سلطان بن سلمان
سلطان بن سلمان
رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار

الدرعية: الرمز الحضاري والمسيرة الوطنية

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠١٥

الحديث عن أحداث مفصلية أسهمت في تغيير ملامح التاريخ المعاصر لا بد أن يصاحبه حديث عن المكان الذي احتضنها، وأكتب اليوم بمناسبة انطلاق المرحلة الأولى من مشروع تطوير الدرعية، المدينة الوادعة بمحاذاة وادي حنيفة، شريان الحياة الذي تشكلت على ضفتيه أغلب المستوطنات البشرية في قلب الجزيرة العربية. في هذه البلدة تكونت الدولة السعودية الأولى، وانطلقت على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود منذ نحو ثلاثة قرون، لتكون المبادئ الأساسية التي قامت عليها وحدة المملكة، ولا تزال، فتَجَدُّد هذه الدولة لثلاث مرات على ذات القيم والمبادئ التي شكلت هذه البلاد هو الأساس المتين الذي تقوم عليه المملكة في الوقت المعاصر. في الدرعية كانت بداية الوحدة، ونحن اليوم مع قائد هذه الأمة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفيد مؤسس الدولة الأولى وابن مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبد العزيز، رحمه الله، نحتفل بإطلاق المرحلة الأولى من مشروع تطوير الدرعية في حي البجيري، الذي ستعقبه مراحل مهمة، أهمُّها افتتاح حي الطريف، موقع التراث العالمي، بعد إعادة تأهيله ليكون مكانًا يعيش فيه المواطنون تاريخ تأسيس وطنهم، خاصة الشباب منهم والزوار، المكان الذي بدأت منه انطلاقة هذه الدولة المباركة المستقرة، التي تبوأت موقعًا في الصدارة بين أمم العالم. ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - اهتمامات…

ليس هذا هو المواطن السعودي!

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

وجدت نفسي مضطراً بصفتي مواطناً سعودياً أن أكتب هذه المقالة تعليقاً على مقالة الكاتب القدير علي الموسى في صحيفة الوطن يوم السبت 6 ربيع الآخر1434 تحت عنوان (بعض مواصفات السعودي)، التي حشد خلالها مجموعة من المواصفات التي رأى أنها تمثل ملامح المواطن السعودي. ولقناعتي التامة بأن المواطن السعودي ليس بحاجة إلى من يدافع عنه أمام هذه المجموعة من الصفات السلبية التي عممها الكاتب، واختزل فيها ملامح المواطن، الذي يشهد له تاريخه المجيد وأعماله الناصعة، وسعيه المستمر لتطوير ذاته، وتفانيه في تنمية حاضره؛ فقد رأيت أهمية المشاركة كوني مواطناً يعرف تاريخ وطنه، ويعايش عن قرب ما يحدث فيه من حراك تنموي واجتماعي واقتصادي، وشاهداً على المنجزات الهائلة التي تمت وما زالت في هذه البلاد على يد المواطنين عبر مراحل التاريخ، سواء كانوا في مناصب حكومية أو في قطاع خاص أو نحو ذلك. ومع تقديري للكاتب الذي أعرف محبته لوطنه وغيرته عليه، ولصحيفة الوطن التي أتابعها كما يتابعها الآلاف غيري، إلا أنني لا أتفق البتة مع طرح الكاتب في تعميمه تلك الصفات السلبية على المواطن السعودي، ومنها قوله: "السعودي هو من يشتم نظام الخصم على برنامج (حافز) حينما تقابله زبونا للنسخة الأخيرة من (الآيفون) ليدفع فيه ضعفي مكافأة حافز، وهو من اخترع في قاموس اللغة مفردة (طفران) وهو ينزل من سيارته (الكشخة)…