سلطان بن أحمد القاسمي
سلطان بن أحمد القاسمي
نائب حاكم الشارقة

فخر ومسؤولية

الثلاثاء ١٠ أغسطس ٢٠٢١

جزيل الشكر والتقدير، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على تعييني نائباً لحاكم الشارقة، ورئيساً لمجلس النفط في الإمارة، فسموه الذي أولاني ثقته وحسن ظنه بي، لخدمة إمارة الشارقة وسكانها، ومشروعها الحضاري، ببعديه المحلي والإقليمي، زرع منذ البداية بذور المسؤولية والمواطنة الحقة، في كل فرد من هذه الإمارة، وكلنا مدينون له بما حققناه، أفراداً وجماعات. شكر ولا يسعني أيضاً، أمام هذا التشريف الكبير، إلا أن أشكر سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وأن أؤكد أنني سأبقى عوناً وسنداً لهم، ولقيادة الإمارة، فهذا هو عهد إمارة الشارقة، والعقد الذي يجمع ويوحد كافة مكوناتها وفئاتها. لقد نشأنا وتربينا على ثقافة حاكمنا الحكيم، الذي غرس فينا معاني الانتماء والشراكة، وما يترتب عليها من مسؤولية فردية وجماعية، فكل فرد في إمارة الشارقة، مهما كانت مكانته ووظيفته، هو مسؤول حكماً عن نجاح مشروعنا النهضوي الحضاري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومسؤول أيضاً عن تشكيل هوية الإمارة وثقافتها، وصورتها أمام العالم، إلى جانب مسؤوليته عن أمن المجتمع واستقراره وازدهاره، أما الارتقاء في الدور، وتقلد مناصب جديدة، فهو يعني المزيد من المسؤولية والجهد، ليس في ترجمة رؤيتنا وتطلعاتنا…

غبت بجسدك وأجدك بأعمالك

الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠٢٠

إلى المغفور له بإذن الله والدي أحمد بن سلطان القاسمي هنا كان جسد والدي ..صوته ..عبقه ..ابتسامته الدافئة ..وخطواته ...وفي المكان بقيت الروح والأعمال هنا أعطى وعمل وزرع المحبة ... وهنا بقيت الثمار في كل ركن من أركان بيته الصغير ترك بصمة تبقيه.. وفي البيت الكبير ترك بمحطات الوطن الإنجاز ليحكيه رويت لنا حكاية الاتحاد وزرعت فينا قيمه... علمتنا كيف يكون حب الوطن عملاً واجتهاداً وولاءً وانتماء... ترجلت يا والدي راحلا عن الدنيا إلى جوار ربك لتنعم برحمته وتترك لنا إرثك الثمين بسيرتك العطرة مخلدة ذكراك ... وكم هي قاسية لحظات الوداع أدميت القلوب وأدمعت المقل برحيلك .. لكن الشفاء هو الايمان بقضاء الله وقدره ..لطالما كنت يا أغلى الرجال القدوة والمعلم المرشد والصديق .. تعلمت منك حتى لحظاتك الأخيرة في هذه الدنيا أن الموت حق وسنة الحياة دون أن نخشاه كوننا لا نخشى سوى الله ... كيف أكتبك وانت في برزخ الرحمة وفي الفؤاد غصة الفراق ... لطالما كنت منبع حكمتي الذي تعلمت منه كيف يكون الإنسان ... استلهمت منك معاني الصبر والمحبة والكرامة وعزة النفس والروح .. لطالما علمتنا كيف نسمو بأرواحنا بالعفو وتقبل الآخرين واحترامهم ... ولطالما تعلمت منك يا أغلى الرجال أن البناء يكون في الإنسان.. والتربية الصالحة تبني مجتمعات عندما اتصفح دفتر الذكريات يأخذني إلى…

