنتاج الغاز الصخري، وانخفاض الطلب من الصين والدول الأخرى، وهي أمور لا علاقة لها ببوتين. وكان من الطبيعي أن يلحق هذا ضررا كبيرا…

أمة ضلت طريقها

الأربعاء ٣١ يوليو ٢٠١٣

ديترويت رمز لتدهور الاقتصاد القديم. إنها ليست مجرد مركز للمنبوذين؛ فقدت المنطقة الحضرية بالكامل سكانا في الفترة ما بين 2000 و2010، بل هي صاحبة أسوأ أداء بين المدن الرئيسة. بالمقارنة، تجسد أتلانتا صعود الحزام الشمسي؛ حيث رحل إليها ما يزيد عن مليون شخص خلال الفترة نفسها؛ ويتماثل أداؤها مع أداء دالاس وهيوستون من دون الحافز الإضافي من النفط. لكن من ناحية مهمة، يشير ازدهار أتلانتا إلى تدهور ديترويت؛ كلاهما مكان يبدو أن الحلم الأميركي يموت فيه؛ حيث يجد أبناء الفقراء صعوبة بالغة في صعود السلم الاقتصادي. في واقع الأمر، يبدو الحراك الاجتماعي التصاعدي - مدى نجاح الأبناء في تحقيق مكانة اقتصادية اجتماعية أعلى من آبائهم - أقل في أتلانتا منه في ديترويت. وهو أقل بكثير في المدينتين منه في بوسطن أو سان فرانسيسكو، على الرغم من أن معدل النمو في هاتين المدينتين أبطأ بكثير منه في أتلانتا. إذن، ما المشكلة مع أتلانتا؟ تشير دراسة جديدة إلى أن المدينة ربما تكون مترامية الأطراف بشكل مبالغ فيه، بحيث تصبح فرص العمل بعيدة عن متناول الأشخاص العالقين في الضواحي الخاطئة. ربما يقتل الزحف الحضري العشوائي هوراشيو ألغر. تأتي الدراسة الجديدة من مشروع تكافؤ الفرص، الذي يترأسه خبراء الاقتصاد بهارفارد وبيركلي. لقد كانت هناك عدة مقارنات للحراك الاجتماعي عبر الدول؛ كشفت تلك الدراسات كافة…