نوبة ألم

السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧

اكتظ قسم الإسعاف والطوارئ بالمرضى، كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، يتوسل الأب لطبيب الطوارئ ليباشر حالة ابنه أحمد الذي انتابته نوبة جديدة من آلام (الأنيميا المنجلية) كانت الآلام شديدة للغاية، شعر بها في مفاصله وقدميه وظهره ثم انتقلت إلى صدره مع ضيق في التنفس يكاد يفقده الوعي، العويل والبكاء المتواصلان أربكا الجميع، وبعد محاولات عديدة تمكنت رئيسة الممرضات من العثور على وريد سالك، سمح بمرور وتثبيت إبرة المحاليل ليبدأ طبيب الطوارئ على الفور بتركيب المحاليل الطبية والأدوية المسكنة، حاول طمأنة والده، وأبلغه أنه سيتم إبلاغ الطبيب المناوب في تخصص الأطفال ليباشر الحالة. في اللحظة التي وصل فيها أخصائي الأطفال والذي كان قد باشر العديد من الحالات المشابهة في السابق، يعلم جيدا أنه لا يوجد أمامه الكثير ليقوم به، كان بصحبته الدكتور صالح الذي أنهى للتو دراسة الطب، وكان في الفترة الأولى في سنة الامتياز. لم تهدأ نوبة الألم، لم يوقفوا زحفه بتلك المسكنات، استبدل العويل والصراخ بالآنين شعر بالغثيان الشديد اقترب منه الطبيب الشاب مسك بيده حاول تهدئته، بدأ بتوجيه الأسئلة ليخفي ارتباكه: هل تشعر بتحسن؟ متى بدأ الألم؟ ما درجته الآن من عشرة؟ لم يجبه.. كان يصارع الألم، لم يصدر عن جسده النحيل غير زفرات وأنين، تطوع والده بالإجابة: يا دكتور ابني أمضى حياته في المستشفيات،…

سيدة النانو

السبت ١٨ فبراير ٢٠١٧

هي الدكتورة غادة بنت مطلق المطيري، مديرة مركز طب وأبحاث النانو في جامعة كاليفورنيا، كانت قد أنهت دراستها الثانوية في المملكة، ثم رحلت إلى أمريكا وحصلت على البكالوريوس بتفوق في الكيمياء من جامعة أوكسيدينتال في لوس أنجلوس، وأكملت رسالة الماجستير في الكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ونظير النشاط الذي تميزت به غادة المطيري حصلت على منحة الدكتوراه من ولاية كاليفورنيا في الهندسة الكيميائية. ولأنها أدركت أهمية البحث العلمي في وقت مبكر من مسيرتها الدراسية وأنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق أحلامها، فقد اتخذت قرارا مفصليا في مسيرتها وربما في مصير الطب والإنسانية وهو البقاء في بلاد العم سام واختيار أفضل العروض لمتابعة الأبحاث والتدريس في جامعة كاليفورنيا العريقة بعد أن حصلت على ترحيب ودعم عائلتها. وفي هذا المناخ، تابعت غادة المطيري أبحاثها وقدمت عشرة أبحاث مهمة للغاية وفي فترة زمنية قصيرة، ثم عكفت على تأليف كتاب مهم باسم (التقنية الدقيقة) ترجم للألمانية واليابانية، لتحصل بعدها على دعم آخر من ولاية كاليفورنيا بمبلغ مليون دولار مكنها من الحصول على معمل خاص لمشاريعها الطبية الجديدة. وإذا كان من المستحيل علي، وأنا المتابع لسيرتها المبهرة منذ أعوام، إيجاز ما تحاول القيام به للوصول إلى تطبيقات جديدة لتقدم الطب والجراحة، فإن الإشادة بأحد اختراعاتها التي جاءت على لسان رئيس الهيئة الصحية في أمريكا أمام الكونجرس قد…