استراتيجيتنا الانتصار وليس التعايش

الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠

بعد شهور من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة وباء «كوفيد 19»، بدأ المجتمع وبتعليمات دقيقة من الجهات المختصة بالعودة للعمل وممارسة الشؤون اليومية بشكل تدريجي ومدروس، ما يعني الانتقال نحو مرحلة جديدة من مكافحة المرض وتجاوز التحديات التي يفرضها على مختلف نواحي الحياة. إن هذه العودة لا تعبر عن اختفاء الفيروس أو زوال الخطر، بل عن قدرة البشر على ابتكار أساليب جديدة ومبدعة للعيش، تقلص من إمكانية الإصابة بالفيروس للحدود الدنيا وتحفظ للحياة دورتها الطبيعية في الوقت ذاته، وهنا يأتي دورنا كإعلاميين في توجيه الجمهور نحو الانتصار على الوباء وليس التعايش معه، ونحو ترسيخ الوعي والانتباه لكافة تفاصيل حياتنا حتى تلك الصغيرة منها والتي نظن للحظة أنها غير مهمة. قرار العودة للنشاط اليومي هو في الحقيقة رهان على الوعي الفردي والجماعي وإيمان بقدرة البشر على الارتقاء الدائم بأشكال وأساليب حياتهم، هذه القدرة التي أثبتوها بكفاءة في محطاتهم التاريخية الحاسمة، عندما انتصروا على تحدياتهم وطوروا ممارساتهم وأدواتهم حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من الرقي والتقدم والاختراعات العلمية. لقد ميز الله الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بقدرته على الإبداع، ففي الوقت الذي تكيفت فيه الحيوانات مع البرد والحر والجفاف، توصل الإنسان إلى بناء البيوت واكتشف وسائل التدفئة والتبريد وشق الطرق وركب البحر وسخر طاقة الرياح والنار لتلبية احتياجاته، وعندما عانى…

الإنسانية موقفنا

الثلاثاء ٠٧ يناير ٢٠٢٠

سلطان بن أحمد القاسمي* عايشنا خلال زيارتنا الأخيرة لمخيم كاكوما في كينيا، التي أتاحتها مؤسسة «القلب الكبير» مع مجموعة من رؤساء ومديري دوائر حكومية من الشارقة، وعدد من رجال الأعمال، تجربة مميزة التقينا خلالها الشباب والفتيات اللاجئين هناك، تحدثنا معهم حول طموحاتهم واحتياجاتهم، وجدنا فيهم الأمل والقدرات والإمكانيات، رغم كل ما يحيط بهم من فقر ومعاناة، لكنهم ما زالوا يؤمنون بالأمل، وبأننا مهما اختلفت أعراقنا وأصولنا وألسنتنا تجمعنا قلوب كبيرة فُطرت على الخير والإنسانية، ولا بد أن يأتي من يمد يد العون والمحبة لهم. «القلب الكبير»، هذه المؤسسة الإنسانية العالمية الرائدة، باتت تشكل قدوة للارتقاء بممارسات العمل الإنساني، من خلال برامج زياراتها التي تنظمها للمناطق المنكوبة والفقيرة في العالم، بصحبة رؤساء ومديري المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، بهدف التعرف إلى واقع اللاجئين والمحتاجين، والاستماع لطلباتهم والتعرف إلى أولوياتهم. إن المتتبع لجهود مؤسسة «القلب الكبير» ودورها الإنساني يدرك إصرارها بمنح المحرومين حقوقهم وحشد الدعم للاجئين والفقراء، وتوفير متطلبات حياتهم بتفاصيلها كافة، من خلال ملامسة واقع المعاناة عن قرب، واحترام آراء من يعيشون في قلبها ويكتوون بنارها، وهي بهذه الخطوة منحتهم جزءاً مهماً من حقوقهم التي فقدوها بسبب الظروف القاسية من فقر وحرمان أو مغادرة بلدانهم عنوةً أو بفعل كارثة طبيعية، ولم تغفل منظومة دعم المؤسسة برامج الغذاء والعلاج والتعليم والعيش بأمن…